إحسان عبد القدوس في ذكرى رحيله: بنحكم على الأجيال الجديدة بظروفنا مش بظروفهم

كتب: محمد عبدالجواد

إحسان عبد القدوس في ذكرى رحيله: بنحكم على الأجيال الجديدة بظروفنا مش بظروفهم

إحسان عبد القدوس في ذكرى رحيله: بنحكم على الأجيال الجديدة بظروفنا مش بظروفهم

ودعت مصر فى مثل هذا اليوم واحدا من كبار كتابها وأدبائها على مر التاريخ .. إحسان عبدالقدوس صاحب الأسلوب الصحفى والأدبى الابسط على الإطلاق.. الذى علمنا ونبهنا و أمتعنا ومازال، بأرائه وكتاباته والأفلام المأخوذة عن رواياته.. فيض من الفكر قدمه لنا بأسلوب سلس وسهل ومريح وجذاب لعقول وقلوب القراء والمشاهدين.. جعل أسمه محفوراً فى ذاكراتنا وفى التاريخ وبهذه المناسبة نعرض 55 تصريحاً من أهم تصريحاته فى الإعلام.

- تربيت فى بيئة فنية معظم أفرادها فنانيين.. والدى كان بيكتب شعر وأعمال مسرحية وأول ما ابتديت أتطلع للكتابة كان التأييد من والدى.

- بعدها والدتى عملت مجلة روزااليوسف فده نقلنى للوسط اللى ممكن يوجهنى ويشجعنى على الكتابة.

- تكونت ثقافتى أولاً من خلال دراستى فى كلية الحقوق ثم مجهودى الشخصى فى القرأة وكنت بقرأ وأنا صغير أكثر فى فترة التوجيهية قرأت الأدب كله غالبا.

- أول قصة كتبتها كان عندى عشر سنوات.. كنت بقلد والدى لأنى كنت بشوفه بليل فى المكتب بيكتب.

- وكانت قصة مسرحية وحاولت أمثلها أنا وأولاد الحتة فى العباسية وفشلت المسرحية فشل ذريع.

- كتبت محاولات شعرية وأنا فى ثانوى كنت بكتب أزجال كتير قوى ومرة كتبت قصيدة 90 بيت وريتها لوالدى طلعلى من الـ 90 بيت 88 مكسورين.

- كل عمل سياسى أو أدبى بيمثل شخصيتى وابتديت حياتى المهنية ككاتب سياسى.

- فى فرق كبير بين الكتابة فى السياسة والكتابة فى الأدب الأديب ممكن ينساق مع خياله ويقلب الحقائق والشخصيات زى ماهو عاوز.

- لكن الكاتب السياسى بيعتمد على منطقه.. كل كاتب سياسى له مبادئ ثابتة بيبنى مجهوده على المنطق القائم على المبادئ بتاعته.

- الكتابة فى الأدب تحتاج لانفعال.. تلاقينى وانا بكتب بمثل.. بوصف شخصية راجل عجوز.. فى الواقع وأنا بكتب ببقى أنا نفسه الراجل العجوز ده بعقليته وباحساسه.. ولما أكتب عن بطلة بنت تلاقينى بحس إنى بمثل دور البنت دى وعايش جواها.

- الكتابة فى الأدب تحتاج إنفعال ولما الإنسان بيحب يخلص فيه بيبقى إنفعال منهك جدا بيكون تمثيل ولكن تمثيل داخلى.

- قبل الثورة كنت بكتب قصص وكنت بكتب سياسة إنما كان الاهتمام نتيجة للحالة السياسية اللى كانت قائمة موجه أكتر للكتابة السياسية.

- بعد الثورة ابتداء من عام ١٩٥٤ ابتدى الناس يشعروا بالاستقرار السياسى وأصبحت الأهداف السياسية واضحة وفى ثقة كبيرة جدا فى الزعامة الثورية.

- ده منح فرصة للقراء أنهم يهتموا أكتر بالفنون ومنها الأدب.. فابتدوا يحسوا بيا ككاتب قصة أكتر من كاتب السياسة.. لكنى بحب دايما أكتب فى السياسة وفى الأدب مع بعض.

