خبير «زراعة ملحية»: موجات الجفاف وملوحة التربة تهددان ببوار 2 مليون فدان (حوار)

خبير «زراعة ملحية»: موجات الجفاف وملوحة التربة تهددان ببوار 2 مليون فدان (حوار)
- تغير المناخ
- صناعة الطقس
- الزراعة المائية
- الزراعة بدون تربة
- ندرة المياه
- الأمن الغذائي
- تغير المناخ
- صناعة الطقس
- الزراعة المائية
- الزراعة بدون تربة
- ندرة المياه
- الأمن الغذائي
فى عام 2013، صدر قرار وزير الزراعة بإنشاء مركز التميز المصرى للزراعة الملحية كأحد المراكز البحثية التابعة لمركز بحوث الصحراء، بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، سواء من الأراضى الزراعية أو المياه، فى ظل التغيرات المناخية، وتطوير ونشر تقنيات غير تقليدية لإنتاج محاصيل الحبوب والزيوت والأعلاف فى الأراضى المتأثرة بملوحة التربة أو مياه الرى.
يعمل مركز التميز المصرى للزراعة المحلية على الترويج لاستخدام أنظمة الرى والصرف الحديثة، وإدخال أصناف محاصيل متنوعة لديها القدرة على تحمل الملوحة، من خلال إنشاء مزارع نموذجية، ورفع القيمة المضافة لوحدة الأراضى والمياه، من خلال استغلال الأراضى والمياه المالحة لزراعة أنواع مختلفة من الأعلاف، كما يستهدف المركز بناء القدرات والطاقات الوطنية.
حول دور مركز التميز المصرى للزراعة الملحية، والهدف من إنشائه، وأبرز المشروعات التى عمل عليها المركز فى مجال تعظيم الاستفادة من الأراضى المتأثرة بملوحة التربة، جاء هذا الحوار مع الدكتور حسن محمد الشاعر، نائب رئيس مركز بحوث الصحراء سابقاً، مدير مركز التميز المصرى للزراعة الملحية.. وإلى نص الحوار:
د. حسن الشاعر: الزراعة فى الأراضى الملحية «اتجاه إجبارى» للتكيف مع التغيرات المناخية
ما الظروف والتحديات التى قادت لإنشاء مركز التميز المصرى للزراعة الملحية؟
- من المعروف أن موارد المياه العذبة فى مصر محدودة للغاية، كما أن مساحات واسعة من الأراضى الزراعية فى مناطق الدلتا ووادى النيل أصبحت متأثرة بارتفاع نسبة ملوحة التربة، تُقدر بنحو 2 مليون فدان مهددة بالبوار، فضلاً عن أن معظم الأراضى الزراعية توجد فى نظم بيئية هامشية، تتأثر بشدة نتيجة التغيرات المناخية، خاصةً موجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذى أدى إلى تدهور الإنتاج الزراعى، وهجرة كثير من المزارعين أراضيهم الزراعية بحثاً عن موارد أخرى للدخل، وكان من نتيجة ذلك تدهور قدرة الأرض الزراعية على إنتاج الغذاء، وخلق مزيد من فرص العمل، أمام كل هذه التحديات كان من الضرورى إيجاد أنظمة إدارة مناسبة وبديلة وملائمة للظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية فى المناطق الهامشية فى مصر؛ من أجل تقليل تدهور الأنظمة الزراعية مستقبلاً، وتحقيق استدامة معيشية للمزارعين فى البيئات الهامشية.
وماذا عن دور المركز فى مجال استصلاح الأراضى؟
- يمكن إجمالاً القول إن هناك مجموعة من الأسباب كانت وراء صدور قرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضى بتأسيس مركز التميز المصرى للزراعة الملحية؛ للمساهمة فى تنفيذ خطة الدولة لاستصلاح وزراعة 4 ملايين فدان من الأراضى الجديدة فى المناطق الصحراوية، وتتمثل أبرز هذه الأسباب فى الفقر المائى الذى تعانى منه مصر، والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وارتفاع معدلات التصحر، والمشاكل الناجمة عن اتباع الأساليب التقليدية فى الزراعة بالدلتا والوادى القديم، واتساع حجم الموارد المائية والأرضية المالحة فى مصر.
