لماذا تثير سيرة الشيخ الشعراوي الجدل رغم وفاته قبل 25 عاما؟

لماذا تثير سيرة الشيخ الشعراوي الجدل رغم وفاته قبل 25 عاما؟
- الشيخ الشعراوي
- الشعراوي
- محمد متولي الشعراوي
- مسرحية الشعراوي
- الشيخ الشعراوي
- الشعراوي
- محمد متولي الشعراوي
- مسرحية الشعراوي
25 عاما مرت على رحيل الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي اشتهر بخواطره حول القرآن الكريم وبسّط معاني آياته للمسلمين، وسط جدل كبير يثار حوله من آن لآخر، وما لبث أن تجدد خلال الساعات الماضية، عقب إعلان المسرح القومي عن تنظيم أمسيات رمضانية خلال شهر رمضان المقبل، تتناول سيرة عدد من الشخصيات الدينية، ومنهم شخصية الشيخ الشعراوي، وهو ما قوبل بهجوم شديد من بعض النقاد والمسؤولين، قبل أن تقرر ادارة المسرح عدم عرض المسرحية، لكن هذا الانتقاد تزامن معه دفاع الجهات الدينية التي استعرضت جانبا من سيرته وملايين المسلمين عبر وسائل التواصل، فضلا على رد أسرة الشيخ الشعراوي ذاتها.
الشيخ محمد متولي الشعراوي
البداية كانت بالهجوم على مسرحية الشيخ الشعراوي، ولعل أبرز الشخصيات التي هاجمتها كان الإعلامي إبراهيم عيسى، الذي قال، مساء أمس، إن جماهيرية الشيخ الشعراوي خاطئة، مدعيا بأنه شيخ متطرف داعشي سلفي ضد الأقباط ويهين المرأة وليس وسطي كما يرى البعض، وسبب شهرته هو خطابه بالعامية وأداءه التمثيلي، على حد زعمه، مشيرًا إلى ضرورة الفصل بين حب الشيخ الشعراوي والتعلق بأفكاره وأراءه.
إبراهيم عيسى: الشيخ الشعراوي متطرف وداعشي
وأضاف «عيسى» خلال برنامجه «حديث القاهرة»، أن الشيخ الشعراوي ليس مرجعًا بل وهو فقط شيخ شفاهي، ومحبيه هم الطبقة الشعبية المتوسطة، ويتباركون بصور الشيخ الشعراوي، لأنه شيخ ريفي مصري، و90% من جمهوره لم يسمعوه ولم يدققوا في حديثه وأفكاره، بل وأن التعلق به يعود إلى الحنين للذكريات، فهو من فتح باب التلفزيون أمام الدعاة والواعظين الشفاهيين.
فريدة الشوباشي تتقدم بطلب إحاطة اعتراضا على مسرحية الشيخ الشعراوي
وعلى نفس الوتيرة سارت الكاتبة فريدة الشوباشي عضو مجلس النواب، ونشرت صورة ضوئية من طلب الإحاطة الذي تقدمت به، وعلقت: «تقدمت اليوم في مجلس النواب بطلب إحاطة للدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة حول ضعف اداء وزارة الثقافة في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المشوهة مثل الفنون عامة سينما ومسرح ومسلسلات».
وأضافت «الشوباشي» عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «سؤال على سبيل المثال لا الحصر: كيف يقوم المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة بإنتاج مسرحية عن الشيخ الشعراوي الذي سجد لله شكرا على هزيمة 67 وقال بثقة إنه فرح لهزيمة مصر.. وكيف يمكن توطيد شعور الانتماء الوطني لمشاهدي هذه المسرحية وكذلك حرم الشعراوي الفن وأموال الفن إضافة إلى تحريضه على عدم وضع النقود في البنوك لأن فوائد البنوك حرام !!».
الأزهر الشريف يرد على الجدل المثار حول الشيخ الشعراوي: وهب حياته لتفسير كتاب الله
وفي الجهة المقابلة، رد الأزهر الشريف على هذه الانتقادات للشيخ الشعراوي، ونشرت صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أمس: «فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهب حياته لتفسير كتاب الله، وأوقف عمره لتلك المهمة».
