قصة شارع فؤاد بالإسكندرية.. أسسه رجل أعمال إيطالي ونمى بسبب الإنجليز

قصة شارع فؤاد بالإسكندرية.. أسسه رجل أعمال إيطالي ونمى بسبب الإنجليز
- الإسكندرية
- شارع فؤاد
- المباني التراثية
- تاريخ الإسكندرية
- الإسكندرية
- شارع فؤاد
- المباني التراثية
- تاريخ الإسكندرية
قبل قرابة قرن ونصف من الآن، بالتحديد عام 1875 ميلاديا، بدأت رحلة رجل أعمال إيطالي في الإسكندرية، رجل وصفه البعض بمسمى «الفقير الغبي»، نظرا لاستثمار أمواله في شيء غير مضمون ومختلف عن عادة الاستثمار في هذا الوقت، حيث اشترى بكل ثروته التي ورثها عن والده البالغة قيمتها آنذاك 100 مليون فرنك، أراضٍ في مكان بعيد عن كورنيش الإسكندرية، وفي منطقة متطرفة في شارع يسمى شارع رشيد.
ذلك الرجل الإيطالي الذي يدعى «فيليبو بيني» من عائلة «بيني» الشهيرة في الإسكندرية، شيد على تلك الأراضي بما يمتلكه من أموال، مبانٍ فاخرة منها قصر جميل من تصميم المصمم الإيطالي الشهير «بونانني» من أجل الإقامة به، وذلك بحسب الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالمعهد العالي للسياحة ونقيب المرشدين السياحيين الأسبق.
رؤية ثاقبة لشارع فؤاد
شيد منطقة جميلة حتى أصبح فقيراً 5 أعوام من شراء الأراضي، كانت كفيلة ببناء قصره عام 1880، تلك التحفة المعمارية البعيدة عن كورنيش الإسكندرية.
ويضيف أستاذ التاريخ الحديث لـ«الوطن»، أن هذا جعل البعض يصفه بـ«المجنون»، وكانت الأقاويل عنه باستنكار: «حد يحط فلوسه كلها في مكان مفيش حد بيروحه اصلا» لتكتمل القصة بانتهاء كل أمواله على تلك المنطقة وأصبح فقيراً فأطلقوا عليه مصطلح «الفقير الغبي».
نجحت رؤيته.. العودة للثراء مرة أخرى
تمر الأيام وبعدها بعامين وبالتحديد في عام 1882 قد ضرب الأسطول الانجليزي منطقة المنشية التي تعد قلب الإسكندرية، فهدمت مباني ومنازل كثيرة، وتشرد عددا من عائلات تلك المنطقة التي كان يقطنها أغنياء المدينة ما تبعها البحث عن مناطق أخرى للسكن فيها كام على رأسها شارع رشيد فذهبوا لمن نعتوه ب«الغبي» لشراء الأرض منه ما تبعها ارتفاع سعرها لتصبح أهم مناطق الإسكندرية وهو شارع فؤاد.
مبان شارع فؤاد
تلك التنمية جعلت من شارع فؤاد واحد من أشهر شوارع الإسكندرية لما لا وهو الذي يجمع أجمل المباني جنبا إلى جنب أشهرها قصر المركز الثقافي الاسباني وهو قصر «بيني» الذي بناه لنفسه، بالإضافة إلى المبني البديع لمديرية الشئون الصحية الذي كان يعرف سابقا ب«أوتيل بيني» ومبني مدرسة بلقيس حاليا.
تلك المباني التراثية التي بناها وحفر رمز عائلته فيها بالتحديد في مبنى الشؤون الصحية وهو رمز شجرة الصنوبر المنشقة من اسمه «بيني» ونحت عليها «الحمل» وكتب عليه «السامي المتواضع».