مجدي الطيب.. حارس «الهوية والذاكرة المصرية» (بروفايل)

مجدي الطيب.. حارس «الهوية والذاكرة المصرية» (بروفايل)
- مجدى الطيب
- كاتب صحفى مرموق
- ناقد سينمائى رفيع
- بصمته كبيرة فى السينما المصرية،
- مجدى الطيب
- كاتب صحفى مرموق
- ناقد سينمائى رفيع
- بصمته كبيرة فى السينما المصرية،
وجه أسمر مُشرب بالطيبة، صاحبه له من اسمه نصيب، مجدى الطيب.. ابن محافظة أسوان، الذى أجمع كل محبيه وأصدقائه على أنه تعبير صادق عن الطيبة والأصالة معاً.
كاتب صحفى مرموق وناقد سينمائى رفيع، كرس حياته للثقافة والسينما حتى بات أحد أبرز النقاد المرموقين فى مجال النقد السينمائى الذين يُشار إليهم بالبنان، ويؤخذ رأيهم فى الحسبان، وحتى آخر يوم فى حياته لم يتوقف عن الكتابة فى جريدة «القاهرة» الصادرة عن وزارة الثقافة والتى تحوى الرصيد الأكبر من مقالاته وآرائه النقدية المتميزة.
وإلى جانب رؤيته النقدية تبقى للراحل بصمته الكبيرة فى السينما المصرية، كونه كان داعماً وشريكاً لصناعة وإطلاق أهم مهرجانات السينما المصرية، وصاحب دور كبير فى صناعة تاريخ مهرجان القاهرة السينمائى وقت توليه مسئولية المركز الصحفى به وكذلك مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ومهرجان الإسكندرية، ولم تكن هذه الأدوار المهمة مجرد مواقع إدارية يشغلها كموظف، بل كانت بالنسبة له، وكما يشهد له أصدقاؤه والمقربون منه، مهام وطنية يؤديها كمثقف رفيع يؤمن بأن الارتقاء بالفن هو السبيل الوحيد للحفاظ على الهوية والذاكرة المصرية.
وفى مقاله عن فيلم «الباب الأخضر» بجريدة «القاهرة» 17 يناير الماضى، كانت قضية الحفاظ على الهُويَّة والتصدى لتدمير الذاكرة المصرية هى الرسالة الأساسية للمقال والفيلم الذى كتبه المبدع أسامة أنور عكاشة منذ 30 عاماً.
صفحة «الطيب» على «فيس بوك» تكاد تكون كتاباً مفتوحاً عن اهتمامه بالسينما وولعه بكرة القدم وتشجيع ناديه المفضل الزمالك، وموقفه الناقد والمعارض للتطرف الفكرى والدينى. «إن لم أكن أخلصت فى طاعتك فإننى أطمع فى رحمتك. وإنما يشفع لى أننى قد عشت لا أشرك فى وحدتك» هذه الأبيات من (رباعيات الخيام) نشرها على صفحته، قبل شهرين فقط من رحيله وهو اختيار يعكس روحاً شفافة، تتعامل مع الدين والحياة من منظور صوفى تترقى معه النفس فى طاعة الله والطمع فى رحمته.
ومنذ رحيل زوجته قبل عام وبضعة شهور، ظل هاجس الموت يراود «الطيب»، آخر ما كتبه عنها قبل رحيله كان بمناسبة الذكرى الأولى لوفاتها، قائلاً «حالت ظروفى الصحية، التى نتجت عن إصابتى بكسر مزدوج فى أنكل القدم، دون سفرى لأسوان، للمرة الأولى، فى ذكرى وفاة زوجتى العزيزة، تيسير فرح طه، ومن ثم لم أزُر قبرها، وأفتح معها دفتر أحوال العائلة، التى انهارت منذ رحيلها، وكل أملى ورجائى أن أجتاز هذه الوعكة الأليمة، التى طالت، وأهرول إلى قبرها».
وها هو مجدى الطيب يهرول إلى محبوبته ليلحق بها فى جنات ونَهَر. فإلى رحمة الله أيها الأستاذ الكبير والصديق الحميم الذى كانت تروق صداقته.