- كنا نحتاج إلى تبسيط الاشتراكية وتفسيرها تفسير سلس وشعبى يقنع الناس ببساطة.

- أعتبر أهم حدث فى حياتى ككاتب هو إنى إلتقيت بالجيل بتاعى.. نشئت فى وسط جيل قبلى مؤمن بالأحزاب السياسية.

- حاولت أبقى من هذا الجيل وحاولت ألتحق بالوفديين والسعديين ولقيتنى مش مقتنع بحاجة من دول.

- لحد ما التقيت بجيل زيى بالظبط حيران وتعبان ومش مؤمن بالأفكار اللى حواليه وكل أمله وما يسعى إليه هو الثورة.

- لقائى بهذا الجيل جعلنى أرى إن لا حل للمشكلة السياسية أو الشخصية حتى بالنسبة ليا إلا بالثورة.

- ومن يومها وحولت كتاباتى فى إتجاه جديد والمجلة اللى شغال فيها لإتجاه جديد ودى كانت نقطة البداية فى كل تاريخى ككاتب سياسى.

- أنسب أخطائى لظروفها.. لما بأعيد طبع كتاب من كتبى بعد عشر سنوات مثلا بلاقى فى أخطاء والأسلوب مش هو اللى بكتب بيه النهاردة أنما مبحاولش أغير.

- لأن كل الأخطاء ونقاط الضعف الموجودة دى بتمثلنى فى سنة من السنين وفى مرحلة معينة.

- عندى أخطاء فى الرأي وفى الكتابة ولكن حتى هذه الأخطاء مقومات لشخصيتى.

- ما أقدرش اتنازل عنها أو أندم عليها.. مبحاولش أكررها انما بقول إن الظروف هى اللى دفعتنى للخطأ طالما مبيكونش مقصود.

- فى كل كتاباتى أتوجه للقاريء العادى لا أتوجه للمتخصصين أبدا لأنى أعتبر المتخصص مش محتاج لى قد ما محتاج لى القاريء العادي اللى معندوش إمكانيات علشان يقرأ أو يفهم كتب أو مواضيع كبيرة.

- فى وقت من الأوقات لقيت القاريء العادى نتيجة تغير المجتمع معندوش وقت يقرأ مقالات طويلة.

- ده خلانى أتعمد تقديم أرائى فى أسلوب جديد مركز.. ولهذا كتبت الخواطر الفنية والسياسية والاقتصادية ونجحت وأصبحت أسلوب فى كل الصحف والمجلات.

- وضعت نقاط مكان أسماء الشخصيات اللى انتقدها فى خواطرى لأنى لما بكتب نقد مش بيهمنى الشخص بيهمنى الموضوع والكيان والمبدأ.

- لا أفرق بين الرجل والمرأة.. واعتبر إن تكوين شخصية المرأة هو زى تكوين شخصية الرجل.

- الناس بيندهشوا أنت منين بتعرف إن الست بتعمل كده.

- الفرق الوحيد بينهم فى التصرف مش فى الأحاسيس أو الشخصية.

- اللى بيعجبنى فى المرأة هو اللى بيعجبنى فى الرجل من ناحية تكوين شخصيته.. زى الذكاء والمباديء

- أكره الرجل والمرأة الأغبياء وانبسط من الست الذكية والرجل الذكى.. وأقصد الذكاء الطيب مش الخبيث.. الذكاء المبنى على مباديء سليمة.

- القصة الوحيدة اللى كتبتها مخصوص للسينما قصة "الله معنا" اللى حاولت إنى أصور بيها بعض الأسباب اللى دفعتنا للثورة.

- لما اتجوزت جديد جه عليا وقت كنت عاطل ومش لاقى فلوس وتعبان جدا ولو لقيت فى جيبى نص ريال كانت تبقى نعمة ونروح نجيب بيها أنا ومراتى زيتون وجبنة وناكل

- فى الفترة دى كنت بحاول استعمل كل مواهبى كنت بشتغل محامى وصحفى وقصاص وأى حاجة أقدر أعملها.

- ومن ضمن المحاولات كتبت ٣ سيناريوهات سينما.. كتبتهم فى ٤٨ ساعة واخدتهم ومعنديش أى أمل إنى ممكن أبيعهم.

