المدبر البطريركي للكلدان الكاثوليك في مصر: البابا مثال للكاهن المتواضع ورفض السكن في قصر

المدبر البطريركي للكلدان الكاثوليك في مصر: البابا مثال للكاهن المتواضع ورفض السكن في قصر
- البطريركية
- الكاثوليك
- الفاتيكان
- الكنيسة الكاثوليكية
- البطريركية
- الكاثوليك
- الفاتيكان
- الكنيسة الكاثوليكية
يمثل البابا فرنسيس الأول حالة خاصة بالنسبة للآباء الكهنة وشعب الكنيسة الكاثوليكية، فهو الراهب الذى رفض الإقامة فى قصر، وأصر على استخدام المواصلات العامة مثل شعبه، وخلال الأيام الأولى لجلوسه على الكرسى البابوى أعلن انحيازه للحريات المعمودية والحريات الميلادية، وهذا ما قاله الأب بولس ساتى، المدبر البطريركى للكلدان الكاثوليك فى مصر، خلال حديثه لـ«الوطن»، مضيفاً أن الاحتفالات التى تشهدها الكنيسة بحبرية البابا فرنسيس الأول لـ10 سنوات، هى احتفاء برؤيته الإصلاحية للكوريا الرومانية (تشكيل يشبه حكومة داخلية لإدارة شئون الكنيسة) ونظرته الاقتصادية، بالإضافة إلى علاقة الكنيسة الكلدانية فى مصر بالفاتيكان، وإلى نص الحوار:
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بالعيد العاشر لبابوية البابا فرنسيس الأول.. ما الكلمة التى ترغب فى توجيهها لقداسته بهذه المناسبة؟
- كل عام وقداسته بخير وفى أحسن حال، قضت الكنيسة الكاثوليكية 10 سنوات فى حبريته، وشهدت الكثير من الأحداث التى اجتاحت العالم، وأغلبها لم يكن جيداً، لكن البابا فرنسيس استطاع أن يكون له مواقف قوية، من خلال صلابته، والقوة والتواضع المسيحى، الذى مثله السيد المسيح عندما تجسّد وعاش حياته الأرضية، وأعطى نموذجاً لكيفية إظهار الإنسان بمحبة وتواضع.. وهو ما يميز شخصية البابا فرنسيس.
هل سبق والتقيت بالبابا فرنسيس؟
- أجل تشرفت بلقاء البابا فرنسيس الأول 3 مرات، مرتين فى الفاتيكان بروما، والثالثة والأخيرة كانت فى العراق.
هل يمكن أن تحدّثنا عن كواليس اللقاءات الثلاثة مع البابا فرنسيس؟
- خلال الزيارة الأولى والثانية كنت فى الفاتيكان، حيث التقينا خلال لقاء كهنة الكلدان فى أوروبا، وكانت خبرة جميلة، حيث إننا أخذنا البركة وقبّلنا يد البابا.
أما الزيارة الثالثة، التى أعتبرها مفصلية، فجاءت فى كاتدرائية مار يوسف الكلدانية فى العراق، وتم فيها القداس حسب الطقس الكلدانى الشرقى، وهى المرة الأولى التى يتم فيها التقديس بطقس شرقى بيد بابا الفاتيكان.
أعلن البابا فرنسيس إجراء عدد من الإصلاحات الكنسية، منها دعم المرأة وإتاحة الوظائف الكنسية لغير الرهبان، فكيف ترى هذا؟
- يقوم البابا فرنسيس بدعم الكثير من الإجراءات الإصلاحية، من خلال دعم الحقوق الطبيعية بالولادة، ومنها الكرامة التى يحصل عليها الإنسان باعتباره مخلوقاً على صورة الله، وفق العقيدة المسيحية، بالإضافة إلى دعم الحقوق الخاصة بالمعمودية، التى تعطى للفرد سواء كان رجلاً أو امرأة، ومنها ممارسة نشاطه فى الكنيسة فى جماعة المؤمنين بحرية تامة، وحسب تعليم الكنيسة يمكن أن ينال الدرجات المقدّسة فى الكهنوت، والتى تمنح فقط للرجال، حيث منح السيد المسيح الأمانة للرسل مباشرة، والذين قاموا بمنحها بدورهم للأساقفة فى ما بعد والبابوات.
