«نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله».. دعاء السيدة زينب للمصريين «فضل وبركة»

«نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله».. دعاء السيدة زينب للمصريين «فضل وبركة»
لصاحبة المقام الطاهر بقلب القاهرة مكانة خاصة لدى المصريين، تحتشد القلوب فى محبتها، وتشرفت أرض مصر بحضورها والمكوث بها، فى شهر شعبان لعام 61 هجرياً، حيث وصلت بعد مُضىّ ستة أشهر على استشهاد أخيها الإمام الحسين فى واقعة كربلاء. وبحسب ما قاله الشيخ أحمد البهى، إمام مسجد الإمام على زين العابدين، لـ«الوطن»، فإنها بعد واقعة كربلاء ذهبت للمدينة المنورة، ومكثت بها شهوراً قليلة، وأخذت تؤلّب الناس على يزيد، فخاف واليها انتقاض الأمر، فكتب إلى يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالى بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج وقالت: «لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا».
قالت لها زينب بنت عقيل: «يا ابنة عمّاه، قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء، فطيبى نفساً وقرّى عيناً، وسيجزى الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلى إلى بلد آمن»، ثم اجتمع عليها نساء بنى هاشم وتلطّفن معها فى الكلام، فاختارت مصر.
دخلت سيدة البيت النبوى مصر ووصلت إلى بلبيس بوفد من آل البيت، ضم أبناء الإمام الحسين وهم السيدة فاطمة والسيدة سكينة والإمام على زين العابدين وعدد من آل البيت. وفور وصولها، خرج المصريون لاستقبالها، فحملوها فى الهودج، وأوسعوا لهم فى الكرامة، فلما رأت كل تلك الحفاوة، دعت لأهل مصر قائلة: «يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً». وبحسب الروايات التاريخية، دخلت السيدة زينب مصر فى شهر ذى الحجة، وأقامت بها 11 شهراً وخمسة عشر يوماً، وصعد روحها إلى الرفيق الأعلى فى 25 رجب لعام 62 هجرياً، ودُفنت فى مرقدها بالقاهرة.
«جمعة»: مصر محروسة بدعاء وبركة آل البيت والأولياء
بدوره، قال د. على جمعة، المفتى السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن السيدة زينب لخصت كل شىء فى دعائها لمصر، لذلك يقال مصر المحروسة بدعاء الأولياء وآل البيت وبهذ الإخلاص والتعلق والحب لسيدنا محمد ولسائر الأنبياء وهذا الحب لله تعالى.
«الجفري»: قيل لها «ارحلي إلى مصر فإن فيها قوما يحبونكم»
وقال الحبيب على الجفرى، الداعية الإسلامى، إن مصر آوت آل البيت، فحينما أُخرجت السيدة زينب من المدينة بعد أن عانت فى كربلاء، قال لها ابن عباس «يا ابن بنت بنت رسول الله ارحلى إلى مصر، فإن فيها قوماً يحبونكم لله ولقرابتكم من رسول الله»، فلما وصلت إلى مصر، خرجت المحروسة عن بكرة أبيها تستقبل سليلة البيت النبوى، فأفرج صدر السيدة زينب بعد المرارة التى مرت بها، فلما رأت كل هذا الحب من المصريين، دعت لهم.
وأوضح د. مجدى عاشور، المستشار السابق لمفتى الجمهورية، أن مصر تحظى بدعوة السيدة زينب وآل البيت، حيث تتعلق قلوب المصريين بهم، ويطبقون قول الله «قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»، فزيارة السيدة زينب والإمام الحسين والسيدة نفيسة تكون حباً لرسول الله، حيث قال المصطفى «أحِبوا اللهَ لما يغدوكم من نعَمِه، وأحِبُّونى بحُبِّ اللهِ، وأَحِبُّوا أهلَ بيتى لحُبِّى»، فمودة آل البيت وزيارتهم أعلى درجات الحب لرسول الله.
فيما قال محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن دعوات السيدة زينب المباركات ستظل حصناً وملاذاً لكل المصريين، فقيل للسيدة زينب حين رحيلها لمصر «إن لم تجدوا فى الأرض موطناً فستجدون قلوب أهل مصر موطناً لكم»، ومصر البلد الوحيد فى القرآن الذى آمن الله داخليه ووعد من يمكث فيها بالأمن والأمان.