منشدون في حضرة «المشيرة» السيدة زينب: «لما بنمدحها بيهل نورها.. وتراضينا بنفحتها»

منشدون في حضرة «المشيرة» السيدة زينب: «لما بنمدحها بيهل نورها.. وتراضينا بنفحتها»
خيام كثيرة منتشرة فى الشوارع الجانبية لمقام السيدة زينب، يحتشد فيها المحبون تلبية لدعوة مولد سيدة آل البيت، يعتبرون القدوم إليها تلبية للنداء ليس رغبة منهم، بل استجابة لطلبها، ولا يمكن العزوف عن مودتها. كان المداحون داخل خيمة الفرقة الزينبية يستعدون لإحياء السهرة بعد أن رفع المؤذن أذان العشاء ليبدأ مريدو آل بيت النبى فى الحضور إلى خيام المداحين للاستماع إليهم فى ليلة عشق تبدأ بعد صلاة العشاء وتنتهى مع الثانية صباحاً، ويستمر هذا الوضع حتى الليلة الختامية للمولد.
الشيخ حسين أحمد، من مداحى محافظة أسوان، منذ سنوات عديدة بدأ فى الترحال لزيارة آل البيت والإنشاد أمام أبوابهم: «بدأت المديح بالدف على أبواب أسيادنا، كنت باقول قصائد فى محبتهم، وما التمسنا من المديح غير المحبة، فى الأساس أنا راجل درويش ومحب لستنا السيدة زينب وده سبب اتجاهى للمديح».
الشيخ حسين: مدحنا لهم طريقنا للتقرب إلى الله
قبل أن يتجه «حسين» إلى المديح كان يغنى الكف الصعيدى، وظل هكذا لما يزيد على 20 سنة حتى جاء ذلك اليوم الذى قرر فيه أن يلجأ إلى جبانة أسوان: «مسكت سبحتى واعتزلت بعد ما أخذت الطريقة من أبناء صالح الجعفرى وبقيت فى حالة زهد وكان معايا المرشد بتاعى، وفضلت على كده 4 سنين وبعدها خرجت وجيت على القاهرة، فضلت 6 شهور أنام فى الجنينة بتاعة ستنا زينب ومعايا الدف أمدح فيها على أبواب مسجدها».
سنوات عديدة قضاها الأربعينى فى حب آل بيت النبى يمدح على الأبواب حتى ذاع صيته وكوّن فرقته الفنية: «مدحى إلهام من ربنا، من خلاله أحاول أجذب المحبين للحضرة المحمدية لأنى فى الأساس درويش ومريد». يمسك بطرف الحديث المداح عصام درويش، ويقول إن عشق المدح جاء بسبب عشقه للنبى، فهو يشعر بأن النبى يسمع كلماته: «فى البداية عشقت المدح لأنى كنت أسمع مشاهير المديح فى مصر وكنت أحب الشيخ أحمد التونى من صغرى وكانت محبتى له سبب رئيسى فى توجهى للمديح، نحن رجال نعشق آل بيت رسول الله ومن عشاق السيدة زينب بالتحديد».
رحلة الشيخ حسين من جنوب الصعيد لحضرة أم العواجز
من جنوب الصعيد يأتى الرجل لمدح الأحباب بعد أن يقوم رفقة أصدقائه بإطعام الطعام من خلال سرادقات يعدها المريدون خصيصاً لاستقبال زوار ومريدى آل بيت الرسول: «على حسب المقدرة بنعمل الأكل، وفى الغالب بيكون الفطار فول نابت أو عدس ووجبتى الغدا والعشا بيكونوا مع بعض لحمة أو فراخ أو سمك على حسب القدرة، وبعدها بنطلع ننشد لحد الساعة 2 صباحاً».
حالة من الروحانية كانت موجودة خلال قيام المنشد الدينى حسن عوام، من محافظة سوهاج، الذى يقطن منطقة الحى الثامن بمدينة نصر حتى يكون شديد القرب من أضرحة الأولياء ولا يكون مضطراً إلى السفر مسافة بعيدة حتى يحتفل مع المريدين: «الحب بيصنع المعجزات وإحنا بنحب آل بيت النبى الكرام لأن الرسول أوصى بمحبتهم علشان كده بدأت أمدح حباً فيهم من الطفولة».
من بين المشاركين فى حلقة الذكر والمدح الشيخ غريب النجار، عازف «الكولة»، يبدأ العزف عليها، وهى من بين الآلات الشهيرة التى توجد بكثرة فى الموالد: «مولود لاقيت نفسى عازف، ومن صغرى باروح كل الموالد لأن فضل آل البيت والأولياء على الناس خلانى أحبهم، ده بخلاف وصية سيدنا الحبيب، كل مولد بنروح نقعد فيه 8 أيام لحد الليلة الكبيرة، وبعدها ننقل على مولد تانى».