زراعة أسطح المنازل: الإنتاج وفير والسعر رخيص ودون كيماويات

كتب: عبدالله مجدى وشيماء مختار

زراعة أسطح المنازل: الإنتاج وفير والسعر رخيص ودون كيماويات

زراعة أسطح المنازل: الإنتاج وفير والسعر رخيص ودون كيماويات

أحبوا الزراعة، ولم يكتفوا بدراستهم فقط، فعمل كل منهم على إقامة مشروعه الخاص، وخرجوا بفكرة لم تخطر ببال الكثيرين من أبناء جيلهم، لتكون نواة لمشروعاتهم الخاصة ومبادرتهم التى يرغبون فى تعميمها بكل أرجاء مصر لمحاربة الغلاء.

«حسام» نجح فى زراعة 12 محصولاً: باجمع 25 كيلو فراولة أسبوعياً

حسام شعبان، شاب جامعى، قرر استغلال خبراته التى اكتسبها فى كلية الزراعة من خلال دراسته حتى تخرجه، والتفكير بطريقة غير تقليدية، وعمل على استغلال سطح منزله الذى يعيش فيه بزراعة منتجات متنوعة، لإيجاد مشروع خاص يستغل فيه شغفه بهذا المجال الذى أحبه وقرر دراسته والعمل به.

سطح المنزل الذى يعيش فيه الشاب الجامعى مساحته 200 متر، ونجح فى زراعة 12 محصولاً بإنتاجية مناسبة، هذه الفكرة التى خطرت فى عقله قبل عدة أعوام خلال دراسته بالجامعة، حين رغب فى استغلال أسطح المنازل لتحويلها إلى مصدر دخل، وقال: «الفكرة دى كانت مسيطرة علىّ، وفضلت أشتغل عليها بتجارب سنتين حتى وصلت للنتيجة دى، وهى إن عندى محصول وفير من كل نوع». تحديات عدة واجهها الشاب العشرينى، أبرزها محاولات المحيطين به إحباطه، وتابع: «كانوا دايماً يقولون لى انت بتضيع وقتك، الفكرة مش هتنجح، بس كنت مصمم على فكرتى، فعملت على دراسة زراعة أسطح كثيرة، ودراسة التجارب السابقة التى أُجريت، وعملت على تطوير جانب التكلفة لتصبح أقل، والعمل على زيادة إنتاجية المحصول لتصبح أكثر».

«فراولة، باذنجان، كرنب أحمر، خيار، فلفل»، هذه هى أبرز المحاصيل التى يزرعها «حسام» على سطح منزله فى قلب مدينة العياط بالجيزة، ونجح من خلال تجاربه من أن تكون إنتاجية المحاصيل أكبر والتكلفة أقل بكثير عن التجارب الأخرى، وأضاف: «حاولت توفير نظام زراعة يحقق كل الأهداف دى، عشان يستمر معايا لأطول فترة ممكنة، وراعيت إن المحصول مايسببش أحمال على سطح المنزل». فكرة الشاب العشرينى رغم نجاحها، فإنه يعمل على إجراء مزيد من التطوير عليها حتى الآن لتصبح أكثر إنتاجية، وواصل: «زارع 40 متر فراولة بيعملوا إنتاج 25 كيلو كل 6 أيام، وعندى 1600 شتلة زراعية أعلى المنزل جميعها مثمرة، وأستفيد منها فى البيع أو الاستخدام الشخصى بالمنزل».

يحلم «حسام» بتعميم فكرته على كل أسطح مصر، وأن تتحول هذه الأسطح لمساحات خضراء، ما ينعكس على المظهر العام للدولة، وزيادة نسبة الأكسجين والحد من التلوث، وقال: «ممكن أساعد أى حد عايز يبدأ عشان تنتشر الفكرة وتُنتج أكثر».

«أسماء» حوَّلت السطح إلى مزرعة للخضراوات والفواكه

أما أسماء البارودى فعشقت الزراعة بأنواعها منذ نعومة أظافرها، وكان سطح منزلها يحتوى على مخلَّفات الأثاث وغيرها من الروبابيكيا، قبل أن يتحول إلى لوحة خضراء ومزرعة صغيرة للخضراوات والفواكه، لتتغلب على ارتفاع أسعار الخضراوات فى السوق التى أصبحت عبئاً على المصريين.

على الأسطح تدور عجلة إنتاج أسماء البارودى، التى تخرجت فى كلية التجارة جامعة القاهرة، وعلى الرغم من دراستها المختلفة، فإنها عشقت الزراعة كثيراً، وكانت تستغل الأماكن الفارغة بمنزلها من أجل زراعة ورود الزينة، خاصة على الشرفة، واستغلت سطح منزلها لتحويله إلى مزرعة صغيرة من الخضراوات والفواكه.

مجموعة من الخضراوات زرعتها «أسماء» بهواية وشغف، ومنها استفادت فى ظل ارتفاع الأسعار التى عانى منها الكثير، قائلة: «فى الزراعة متعة كبيرة، خاصة لما يكون طعمها حلو ومن زرع إيدى، غير التجارى والكيماويات الموجودة فيه، الملوخية والباذنجان والجرجير والكزبرة والفلفل والطماطم وغيرها من الخضراوات، جميعها زرع منزلى لا تقوم بشراء أى منها من الخارج». وتابعت: «أنا لسه ماوصلتش لمرحلة الاكتفاء الذاتى من الزراعة لكن بيفرق، خصوصاً لو عملت أكلة كاملة من زرع إيدى»، موضحة أن التوفير ليس الميزة الأهم فى الزراعة المنزلية، لكنها وفرت كثيراً فى سعر الخضراوات فى ظل الظروف الراهنة، مشيرة إلى أهمية زراعة النباتات فى بيئة نظيفة خالية من مياه الصرف والكيماويات والمبيدات.

الهدف من الزراعة المنزلية هو توفير غذاء آمن بسعر معقول، وأضافت: «تفاجأت من الأسعار العالية جداً، خصوصاً الباذنجان اللى غلى مرة واحدة، وأتمنى من الجميع أن يستغل الأماكن الفارغة فى منزله من أجل الزراعة المنزلية لتوفير غذاء صحى ونظيف دون كيماويات ومبيدات».


مواضيع متعلقة