كتاب الرأي الإسرائيليين يرفضون دعوة نتنياهو بهجرة يهود فرنسا لأراضيها

كتاب الرأي الإسرائيليين يرفضون دعوة نتنياهو بهجرة يهود فرنسا لأراضيها
بعد أن خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو يدعو يهود فرنسا للعودة إلى إسرائيل، وشاركه الدعوة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، واستجاب بالفعل عددًا منهم، وهاجر نحو 24 فرنسيًا مؤخرًا إلى إسرائيل، حسب ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلي.
وقدرت وزارة الاستيعاب والهجرة الإسرائيلية، أنه من المنتظر أن يهاجر نحو 10 آلاف مواطن أوروبي خلال هذا العام إلى إسرائيل، وخرج عدد من الكتاب الإسرائيليين رافضين دعوة نتينياهو لأسباب مختلفة.
وكتب عودة بشارات، مقالًا في جريدة "هآرتس"، يؤكد أن "دعوة نتينياهو ستجعل قادة داعش يتفاخروا بأنهم أرعبوا يهود العالم، وها هم اليهود الجبناء يحزمون حقائبهم ويهربون"، مضيفًا أن هذه الدعوة تصور اليهودي على شكل لاجئ مسكين.
أما الكاتبة كارولينا لندسمان، كتبت مقالًا جريئًا في جريدة "هآرتس" تنتقد فيه نتينياهو جاء فيه: "يوجد في العالم يهود ليسوا إسرائيليين، وفي إسرائيل يوجد إسرائيليون ليسوا يهودًا.. اليهود الذين هم ليسوا إسرائيليين عددهم 7 ملايين نسمة، كعدد اليهود الذين يعيشون في إسرائيل بعضهم سمع عن حقوقهم حسب قانون العودة وليس حسب عطف نتينياهو ورغم كل ما يعرض عليهم من إغراءات، فإنهم ما زالوا يفضلون العيش كمواطنين في دولهم".
وأضافت أن "نتينياهو دائمًا يحاول أن يماثل بين اليهودي والإسرائيلي وهي عملية تُضلل الجميع، فدعوة نتينياهو تؤكد وجود بلبلة لديه تتعلق بمكانته في العالم، فهو لا يميز بين كونه رئيس حكومة إسرائيل، وأنه البابا اليهودي الذي يجمع يهود العالم على أرض إسرائيل".
وفي نفس الصدد، كتب المحلل السياسي يسرائيل هرئيل، مقالًا في جريدة "هآرتس" يؤكد أنه لا مستقبل ليهود أوروبا في إسرائيل بسبب تنامي هجرات العالم الإسلامي إلى فرنسا وكل دول أوروبا، ما يعيق من حرية اليهودي في أوروبا.
وقال في مقاله: "ليس بسبب رحيل اليهود عن فرنسا لن تكون فرنسا كما هي، بل أنها لن تكون فرنسا بسبب الانقسام الذي يشطرها إلى مجتمعين: الأول وهو الغالبية المطلقة، ديمقراطي مسيحي آخذ في التقلص، والثاني هو الأقلية المسلمة الآخذة في التسلط والسيطرة، ووجود اليهود بين هاتين المجتعين يجعلهم أقلية متناقصة تعيش في الوسط بين مسلمين لا يستطيعون تحملهم ومسيحيون غير مهيئين لمساعدتهم، كما أن من الأفضل أن يهاجر اليهود إلى إسرائيل لدوافع صهيونية، وليس هربًا من عمليات إرهابية".
ووصف الكاتب تسفي برئيل، في مقاله بجريدة "هآرتس"، دعوات هجرة يهود أوروبا إلى إسرائيل بـ"غير الأخلاقية"، وجاء في المقال: "عندما لا يستطيع عرب إسرائيل أن يكونوا مخلصين لدولة ليست دولتهم -ويقصد إسرائيل- فسيكون من المبالغ فيه أن نطلب من اليهود أن يكونوا مخلصين لدولة ليست دولتهم، وفي الحقيقة فأنه بدون إخلاص أو ولاء لا توجد مواطنة".
وقال إن "الاستنتاج المطلوب هو أنه من الطبيعي أن يكون اليهود ملاحقين في جميع دول العالم، بسبب أن العرب والمسلمين ملاحقون في دول ليست لهم، ويهود فرنسا المسارعين إلى مكاتب السفر للبحث عن ملجأ في إسرائيل، عليهم أن يدركوا جيدًا أن اللجوء إلى الدولة اليهودية لا يتضمن المطالبة بالتنكر للأسس الديمقراطية التي نشأوا عليها في فرنسا".
أما الكاتب يوسي بيلين رأى أن دعوات الهجرة إلى إسرائيل ستغضب فرنسا، ولهذا يرفضها، وكتب في جريدة "إسرائيل اليوم"، قائلًا: "إن ندعو يهود فرنسا إلى الهجرة لإسرائيل الآن يعني أننا نقف على الدم، لا يمكننا أن نحول حادث الإرهاب إلى فرصة، إن لإسرائيل صلاحية استغلال أوضاع كهذه والسماح بتجسيد الرغبة بالهجرة الممكنة شرط أن يكون القادمين قد جاءوا لإسرائيل بسبب مشاكل شخصية معينة، ورغبتنا في إحضار اليهود إلى البلاد لا تتفق مع المصالح الجيدة لصداقاتنا في العالم.. فمن المفضل ألا ندخل في مواجهات لا داعي لها في هذا الموضوع مع حكومات صديقة فهذا سيكون كلفته غالية على إسرائيل".