ما أبرز التطورات التى قام بها البابا فرنسيس فى إصلاح الكوريا الرومانية «حكومة البابا»؟
- خلال العام الماضى 2022، أصدر البابا فرنسيس الأول الدستور الرعوى تحت عنوان «أعلنوا البشارة.. أعلنوا الإنجيل»، وهذا يكون الإصلاح الثانى فى الكوريا الرومانية بعد الإصلاح الذى أعلنه الراحل البابا القديس يوحنا بولس الثانى الذى حمل اسم الراعى الصالح، وهى تأتى لتنظيم العمل الكنسى، وقد أضاف البابا فرنسيس بعض الأمور الإدارية فى ما يخص التعيينات واختيار القيادات، ويجب التأكيد على أن إدارة الكوريا الرومانية تختلف فى طريقة عملها حسب البابا لكن جوهرها ثابت.
البابا فرنسيس ينتمى إلى الرهبنة اليسوعية، فما الرهبنة اليسوعية، وما أبرز إسهاماتها فى المجتمع؟
- عندما كان البابا فرنسيس، رئيس أساقفة بوينس آيرس كان مثال الكاهن المتواضع الفقير، فكان يرفض السكن فى القصر المخصّص لرئيس الأساقفة، وكان يستخدم المواصلات العامة (المترو) مثل شعبه.
أما الرهبنة اليسوعية فهى رهبنة إصلاحية كاثوليكية تأسست فى القرن السادس عشر، تعتمدها الكنيسة الكاثوليكية، وتقدم الكثير من الخدمات الاجتماعية، مثل المستشفيات والمدارس والجامعات، التى تقدم خدماتها للجميع، وليس الكاثوليك فقط، بالإضافة إلى التثقيف الذى نشرته هذه الرهبنة، فضلاً عن الرياضات الروحية، وهى عبارة عن خلوة روحية للصلاة والتعبّد، يتم فيها التأمل فى الحياة بصورة عامة والشخصية للأفراد، ويبدأ الإنسان فى البحث عن كيفية تعميق علاقته مع الله؟ وكيف يكون قريباً منه؟ بالإضافة إلى رعاية المؤمنين فى كل العالم.
حالته الصحية لم تمنعه من التفاعل مع قضايا المجتمع وزيارة مناطق النزاعات
البابا فرنسيس يُعد شخصية متفاعلة مع قضايا العالم المختلفة فكيف ترى هذا؟
- البابا يقدّم كل ما يستطيع رغم مرضه، فهو يعيش برئة وحدة، ولا يزال يزور بلداناً متعدّدة منها مصر، بالإضافة إلى بلاد بها أزمات مثل العراق، وخلال زيارته الأخيرة استطاع أن يوحّد بين الطوائف المسيحية، وكان الشعب يقول «ياريت البابا ييجى كل ويك إند»، كما قام بزيارة مدينة أور الكلدانية مسقط رأس أبينا إبراهيم، للحج للمكان الذى كان منبع ظهور الأديان التوحيدية الثلاثة «اليهودية والمسيحية والإسلام، فإبراهيم هو أبو الأنبياء»، حيث تم تنظيم لقاء مع البابا ورجال الأديان المختلفة، وهو ما يجعل البابا شخصية مؤثرة ومتفاعلة مع قضايا المجتمع.
هل يمكن أن توضح علاقة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية فى مصر مع الفاتيكان؟
- الكنيسة الكلدانية جزء من الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، وهى موجودة من القرن الـ18 كأول كلدانيين فى العصر الحديث، وقد استقررنا فى عصر الأسرة العلوية التى كانت منفتحة على العالم.
ونحن نتبع روحياً تعاليم كنيسة روما «الفاتيكان»، حيث نتقيد بالقوانين التى تتضمّنها مثل قانون الأحوال الشخصية أو تحديد الأوقاف، فلا يمكن أن نخرج عن تعاليم كنيسة روما.
إدارة الكنيسة الكاثوليكية
فترة حبرية البابا فرنسيس فى الـ10 سنوات السابقة شهدت الكثير من الأحداث التى أثرت على العالم، ففى بداية حبريته ظهرت منظمات داعش، التى كان لها الكثير من العمليات الإرهابية فى الكثير من الدول، ثم جاءت جائحة كورونا، التى أثرت على العالم، بالإضافة إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التى أثرت على كثير من الدول والأزمة الاقتصادية فى العالم كله، وكانت للبابا مواقف حازمة وقوية.