زراعة أسطح المنازل حولت «كفر عون» إلى «جنة خضراء».. و«ربيع»: «وفرنا احتياجاتنا من الخضار والفاكهة»

زراعة أسطح المنازل حولت «كفر عون» إلى «جنة خضراء».. و«ربيع»: «وفرنا احتياجاتنا من الخضار والفاكهة»
على بُعد خطوات معدودة من قرية «كفر عون» بكفر الدوار بالبحيرة، ترى اللون الأخضر يكسو أسطح المنازل، حتى تكونت لوحة مبدعة حولت معالم القرية من مظهرها الصحراوى الذى فرضته عليها طبيعتها الجغرافية البدوية إلى جنة خضراء حسبما وصفها العديد.
تصدّر مشروع زراعة الأسطح أهم مشاريع القرية، التى ذاع صيتها بالقضاء على البطالة، إذ أقبل الأهالى على زراعة الأسطح بطرق بسيطة وفرت لهم مصادر رزق، إضافة إلى توفير متطلبات حياتهم من الخضار والفاكهة.
ويروى رجب ربيع، أحد أهالى قرية كفر عون، لـ«الوطن»، أن زراعة الأسطح عملت على تحقيق الاكتفاء الذاتى لأهالى القرية خلال الـ7 سنوات الماضية، حتى أصبحت ضمن القرى النموذجية والمنتجة فى البحيرة.
وأضاف «ربيع»: «استمرت المشاريع فى القرية، وتنوعت زراعات الأسطح ما بين الفاكهة والخضراوات وتقاوى النباتات المختلفة، حتى أُطلق عليها (جنة فوق المنازل)»، مشيراً إلى أن ذلك ساهم فى إخراجها من مستنقع الفقر إلى الاكتفاء الذاتى، بعد سنوات عديدة من اعتماد القرية على مساهمات الجهات المعنية، متابعاً: «الفكرة بدأت بمبلغ بسيط منذ 7 سنوات لم يتجاوز الـ1500 جنيه، وتم بدء مشروع زراعة الأسطح فى أحد أسطح منازل القرية، حتى اكتست معظم منازل القرية الآن بالزراعات المختلفة، التى يستخدمها أصحابها فى الاكتفاء الذاتى أو التجارة».
ونفى «ربيع» تضرر أسطح المنازل وأساساتها من تلك الزراعات، حيث إنهم يعتمدون على نظام الزراعة المائية أو «الهيدروبونيك» التى لا تحتاج إلى تربة أو مبيدات، بديلاً عن استخدام الطين المعروف فى مختلف الزراعات، مؤكداً أن تلك الطريقة فى الزراعة خالية تماماً من الأمراض والمبيدات، ومن تلك الزراعات «الفول، الباذنجان، الطماطم، الخيار، البصل، الكرنب، خس الأوكليف الأحمر والأخضر، السبانخ، الجرجير» وغيرها.
وأشار إلى أن الزراعة المائية تعتمد على إنشاء بنية تحتية محكمة، منها «الصوبات، المواسير، أنظمة التبريد» وغيرها من مستلزمات الزراعة الأخرى، حيث يتم إحضار مواسير يتراوح قطرها من 4 إلى 6 بوصات حسب النباتات المزروعة، وأكواب للزراعة بشرط أن تكون بها ثقوب من الأسفل لخروج الجذور منها وامتصاص العناصر الغذائية، كما تحتاج أيضاً إلى تنك مياه لوضع الماء والمحلول المغذى بداخله، ومضخة غاطسة لسحب الماء والمحلول المغذى إلى داخل المواسير، وجهاز TDS لقياس درجة الأملاح بالماء والمحلول المغذى، بالإضافة إلى حاملات هرمية من الحديد أو الخشب لحمل المواسير، وجهاز PH لقياس درجة حموضة الماء والمحلول المغذى.
وقال «ربيع»: «شبابنا كله شغال فى زراعة الأسطح، وكمان شباب المحافظات المجاورة بيزورنا علشان ينقل تجربته لأهل محافظته، إحنا قرية منتجة بلا بطالة، قضينا على 95% منها»، مشيراً إلى أنهم يبيعون الشتلات والتقاوى للمزارعين.