قصة البابا ثاؤدوسيوس الذي نفي مرتين ونازعه في البطريركية رئيس الشمامسة

كتب: مصطفى رحومة

قصة البابا ثاؤدوسيوس الذي نفي مرتين ونازعه في البطريركية رئيس الشمامسة

قصة البابا ثاؤدوسيوس الذي نفي مرتين ونازعه في البطريركية رئيس الشمامسة

يحيي الأقباط الأرثوذكس، في صلواتهم بالكنائس، اليوم الاثنين، تذكار وفاة البابا ثاؤدوسيوس البطريرك الثالث والثلاثين في تاريخ بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بحسب السنكسار الكنسي، وهو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

فحسب السنكسار الكنسي، يوافق اليوم الاثنين، 28 بؤونه لعام 1737 قبطي، وفي مثل هذا اليوم عام 238 قبطي، الموافق 567 ميلادي، توفي البابا ثاؤدوسيوس البطريرك الثالث والثلاثين من بطاركة الكرازة المرقسية.

البطريرك الدخيل

ويذكر السنكسار، أن هذا البطريرك وُلِدَ في الإسكندرية وكان بتولاً عالماً حافظاً لكتب الكنيسة. وبعد وفاة البابا تيموثاوس اجتمع رأى الأساقفة والكهنة والأراخنة والشعب الأرثوذكسي واختاروه بطريركاً. إلا أنه ظهر بطريرك مواز له إذ أخذ بعض الكهنة رئيس شمامسة كنيسة الإسكندرية ويدعى فاكيوس وأقاموه بطريركاً، بمعاونة يوليانوس الذي كان البابا تيموثاوس قد حرمه، لقبوله إيمان مجمع خلقيدونية، وَطرَدَ والي الإسكندرية البابا ثاؤدوسيوس، فذهب إلى قرية مليج وأقام بها سنتين.

ويشير السنكسار، إلى أنه لما طالب الأقباط بإعادة البابا ثاؤدوسيوس الراعي الشرعي وطرد فاكيوس الدخيل، أرسلت الملكة الأرثوذكسية ثاؤدورة تسأل عن صحة رسامة البابا، فعقدوا مجمعاً في الإسكندرية، وأجمعوا على صحة رسامته، فعاد إلى كرسيه وسط فرحة الأقباط.

قصة نفي البابا ثاؤدوسيوس

ويوضح السنكسار، أن هذا البابا تم نفيه مرتين بعد ذلك، الأولى عندما ملك يوستنيان الأول، الذي كتب إلى نوابه بالإسكندرية قائلاً إن كان الأب ثاؤدوسيوس موافقاً لإيمان مجمع خلقيدونية نجعله بطريركاً ووالياً معاً، وإذا لم يوافق فليخرج من المدينة، فرفض البابا وخرج من الإسكندرية ومضى إلى الصعيد، أما نفيه الثاني فكان في فترة حكم الملك يوستنيان الثاني، الذي كان أشد تعصباً من سلفه، فاستدعى البابا ثاؤدوسيوس من النفي وبدأ يتملقه لكي يوافق على مجمع خلقيدونية، فرفض البابا ثاؤدوسيوس والأساقفة المرافقون له طلب الملك، فغضب الملك وحبس الأساقفة ونفى البابا وأقام بدله شخص آخر اسمه أبوليناريوس، وأرسله إلى الإسكندرية بفرقة كبيرة من الجند لاستلام الكنائس، فثار الشعب فقتل منهم الجنود عدداً كبيراً، وأمر الملك بغلق الكنائس، ثم بنى الأرثوذكسيون كنيسة باسم القديس مرقس الرسول، وأخرى على اسم القديسين قزمان ودميان، وأقام البابا في منفاه الثاني 28 سنة، فيما لم يدم جلوسه بالإسكندرية سوى 4 سنوات، لتكون مدة رئاسته اثنتين وثلاثين سنة كتب فيها الكثير من الرسائل والميامر.


مواضيع متعلقة