في ذكرى ميلاده.. طارق الشناوي يكشف سر نجاح أعمال إحسان عبد القدوس

كتب: صفية النجار

في ذكرى ميلاده.. طارق الشناوي يكشف سر نجاح أعمال إحسان عبد القدوس

في ذكرى ميلاده.. طارق الشناوي يكشف سر نجاح أعمال إحسان عبد القدوس

في مرحلة مبكرة من الخمسينيات بدأ إحسان عبد القدوس أعماله الأدبية بقصة «الله معنا» التي تناولت المجتمع المصري قبل الثورة، وكانت السينما المصرية قوية في هذه الفترة حيث بدأ المزج بين السياسة والمجمتع والتاريخ وما هو عاطفي، وصادف ذلك النضوج الفكري لعبد القدوس الذي تميز بموهبة صحفية وأدبية فريدة، أثرت السينما والتليفزيون بالعديد من الأعمال المأخوذة من أدبه.

ويعد إحسان عبد القدوس الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده، نقلة نوعية في الرواية العربية، فضلاً عن ترجمة الكثير منها إلى لغات أجنبية متعددة.. أوضح طارق الشناوي الناقد الفني، سبب تحويل أدب «عبد القدوس» إلى أعمال فنية بقوله إنه مثّل حالة سينمائية وصحفية فريدة تخاطب المجتمع المصري بما يجري فيه من متغيرات اجتماعية ونفسية واقتصادية وسياسية، فالتقط هذا بحس الصحفي ولم يقدمه في تحقيق بل قدمه في رواية تشبه السينما والسينما تشبهها، فأصبحت الأفلام تحاكي ملامح روايات إحسان عبد القدوس بما يقدمه فيها من جوانب كبيرة تشبه المجتمع والناس.

إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ أكثر روائيين أخذت السينما من أعمالهما

ولفت «الشناوي» في حديثه لـ«الوطن» إلى أن هذا من ذكاء إحسان عبد القدوس الذي جمع بين الصحفي والروائي الأديب، فضلاً عن كتابته سيناريوهات مباشرة إلا أن الجانب المضيء لديه هو كتابة القصة التي تصلح فيلماً سينمائياً فاستغلت السينما هذا الفكر، موضحا أن إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ هما أكثر روائيين جعلت منهما السينما والدراما واجهة لأعمالها. 

وأضاف «الشناوي» أن إحسان عبد القدوس كان ينتقي في رواياته أحداث عاشها، وأنه دائمًا كان جزءًا من الحكاية ففي فيلم «في بيتنا رجل» كان هو الشخصية التي جسدها حسن يوسف، وفيلم «أبي فوق الشجرة» قصة حقيقة عاشها «عبد القدوس» ففي مرحلة ما تورط فى علاقا نسائية وطلبت والدته روز اليوسف من زوجها زكي طليمان أن ينقذ «إحسان» وبدلًا من أن يأخذ بيده تورط «طليمات» في علاقات جديدة ومن هنا جاءت تسمية الفيلم التي تعطي إيحاء بالحيوانات وهو ليس سهل الإدراك لمن لا يعلم قصته، وفقًا لما ذكره له سعد الدين وهبة الذي اشترك في كتابة الفيلم.

أفلام عبد القدوس جسدت المجتمع المصري

ومن أكثر أفلام إحسان عبد القدوس التي جسدت المجتمع المصري، هي «الخيط الرفيع، النضارة السوداء، في بيتنا رجل، لا وقت للحب، والراقصة والسياسي، وكرامة زوجتي»، بالإضافة إلى رواية «لا تطفئ الشمس»، التي تحولت إلى مسلسل في مطلع الستينيات بالتليفزيون المصري، وكانت البيوت وقتها أصبحت سرداقات عزاء حينما توفي صلاح السعدني من فرط حبهم لدوره في المسلسل، إذا كان الكثيرون يشاهدونه معاً قبل انتشار الفضائيات، وجرى تحويل الرواية بعد ذلك إلى فيلم ناجح من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة شكري سرحان، كما أعيد إنتاج القصة في مسلسل يحمل الاسم نفسه عام 2017.

سر نجاح مسلسل لن أعيش في جلباب أبي

ومن بين الأعمال المميزة للكاتب إحسان عبد القدوس مسلسل «لن أعيش في جلباب» والذي ارتبط به الجمهور، ويتابعه في كل مرة يُعرض فيها متشوقاً إليه وكأنه يذاع للمرة الأولى، وأكد «الشناوي» أنه هذا التعلق يرجع إلى أن المسلسل من الأعمال الفنية المهمة وهو ليست ظاهرة مصرية بل ظاهرة إنسانية على مستوى العالم أجمع، مع اختلاف التناول والمعالجة بسبب الرابطة التي تجمع بين الأب والابن، موضحاً أن المسلسل كان من أفضل ما ألف إحسان عبد القدوس وأفضل سيناريو كتبه مصطفى محرم وأحسن ما أخرج أحمد توفيق، واجتمعت فيه عوامل عديدة للنجاح من بينها الواقعية في أداء الممثلين. 


مواضيع متعلقة