«المخلفات الصلبة».. تدويرها يخفض انبعاثات الكربون ويكافح آثار تغير المناخ

«المخلفات الصلبة».. تدويرها يخفض انبعاثات الكربون ويكافح آثار تغير المناخ
- المخلفات الصلبة
- انبعاثات الكربون
- تغير المناخ
- الاحتباس الحرارى
- المخلفات الصلبة
- انبعاثات الكربون
- تغير المناخ
- الاحتباس الحرارى
تأتى المخلفات الصلبة، العضوية وغير العضوية، فى مقدمة المخلفات التى توضح أهمية «إعادة التدوير» ومخاطر عدم القيام به، حيث تساهم هذه المخلفات حال عدم تدويرها بشكل صحيح، حسبما يؤكد الخبراء، فى تلوث الهواء والتربة والماء، بما يستتبعه ذلك من تدهور فى الصحة العامة، كما تساهم هذه المخلفات أيضاً فى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى المسببة للتغيرات المناخية، ومن بينها ثانى أكسيد الكربون والميثان، مقابل الفوائد الكبيرة التى تنتج عن التدوير من توفير فى المواد الخام والطاقة والانبعاثات الضارة.
وتنقسم المخلفات الصلبة إلى مخلفات عضوية قابلة للتحلل البيولوجى بسهولة، وهى الناتجة من الإنسان أو الحيوانات أو النباتات، ويتم إنتاجها من مصادر وأنشطة عديدة كمخلفات المطبخ من الأطعمة الفاسدة أو غير الصالحة للأكل، ومن الأسواق والزراعة والمخلفات النباتية أو الخضراء كناتج تقليم الأشجار والحدائق العامة وبعض مخلفات الأخشاب وروث الحيوانات والتى عند تحللها اللاهوائى (بسبب نقص الأكسجين) تُنتج غاز الميثان. أما بالنسبة للمخلفات الصلبة غير العضوية فهى تلك النوعية من المخلفات غير النباتية أو الحيوانية التى لا تحتوى على مركبات عضوية، أى من الصعب تحللها بشكل عام بواسطة الكائنات الحية الدقيقة، ومنها الزجاج وعلب الألومنيوم والغبار والمعادن.
خبير بيئي: إهمالها يلوث التربة والماء والهواء ويُنتج غازات تسبب احتباسا حراريا.. وإعادة الاستخدام والمعالجة تقللان تكاليف الإنتاج
وتوضح الدكتورة هبة زكى، الخبير البيئى وعضو الهيئة الاستشارية الفنية بمؤسسة «عين البيئة»، أن المخلفات الصلبة (عضوية وغير عضوية) تؤدى فى حال عدم تدويرها بشكل سليم إلى مشكلات بيئية خطيرة تتعلق بشكل أساسى بتلوث التربة والمياه والهواء، بسبب ما يُعرف بـ«سائل الرشيح» الناتج عن تحلل المخلفات وتسريبه للتربة، فضلاً عن التلوث الجوى الناتج عن توليد غازات الاحتباس الحرارى المسببة للتغيرات المناخية.
وفيما يتعلق بغازات الاحتباس الحرارى تحديداً، توضح الدكتورة هبة زكى أن المخلفات الصلبة (عضوية وغير عضوية) تساهم بشكل مباشر فى انبعاثاتها من خلال توليد غاز ثانى أكسيد الكربون إذا ما تعرضت لحرقها بشكل عشوائى، أو توليد غاز الميثان من التحلل اللاهوائى (أى فى غياب الأوكسجين) للمخلفات فى مدافن المخلفات، وانبعاث أكسيد النيتروز من مرافق حرق المخلفات الصلبة، علماً بأن الميثان وأكاسيد النيتروز تساهم بقدرة عالية فى الاحترار العالمى أو الاحتباس الحرارى، حيث إن الميثان لديه 21 ضعف احتمالية الاحترار لثانى أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروز N2O لديه 310 أضعاف احتمالية الاحترار.
وكما تقول «زكى» فإن التحدى الرئيسى مع الزيادة المطردة فى عدد السكان يكمن فى زيادة كميات المخلفات وتصنيفها، وهو ما يجعل من الضرورى مضاعفة الجهود فى مجال إدارتها ومعالجتها وإعادة التدوير، وذلك بهدف تقليل الضغط على الموارد الطبيعية من خلال التحكم فى استخدام الموارد الطبيعية المتجددة بحيث لا يتم استنفادها أو تدهورها.
وتعمل إعادة التدوير على تقوية مخططات الإنتاج الأقل كثافة فى الاستهلاك للموارد الطبيعية والطاقة، وإحداث التلوث، حيث إنها تُعزز استخدام المخلفات كمواد خام للحصول على منتجات أخرى، وهو ما يتطلب طاقة أقل، بما يتماشى أيضاً مع استراتيجية 2030 للتنمية المستدامة، وفى مقدمة أهدافها التخلص منها بصورة تُعظّم قيمتها الاقتصادية من خلال معالجتها وتحويلها إلى منتجات أخرى ذات عائد اقتصادى أكبر.
أما عن كيفية النهوض بمنظومة إعادة تدوير المخلفات، فتقول الدكتورة هبة زكى إنه لا بد من تشجيع فصل المخلفات من المنبع مع توفير الآليات لذلك، سواء كانت مادية أو توعوية، ومنها التخطيط لمبادرات تهدف لزيادة الوعى وتثقيف الجمهور وإنشاء قواعد بيانات لإدارة المخلفات الصلبة. وأيضاً يجب توفير البنية التحتية والمواد والمساحات المناسبة وسهولة الوصول إليها لضمان فرز المخلفات من المصدر.
وتشير دكتورة هبة زكى، فى هذا السياق، إلى أن الحكومة بدأت بإصدار اللوائح والقوانين والاستراتيجيات وخطط العمل التنفيذية ومنشآت البنية التحتية كالمصانع ومحطات ترحيل المخلفات التى تساهم فى رفع كفاءة منظومة إدارة المخلفات ومنها القانون 202 لسنة 2020 بشأن تنظيم إدارة المخلفات ولائحته التنفيذية رقم 722 لسنة 2022 والكود المصرى لأسس التصميم وشروط التنفيذ لنظم إدارة المخلفات الصلبة البلدية.
مزايا تدوير المخلَّفات الصلبة
تقليل الروائح ونواقل الأمراض كالذباب والحشرات والقوارض
تقليل تكاليف الإنتاج باستبدال المدخلات الخام بالمخلَّفات القابلة للتدوير
تقليل الاعتماد الخارجى على الموارد الطبيعية وتحقيق ربح أكبر
توفير الطاقة وموارد النفط المستخدمة فى إنتاج مواد خام جديدة
خلق فرص العمل وتوفير دخل اقتصادى للعائلات العاملة فى التدوير