كيف يمكن للزراعة الملحية أن تساعد فى إنقاذ الأراضى المتأثرة بالملوحة من البوار؟
- الزراعة الملحية تعتبر الأمل فى تنمية الأراضى الهامشية، وتساعد على الاستغلال الأمثل لكفاءة الموارد الطبيعية المتاحة، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من مساحات هائلة من الأراضى المتأثرة بالملوحة، بالإضافة إلى الاستفادة من المياه المالحة فى زيادة الإنتاجية الزراعية، وإيجاد فرص عمل للمواطنين، وتحقيق الأمن الغذائى، وانطلاقاً من ذلك اتجهت الجهود نحو استخدام سياسة زراعية بديلة وغير تقليدية لتطبيق تقنيات الزراعة الملحية، خاصةً فى مجال إنتاج الغذاء، والأعلاف الملحية، ومحاصيل الزيوت، والمحافظة على المياه العذبة من الاستنزاف، ورفع كفاءة استخدام الأراضى الزراعية المتأثرة بالأملاح لتحسين معيشة المزارعين، ولذلك يعمل مركز التميز المصرى للزراعة الملحية على استخدام أساليب نظم الإدارة الزراعية المتكاملة؛ لاستغلال الموارد الهامشية المتاحة، التى تتمثل فى التربة المالحة والمياه العادمة، فى زراعة نباتات تتحمل الملوحة، مثل محاصيل الأعلاف لتغذية الحيوانات والدواجن، وزراعة محاصيل الحبوب كغذاء للإنسان والزيوت اللازمة لتغذية الإنسان والصناعات القائمة عليها، والتى تؤدى مباشرةً إلى تكامل وتطوير النظم الزراعية والصناعية والاجتماعية فى المناطق الصحراوية.
مركز «التميز» بوزارة الزراعة يهدف إلى تحقيق خطة طموحة لاستصلاح 4 ملايين فدان جديدة
وما أبرز أهداف مركز التميز المصرى للزراعة الملحية؟
- الهدف العام من إنشاء هذا المركز هو المساهمة فى تحقيق الخطة الطموحة لاستصلاح وزراعة 4 ملايين فدان جديدة فى المناطق الصحراوية، ورفع المستوى الاجتماعى والاقتصادى والثقافى للمجتمعات السكانية فى المناطق الهامشية، ويتحقق هذا من خلال تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، تتمثل فى تقوية وتدعيم سياسة مصر الزراعية بزيادة الرقعة الزراعية والإنتاج الزراعى، وإعادة توزيع وتوطين السكان بصحراء مصر، واستغلال الطاقات البشرية للشباب فى التنمية الشاملة.
ما المشروعات التى نفذها المركز منذ نشأته قبل 9 سنوات حتى اليوم؟
- قام مركز التميز المصرى للزراعة الملحية بتنفيذ العديد من المشروعات بالاشتراك مع عدد من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية الشريكة، من ضمنها مشروع إدخال بعض النباتات الرعوية المتحملة للملوحة، وزراعتها فى الأراضى المتأثرة بالملوحة فى سيناء، ومشروع إدخال نباتات «السورجم» و«الدخن» العلفى لتحسين نظم الإنتاج الحيوانى فى الأراضى المتأثرة بالملوحة، ومشروع التكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية من خلال التنمية المستدامة للموارد الطبيعية المتأثرة بالملوحة، ومشروع إنتاج بذور المحاصيل المتحملة للملوحة والظروف المناخية فى الوادى الجديد، إلى جانب بعض المواقع فى كل من محافظتى السويس وبنى سويف، بهدف زيادة دخل صغار المزارعين، من خلال إنتاج وتجارة تقاوى سلالات النباتات المتحملة للملوحة، فضلاً عن مشروع تحسين القيمة المضافة من بعض المحاصيل الاستراتيجية المتحملة للملوحة.
أهداف فنية
هناك مجموعة من الأهداف الفنية يسعى المركز إلى تحقيقها؛ منها الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وتقليل الآثار السلبية للتغيرات المناخية، والحد من مخاطر التصحر، وتطوير تقنيات إنتاج محاصيل الغذاء والأعلاف والزيوت فى البيئات الهامشية، ورفع القيمة المضافة لوحدة الأراضى والمياه المتأثرة بالملوحة، من خلال تطبيق نظم الإدارة الزراعية المتكاملة والمستدامة، وتنمية القدرات البشرية، وتقديم الخبرات والاستشارات الفنية والإدارية المختلفة، وتصميم وتنفيذ البرامج التدريبية فى مجالات الزراعة الملحية، وتنفيذ مشروعات تنموية بالمناطق المتأثرة بالملوحة.