سكان العشش فى 6 مناطق بالإسكندرية.. «منهم للمطر والصقيع»
![سكان العشش فى 6 مناطق بالإسكندرية.. «منهم للمطر والصقيع»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/303957_Large_20150116090030_15.jpg)
على الرغم من موجات الصقيع المتعاقبة التى تمر بها الإسكندرية، والأمطار الغزيرة التى تغمر الشوارع والميادين وتتسبب فى إغراق المنازل والمحلات، يعيش أهالى 6 مناطق فى عروس البحر الأبيض المتوسط فى عشش بلا أسقف، ويقضون أوقاتهم تحت الأمطار والهواء والبرد.
ويعتبر أهالى «قرية أبوالريش فى العامرية، وباب العبيد فى أبيس، وخورشيد، والظاهرية وأبوسليمان والحرفيين بالقبارى»، أن حالهم لم يختلف كثيراً عن أحوال اللاجئين فى المخيمات فى شتى دول العالم، إن لم يكن أصعب، فاللاجئون تساعدهم الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدنى وهيئات الإغاثة الدولية، أما فى الإسكندرية، عروس البحر، فينتظرون الموت هم وأبناؤهم.
يقول الحج عمر هاشم، أحد أكبر أهالى منطقة «أبوالريش» سناً، لـ«الوطن»: فى الوقت الذى يفرح فيه الأطفال والكبار بحلول فصل الشتاء؛ للمشى على الكورنيش والاستمتاع بالمطر، يموت كل يوم منا فرد من فرط البرد والصقيع الذى يغزو أجسادنا الملقاة فى غرف بلا أسقف. ويضيف «أحمد»، أحد أهالى «باب العبيد»: نعيش فى بيوت بدون أسقف، وتتسبب الرطوبة فى إصابة الكثير منا بالأمراض، وعند حدوث نوات تتساقط الأمطار وتدخل بيوتنا، وتتسبب فى غرق المنطقة.[SecondImage]
وتابع: نحاول أن نستعد للنوات بإحضار «أتواب بلاستيكية» وتغطية أكبر عدد ممكن من العشش، مضيفاً: «يا ريت المسئولين بالمحافظة يحسوا بينا علشان ربنا يحس بيهم، ويساعدونا نحل مشاكلنا».
ولا يختلف الأمر كثيراً فى خورشيد، فتقول صباح محمد: أحضر أكبر عدد من العلب البلاستيكية، وأفرشها فى أنحاء المنزل، لمنع دخول المياه من السقف الملىء بالفتحات، وعلى الرغم من ذلك أستيقظ فى بعض الأحيان لأجد أبنائى نائمين والمياه تحيطهم.
وقال عنانى عبدالحفيظ، أحد أهالى منطقة الحرفيين، إنه اضطر للحياة فى عشة من الخوص، بعد انهيار العقار الذى كان يقطن فيه، مشيراً إلى أن سقف العشة يتهدم مع أول أمطار تتساقط عليها. وأضاف: ذهبنا إلى الحى والمحافظة وطرقنا أبواب كل المسئولين، إلا أنه لا حياة لمن تنادى.
وأضافت مريم فوزى، الطالبة بالصف الأول الثانوى: أعيش فى غرفة بلا سقف مع أمى المريضة، ونضطر إلى النوم بالنوباتيجيات، حتى تحمى كل منا الأخرى، وتمنع اعتداء اللصوص والمجرمين علينا أثناء الليل، خاصة أن الغرفة عبارة عن أسوار فقط بدون سقف.[FirstQuote]
وقال محمود رجب، محامى الأهالى، إنه تقدم بطلبات بأسماء أهالى منطقتى باب العبيد وأبوالريش إلى محافظى الإسكندرية الذين تولوا المهمة منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، للمطالبة بتوفير مساكن بديلة لهم، حتى لو كانت على أطراف المدينة أو تحت الأرض، على حد قوله، مؤكداً أن الطلبات لم تكن تجد من ينظر إليها أو ينفذها.
وتابع: بعد ثورة 30 يونيو، قال لى رئيس حى شرق إن الأولوية فى الوقت الحالى لاستعادة الدولة من المجرمين والإرهابيين، وإن الفترة المقبلة ستكون أفضل.[ThirdImage]
وأشار «رجب» إلى أن الأهالى لم تجمعهم فى هذه العشش، التى لا أسقف لها، سوى الظروف الصعبة والقاسية التى مرت عليهم، فمنهم من انهار منزله، ومنهم من لا يملك قوت يومه، ومنهم من مات زوجها، ولم تجد أموالاً لسداد قيمة الإيجار الشهرى لتسكن فى شقة، مؤكداً أن كل الحالات موثقة ومرفقة بالطلبات العديدة التى تم تقديمها إلى المسئولين باختلاف مستوياتهم.
أحمد الشيخ، منسق حملة «اعمل خير»، بالإسكندرية، قال لـ«الوطن»: إن الحملة اعتادت تنظيم المعارض الخيرية للملابس الشتوية والبطاطين للأهالى كل عام، مضيفاً أنهم ركزوا خلال فصل الشتاء الحالى على مناطق السكن بلا أسقف، خاصة مع النوات الشديدة وسوء الأحوال الجوية التى ضربت المدينة.
وطالب «الشيخ» المسئولين بمحاولة إيجاد حلول سريعة للأهالى فى هذه المناطق، مشيراً إلى أن أكثر من 95% منهم يعانون أمراض الصدر والتهابات الرئة والحساسيات بمختلف أنواعها، وضعف المناعة جراء الظروف القاسية التى يحيون فيها.
من جانبه، قال اللواء خالد محيى الدين، رئيس حى العامرية، إن المشكلة تكمن فى ترك تلك المواقع لأكثر من 30 عاماً، ما أدى إلى تزايد البيوت العشوائية والعشش والغرف بلا أسقف، بسبب الهجرة الداخلية من جنوب مصر إلى المدينة. وأوضح أن الحى يعمل مع الإدارة المركزية لبحوث الإسكان لنقل أكبر عدد من السكان بالمناطق الخطرة والعشوائية، مشدداً على ضرورة وضع آلية حقيقية لمنع النزوح الجماعى لمواطنى الجنوب وصعيد مصر.