وأضافت صفحة الأزهر: «الشيخ محمد متولي الشعراوي، أوصل معاني القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة، وجذب إليه الناس من مختلف المستويات، وأيقظ فيهم ملكات التلقي».
«البحوث الإسلامية» ترد على انتقادات الشيخ الشعراوي
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالغني هندي، عضو مجلس البحوث الإسلامية، ردا على الانتقادات الموجهة لمسرحية الشيخ الشعراوي، إن الدور الوطني الذي لعبه الشيخ الشعراوي إمام الدعاة لا يقبل مزايدة من أحد، وأن هذا الرجل كان رجلا مصريا بامتياز، وحينما قررت الدولة عودة البعثات عاد إلى مصر فورا، وأشاد كثيرا بدور الجيش في انتصارات حرب أكتوبر.
وأضاف الدكتور عبدالغني هندي، في تصريحات تلفزيونية، أن من ينكر دور الشيخ الشعراوي إنسان جاحد لا يرى أنه أحد أذرع القوى الناعمة الكبيرة للدولة المصرية في العالم الإسلامي، متسائلًا: «لماذا تخرج هذه الأصوات الكارهة لأن تكون في مصر مرتكزات أساسية للقوى الناعمة؟!».
أسامة الأزهري: الشعراوي أعظم ثمرات الأزهر الشريف خلال القرن الماضي
كما علق الدكتور أسامة السيد الأزهري، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، والمستشار الديني لرئيس الجمهورية، على من هاجموا الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، واصفا إياه بـ«الإمام الكبير»، مؤكدًا أنه في نظره ونظر أبناء الأزهر الشريف وأبناء المدارس العلمية المختلفة يمثل نموذجا مشرفا من أئمة العلم والهدي والدين على طراز أئمة الإسلام الكبار، ومن أعظم ثمرات الأزهر الشريف خلال القرن الماضي.
ووصف «الأزهري» خلال لقائه مع الإعلامي رامي رضوان في برنامج «مساء dmc» المذاع عبر فضائية «dmc»، الشعراوي بأنه باب من أبواب تجديد الخطاب الديني، لافتًا إلى أن مشروعه في تفسير القرآن الكريم وجد أذانا واعية، وصدى في قلوب ووجدان المصريين، وتعلقت قلوب المواطنين بهذا الإنسان العظيم .
أسرة الشيخ الشعراوي ترد على الانتقادات الموجهة له
بدورها، قالت فاطمة عصام، حفيدة الشيخ الشعراوي، إنّ قرار وقف عرض مسرحية تجسّد سيرة جدها الراحل على مسرح الدولة خلال شهر رمضان، ضمن أمسيات «السيرة الثقافية»، يخص إدارة البيت الفني للمسرح فقط، والأسرة ليس لديها أي تحفّظ على القرار، وأنّ الأسرة وافقت بشكل مبدأي على عرض المسرحية، بعد اتفاق مع خالها الشيخ سامي الشعراوي، شرط الاطلاع على التفاصيل وطريقة التناول.
وفيما يخص موجة الانتقادات التي طالت الشعراوي مؤخرا، قالت «فاطمة» إنّ جدّها الراحل كان يتغاضى عن أي انتقادات، ويقابلها بالصمت التام، ويرى أنّه من المستحيل إرضاء الناس وجعلهم يتفقون على شيء واحد، متابعة: «جدي كان يتجاهل هذه الأمور كي لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، وبالتالي فأي حديث عن جدي الراحل لا نرد عليه، وحال التطاول سنتخذ المسارات القانونية».
المسرح القومي يتخذ قرارا حول «مسرحية الشعراوي» بعد الجدل المثار
وأمام هذه الانتقادات وحالة الشد والجذب والجدل المثار عبر السوشيال ميديا، أعلن الفنان إيهاب فهمي، مدير المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة المصرية، تأجيل إنتاج المسرحية لمراجعة النص، وهو ما اعتبره البعض «تراجعًا مستترًا».