- روحت للموسيقار عبد الوهاب قابلت المرحومة عزيزة أمين فى الأسانسير سألتنى رايح فين قولتلها رايح أقرأ لعبد الوهاب سيناريو قالتلى طب ما تقرأه لى أنا.

- أعجبت بيهم ودفعتلى فى السيناريو الواحد ٨٠ جنيه وده كان اكبر مبلغ مسكته فى حياتى وقتها مكنتش عمرى مسكت ١٠٠ جنيه فى إيدى قبلها وكنت فرحان فرحة لا يتصورها أحد.

- أعتقد أن الأفلام الغنائية يجب أن تتطور لاكثر من كده.. القصة علشان تبقى غنائية مش ضرورى تبقى استعراضية مش ضرورى البطل يبقى مغنى لأن الواقع أن كل إنسان فينا بيغنى.

- الإنسان كائن مغنى.. بيغنى فى الحمام، مع نفسه مع الراديو كلنا بنغنى بس الفرق إن فى واحد صوته وحش وواحد صوته حلو.. فالصوت الوحش يبقى صحفى زيى والصوت الحلو يبقى عبد الحليم مثلا.

- علشان كده بطلب إن قصص الأفلام الغنائية تبقى قصة عادية والمطرب يقوم بدور إنسان عادى ويغنى فى المواقف اللى الإنسان العادى بيغنى فيها ودى تجربة نجحت فى قصة الوسادة الخالية لان المغنى فيها كان إنسان عادى جدا.

- من احسن أغانى الأفلام اللى بحبها "فى يوم فى شهر فى سنة" فيها إحساس رقيق جدا واللحن بتاعها الواحد بيحس بيه ان الغنوه قريبه من قلبه وعبد الحليم تعبيره طالع من قلبه لما بسمعها بحس إنى عايش فيها فعلا.

- أعتبر الفن بمختلف أصنافه فيه جمال.. واللى بيتحيز لنوع واحد من الفنون دى بيحرم نفسه من جمال كبير قوى.

- بحب الموسيقى الكلاسيك والشرقى وفى بيتى تلاقى إسطواناتى متنوعة بين كل أنواع الفنون والجمال يبقى دايما متغير فى ودنى.

- بجيب ٦ إسطوانات عميانى من الدولاب وأشغلهم فتلاقينى سمعت اوبرا الشهرزاذ وبعدها على طول ياما القمر ع الباب مثلا.

- المفارقات دى بالنسبة لى بتبقى لذيذة غير ما طول ما أنا قاعد بستنى المفاجاة التالية هتكون إيه واتمتع بالسمع أكتر.

- بنحكم على الأجيال الجديدة بظروفنا مش بظروفهم هما وده اللى بيخلق القلق والأحكام غير الصحيحة.

- وأنا صغير كنت متربى فى بيت جدى وكان رجل من الأزهر ومتدين جدا .

- تربيت على يد عمتى نعمات هانم رضوان كانت متربيه على الطريقة التقليدية خالص.. متفرغه للبيت ولا تختلط بالرجال.

- بنت عمتى مرة بصت من الشباك ووشعرها مكشوف فجت عمتى ادتنى أنا عصاية وقالتلى أضرب أختك عنايات علشان يربونى على التقاليد القديمة وإن الولد مسئول عن البنت وأنا مقتنعتش بالكلام ده.

- أروح لأمى القى كل شغلها وإنتاجها قاصر على التعامل مع الرجال.. وأنا بحبهم الاثنين جدا أمى وعمتى .

- وابتديت أشوف الخلاف ده جى منين من يومها وأنا بقيت أفكر إجتماعيا بأن ضرورى فى حاجة غلط فى البناء الاجتماعى لبلدنا.

- أنسب الفضل فى حياتى لـ 2 ستات.. والدتى لأنى هى اللى فتحت ليا باب التعبير عن مواهبى ككاتب.

- ثم زوجتى لأن لولاها مكنتش قدرت ابدأ حياتى أبدا.. من يوم ما تزوجتها وانا أعتمد عليها اعتماد كامل فى تدبير كل حياتى بما فيها أصغر تفاصيلها.. هى صاحبة الفضل فى تفرغى لتفكيرى الصحفى والأدبى والسياسى.

 


مواضيع متعلقة