البطريركية: البابا تواضروس بكى حينما اختير «بطريركا للكنيسة»

البطريركية: البابا تواضروس بكى حينما اختير «بطريركا للكنيسة»
- البطريركية
- الأسقفية
- «القرعة الهيكلية»
- التعاليم المسيحية
- البطريركية
- الأسقفية
- «القرعة الهيكلية»
- التعاليم المسيحية
بعد وفاة البابا شنودة الثالث، فى مارس 2012م، اجتمع مطارنة وأساقفة الكنيسة فى اجتماعات المجمع المقدس لترتيب المرحلة الانتقالية داخلها وتطبيق لائحة 1957م الخاصة بانتخاب البابا الجديد، وتم اختيار الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح قائماً مقام البابا، وفى هذه الأثناء لم يكن الأنبا تواضروس، الأسقف المساعد بالبحيرة، يفكر فى الأمر، ولم يكن اسمه مطروحاً فى دوائر الكنيسة ووسائل الإعلام، فهو بعيد عن الأضواء وليس من الأساقفة أصحاب التأثير والصيت الذين يثار حولهم الضجيج فى الأوساط القبطية أو الشارع بصفة عامة، وكان أول من بشره بطرح اسمه للترشح للكرسى البابوى الأنبا أندراوس أسقف أبوتيج بمحافظة أسيوط، الذى قال له مداعباً: «حينما تجلس على الكرسى البابوى ترسمنى تانى يوم مطران».
رشحه للانتخابات البابوية 6 أساقفة وأول من بشره بذلك كان الأنبا أندراوس
بعد فتح باب الترشيح للكرسى البابوى، تقدم 6 أساقفة بتزكيات لترشيح الأنبا تواضروس للمنصب البابوى، وهم: «الأنبا دميان أسقف ألمانيا، الأنبا سوريال أسقف ملبورن، الأنبا مكاريوس رئيس دير السريان، الأنبا باخوم أسقف سوهاج، الأنبا أندراوس أسقف أبوتيج، والأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة».
قائمة الترشيحات ضمت مع الأنبا تواضروس فى البداية 17 مرشحاً، وكانت تضم أسماء كبيرة وثقيلة داخل الأوساط القبطية والمجمع المقدس، أبرزهم الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، لكن لجنة الترشيحات البابوية استبعدت 12 مرشحاً فى 13 أكتوبر 2012م، واقتصر المرشحون للمنصب على 5 أسماء هم: «الأنبا تواضروس، والأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، والراهب القمص باخوميوس السريانى، والراهب القمص روفائيل أفامينا، والراهب القمص سيرافيم السريانى».
وأجريت الانتخابات البابوية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأسفرت عن فوز القمص باخوميوس السريانى بـ305 أصوات، والقمص سيرافيم السريانى بـ680 صوتاً، والقمص رافائيل أفامينا بـ1530 صوتاً، والأنبا تواضروس بـ1623 صوتاً، والأنبا رافائيل بـ1980 صوتاً.
أول من هنأه هاتفيا صديق له مسلم من أيام الجامعة لم يلتق به منذ 30 عاما
وبعد إعلان النتيجة صعد إلى المرحلة الثانية من الانتخابات وهى: «القرعة الهيكلية» التى تقرر إجراؤها يوم 4 نوفمبر 2012م، وشهد مراسمها كل من: «الأنبا رافائيل، الأنبا تواضروس، القمص رافائيل أفامينا»، حسب التعاليم المسيحية والتقاليد الكنسية، من داخل الأديرة التى يعتكفون بها، حيث كان الأنبا رافائيل معتكفاً بدير السريان بوادى النطرون، والأنبا تواضروس فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، فيما كان الراهب رافائيل أفامينا، معتكفاً بدير مارمينا بمريوط غرب الإسكندرية.
وحسم الطفل «بيشوى جرجس مسعد»، صاحب الـ6 سنوات، اسم البابا الـ118، وهو الأنبا تواضروس، الذى تلقى خبر اختياره بطريركاً للكنيسة، أثناء وجوده فى قلايته بدير الأنبا بيشوى، ويقول البابا عن تلك اللحظة: «كان عدد من رهبان الدير بالخارج يتابعون النتيجة بالهاتف وعندما أعلن الأنبا باخوميوس اختيار الطفل بيشوى مسعد ليكون طفل القرعة الهيكلية تسرب داخلهم شعور باختيار الله لى وشعروا بأنها علامة من السماء وما هى إلا لحظات حتى حضر الرهبان لقلايتى لتهنئتى».
يضيف البابا تواضروس: «أول من أبلغنى وزارنى أبونا داوود الأنبا بيشوى، وأبونا دوفانيوس الأنبا بيشوى، وأول أسقف هنأنى كان الأنبا إيسذوروس رئيس دير البراموس، وفى خروجى من القلاية للكنيسة الأثرية بالدير لصلاة الشكر جاء القمص باخوميوس السريانى والقمص سيرافيم السريانى، وعقب الانتهاء من الصلاة قابلت القمص رافائيل أفامينا، والأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، أما عن المكالمات الهاتفية فكان أول من هاتفنى صديق لى مسلم من الجامعة لم ألتق به منذ 30 عاماً، وأول مكالمات التهنئة من الشخصيات الرسمية كانت من اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، وبعده هنأنى على الهاتف محافظ البحيرة ثم محافظ الإسكندرية، ومساء الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، هذا بالإضافة إلى مئات الرسائل الهاتفية القصيرة».
وفى حوارات صحفية معه، كشف البابا أنه شطب على اسمه أثناء الانتخابات البابوية ودخل فى خلوة للصلاة منذ إعلان أسماء الفائزين بالانتخابات البابوية، ليختار الله المرشحين الآخرين ولا يختاره، وليكسر خلوته فى اليوم السابق للقرعة حيث ذهب إلى لقاء رعوى فى كينج مريوط، وعاد بعدها إلى دير الأنبا بيشوى ليصلى قداساً بالدير ليلة القرعة الهيكلية من الساعة 3:30 واستمر حتى 5:30 فجراً، بعدها توجه لقلايته وظل مستيقظاً يصلى حتى حضر رهبان الدير وأعلموه بالنتيجة.
يشير البابا إلى لحظة معرفته باختياره «بطريركاً للكنيسة»، بأنها لحظات لا توصف سالت دموعه وشعر بجسامة المسئولية، وتوجه إلى مزار البابا شنودة ليصلى ويطلب من البابا ألا يتركه قائلاً: «من فضلك يا سيدنا لا تتركنى لأنى أحتاجك وأحتاج صلواتك».
ومن مفارقات القدر أن الأسقف الذى بشر البابا باختياره الأنبا أندراوس تمت رسامته مطراناً ولكن ليس فى 2012م وقت تجليس البابا تواضروس وإنما فى 2018م.