بركة «شيخ العرب».. مسيرة خالدة لـ«المبتهل الأعظم» في 55 عاما

بركة «شيخ العرب».. مسيرة خالدة لـ«المبتهل الأعظم» في 55 عاما
- النقشبندي
- شيخ العرب
- المبتهل الأعظم
- مولاى إنى ببابك
- الوطن
- ذكرى النقشبندي
- النقشبندي
- شيخ العرب
- المبتهل الأعظم
- مولاى إنى ببابك
- الوطن
- ذكرى النقشبندي
«إنه مثل النور الكريم الفريد الذى لم يصل إليه أحد»، هكذا وصفه الدكتور مصطفى محمود فى برنامج «العلم والإيمان»، حينما تحدث عن مسيرته فى المدح والإنشاد الدينى. 55 عاماً عاشها الشيخ سيد النقشبندى، كانت حافلة بالإنجازات، حيث ترك مدرسة عريقة فى الابتهال وأدعية وابتهالات وأناشيد كوّنت تراثاً فكرياً يصل للعالمية.
فى محافظة الدقهلية وتحديداً قرية دميرة، ولد الشيخ النقشبندى فى 7 يناير لعام 1920، لم يمكث فى «دميرة» طويلاً، حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، وهناك حفظ القرآن الكريم ولم يكتمل عمره 10 أعوام. تعلَّم الإنشاد الدينى فى حلقات الذكر بين مريدى الطرق الصوفية.
يقول مصطفى زايد، الباحث الصوفى لـ«الوطن»: الشيخ سيد النقشبندى أصوله ليست مصرية فهو من «بخارة» بولاية أذربيجان، حيث نزح جده الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندى، والتحق بالأزهر وهو من الطريقة النقشبندية، تعلم الإنشاد الدينى وكان متردداً على موالد سيدى أبوالحجاج الصعيدى وسيدى عبدالرحيم القناوى، كذلك وهبه الله ذاكرة حديدية، فكان يحفظ أبيات الشعر، ويُقال إنه حفظ 10 آلاف بيت من الشعر فحفظ لابن الفارض والبوصيرى وكذلك للشعراء العرب والمصريين المعاصرين أيضاً.
شارك فى حفلات بسوريا وأبوظبى والأردن واليمن والمغرب العربى والخليج ودول أفريقية وآسيوية
أضاف: فى عام 1955 استقر فى مدينة طنطا، بدعوة من شيخ العرب سيدى السيد البدوى الذى جاءه فى المنام طالباً مكوثه بجواره، وكثيراً ما روى الشيخ سيد النقشبندى أنه يستشعر بركة السيد البدوى فى كل مراحل حياته، ومن طنطا سافر إلى حلب وحمص وأبوظبى والأردن وإيران، حيث ذاعت شهرته فى محافظات مصر والدول العربية، فشارك فى فعاليات دينية بسوريا وأبوظبى والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربى ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية.
شارك الشيخ النقشبندى بتسجيلات للتليفزيون المصرى فى برنامج «دعاء» وحلقات عن أسماء الله الحسنى، ولحن له الملحن الكبير بليغ حمدى والملحن حلمى أمين وغيرهما، حيث أجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التى قدمت الدعاء الدينى، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى «السمّيعة».
للشيخ النقشبندى عدد كبير من الأناشيد الدينية والابتهالات، منها «مولاى إنى ببابك»، «جل الإله»، «أقول أُمتى»، «أى سلوى»، «أنت فى عين قلبى»، «يا رب دموعنا»، «مرحباً رمضان»، «حشودنا تدعوك»، «بدر الكبرى»، «ليلة القدر»، «أيها الساهر»، «سبحانك ربى»، «أغيب»، «يا رب إن عظمت ذنوبى»، «النفس تشكو»، «ربّ هب لى هدى»، «يا رب يا رحمن»، «يا باسط الأرزاق»، «النائمون»، «يا ربنا العظيم يا الله»، «أيقظ الشوق مقلتى من رقاد»، «يا ربنا العظيم»، «إلهى وأنت مجيب الرجاء»، «يا رب نوراً»، «القلب يا رب حامد»، «ذنوبنا تلال»، وغيرها يشدو الشيخ بمدرسته الإنشادية متفرداً فى قلوب المصريين، حتى صار أستاذ المداحين وشيخ المبتهلين، وصاحب المدرسة الأهم فى تاريخ الابتهالات والإنشاد.
«التونى»: تربّع على عرش الابتهال الدينى
بدوره، قال الشيخ أحمد زين التونى، حفيد سلطان المداحين الشيخ التونى، لـ«الوطن» إن «النقشبندى» صاحب صوت فريد وقد تربع على عرش الابتهال الدينى، كما أنه كان قارئاً عظيماً للقرآن الكريم وعارفاً بأحكامه وقراءاته، وكانت لديه هبة عظيمة وهى إبداعه فى اختيار الكلمات، فأصبح «النقشبندى» مدرسة تاريخية حفرت اسمها بأحرف من نور. وأضاف: «النقشبندى» له محبة فى قلب الجمهور العربى والإسلامى، وقد كرّمه الرئيس الراحل أنور السادات عام 1979 بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، بعد وفاته بثلاث سنوات، كذلك كرّمه الرئيس حسنى مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، بعد وفاته بثلاث عشرة سنة، وهناك الكثير من التكريمات العربية والإسلامية لـ«النقشبندى»، كما يطلق اسمه على أكبر شوارع طنطا، ومن هنا نرى أن المنشد حين يكون صاحب موهبة وصادقاً فى تعبيره وإحساسه وتواصله مع جمهوره ومع «السمّيعة»، فإنه سيلقى أفضل تكريم، سواء فى حياته أو بعد موته.
«سليمان»: صوت خاشع وكروان ينشد
وأكد أحمد سليمان، مؤسس فرقة سلطان العارفين السورية، أن الشيخ النقشبندى صاحب المدرسة العريقة فى الابتهال والإنشاد الدينى، فأدعيته وابتهالاته وأناشيده تراث نادر، وقد ارتبطت به الأذهان والقلوب فى شهر رمضان، فهو قيثارة السماء، وتواشيح وأدعية سيد النقشبندى فى نهار وسحور شهر رمضان علامة فارقة، حيث أنشد الابتهالات من مسجد «الحسين»، وسجَّل بعض التسجيلات لبرنامج فى «رحاب الله»، ثم سجَّل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج «دعاء»، الذى كان يذاع يومياً عقب أذان المغرب، وانتقل للتليفزيون عندما اشترك فى حلقات البرنامج التليفزيونى فى «نور الأسماء الحسنى»، وسجَّل برنامج «الباحث عن الحقيقة»، الذى حكى قصة الصحابى الجليل سلمان الفارسى.