باحث أثري: 3 بيوت أثرية للنساء فقط المتبقية من العصرين المملوكي والعثماني

باحث أثري: 3 بيوت أثرية للنساء فقط المتبقية من العصرين المملوكي والعثماني
- البيوت الأثرية للرجال
- البيوت الأثرية للنساء
- العصر المملوكى
- العصر العثمانى
- البيوت الأثرية للرجال
- البيوت الأثرية للنساء
- العصر المملوكى
- العصر العثمانى
على عكس مخيلة الجميع، فإن العدد المتبقى من البيوت الأثرية، التى ترجع إلى العصرين المملوكى والعثمانى، ليس بالكثير، إذ لا يتجاوز الـ10 بيوت على الأغلب داخل القاهرة القديمة، بحسب ما كشفه الباحث الأثرى سامح الزهار، المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، خلال حواره لـ«الوطن»، موضحاً أن ثلاثة بيوت ضمن المجموعة المتبقية، تحمل أسماء نساء، غير أن منزل «ساكنة بك» غير مدرج ضمن المبانى الأثرية، فهو فقط مدرج فى مجلد التراث، رغم مرور أكثر من 100 عام على إنشائه.
تفاصيل كثيرة تحدث عنها «الزهار» أثناء حواره، كشف من خلالها عن مكانة المرأة خلال هذه الحقبة التاريخية، وحريتها فى بناء ما يحلو لها من مبانٍ، ومساهمتها فى إنشاء كثير من الأعمال الخيرية، التى تحولت فى ما بعد إلى معالم أثرية تروى ما تبقى من «سيرة هؤلاء النساء».
فى البداية.. نريد أن نعرف كيف كانت مكانة المرأة فى العصرين المملوكى والعثمانى؟
- منذ بداية العصرين المملوكى والعثمانى حصلت المرأة المصرية على مكانة عالية، إذ رأى المماليك أنها «أم الأمير»، صاحبة القدر العالى من الاحترام والتقدير، حتى إن خرجت عن العادات والتقاليد السائدة فى ذلك الزمان، تمثل ذلك فى خوند بركة المعروفة بـ«أم السلطان شعبان»، التى تزوجت من أمير مملوك فى القصر، ورغم ما واجهته من رفض تام من نجلها، لكن بنيت لها المجموعة الأثرية «أم السلطان شعبان» فى الدرب الأحمر. ومع دخول العصر العثمانى، تضاعفت مكانة المرأة صاحبة الدور الكبير فى عزل السلاطين وتوليهم المناصب، مثل بنات الناصر محمد بن قلاوون، اللائى عُرفن بدورهن فى السلطة السياسية فى البلاد، وامتد ذلك لمشاركة النساء فى الأعمال الخيرية.
هل امتلكت النساء الحرية فى بناء بيوت أثرية تحمل أسماءهن؟
- تمكنت المرأة بالفعل من بناء ما يحلو لها من منازل ومعالم أثرية، مثل الجارية «اتفاق»، وهى من أهل الغناء، التى أسّست منزلها الخاص بعد أن نالت حريتها، لكن بفعل عوامل الزمن تم اندثاره، كحال كثير من البيوت الأثرية.
ماذا عن عدد البيوت الأثرية النسائية؟
- العدد المتبقى من العصرين المملوكى والعثمانى هو 10 بيوت فقط، وهو عدد غير متوقع بالنسبة للكثيرين، إذ توجد نُدرة فى البيوت الأثرية المتبقية، منها 3 بيوت مرتبطة بالنساء، وهى بيت زينب خاتون والست وسيلة والكريتلية.
ماذا عن أهمية البيوت الأثرية التى تحمل أسماء النساء المتبقية حتى الآن؟
- يرتبط كل منزل من المنازل المتبقية بأهمية خاصة، حيث يعتبر بيت زينب خاتون هو الوحيد المتبقى من العصر المملوكى، وذلك لأن البيوت انتشرت بشكل أكبر فى العصر العثمانى، أما منزل الست وسيلة فترجع أهميته إلى كونه أكثر المنازل التى تزايدت بداخلها العناصر المعمارية الخاصة بالنساء، مثل وجود المشربيات والمداخل المنكسرة فى تصميم المنزل لحفظ حرمة النساء.
وفى ما يخص منزل الكريتلية الذى تحول إلى متحف جاير أندرسون، فإن قصة تحويله إلى متحف جاءت بسبب المرأة التى رآها الطبيب الإنجليزى تطل عليه من المشربية، فأعجب بها وقرّر شراء المنزلين وربطهما ببعضهما، وتزايدت أيضاً العناصر الخاصة بالمرأة بداخله، منها الغرفة المخصّصة للسيدة «آن»، زوجة الطبيب الإنجليزى.
البيوت الأثرية للرجال تميزت بالعنصر الدفاعى ومنها أبراج مراقبة وأبواب خشبية ثقيلة
ما الفارق بين البيوت الأثرية النسائية والبيوت التى عاش بداخلها رجال؟
- تميزت البيوت الأثرية المخصّصة للرجال بالعنصر الدفاعى، فلا بد من وجود دلائل معمارية تعمل على تأمين وحماية المنزل، مثل بناء أبراج المراقبة والأبواب الخشبية الثقيلة، وتقل فيها العناصر الجمالية، على عكس ما اتسمت به البيوت النسائية، التى اهتمت بالتفاصيل الجمالية على حساب تأمين المنازل، مثل تزيين الجدران بالنقوشات الشعرية والعناصر النباتية.
كيف جاءت مشاركة النساء فى بناء معالم أثرية مخصّصة للأعمال الخيرية؟
- فى مصر القديمة عرفت المرأة بأعمالها الخيرية، مثل وجود الإلهة «ماعت»، التى ترمز للخير والحق، ومع انطلاق عصر الفتوحات الإسلامية تزايدت مشاركة النساء فى الأعمال الخيرية، وتمثلت فى بناء المعالم الأثرية، ومنها الأسبلة التى توجد فى القاهرة القديمة، حيث توجد 5 أسبلة شيدها نساء، مثل سبيل رقية دودو، وسبيل الست فصحة وسبيل نفيسة البيضا. واهتمت النساء ببناء الكتاتيب بجوار الأسبلة، لمساعدة الأطفال اليتامى على تعلم القرآن الكريم، واهتمت أيضاً المرأة بوجود أحواض مرفقة بالسبيل، للرفق بالحيوان فى شرب الماء.
مصير البيوت
مصيرها مثل باقى البيوت الأثرية المتبقية، التى تحول أغلبها إلى مراكز ثقافية يُقام بداخلها مختلف الأنشطة، كما أن البعض الآخر يخضع لمشروع ترميم القاهرة التاريخية، أما عن منزل «الست ساكنة»، فهو فى حالة يُرثى لها، لكنه سيخضع قريباً لمشروع ترميم يشمل شارع الأشراف.