رئيس تحرير «وطني»: التاريخ القبطي ليس دينيا فقط.. وبه حقب وشخصيات قبطية أثرت الحياة السياسية (حوار)

كتب:  منى السعيد

رئيس تحرير «وطني»: التاريخ القبطي ليس دينيا فقط.. وبه حقب وشخصيات قبطية أثرت الحياة السياسية (حوار)

رئيس تحرير «وطني»: التاريخ القبطي ليس دينيا فقط.. وبه حقب وشخصيات قبطية أثرت الحياة السياسية (حوار)

على مدار 64 عاماً استطاعت جريدة وطنى أن تكون لسان حال الكنيسة، وهو ما دفع البابا تواضروس الثانى لتكريمها خلال احتفالية الدوريات القبطية «150 عاماً على الصحافة القبطية فى خدمة الوطن والكنيسة».

أسئلة متعددة حول كيفية صمود جريدة مستقلة كـ«وطنى» فى ظل الأزمات التى تواجه الصحافة العالمية، وما أهم الصعوبات التى واجهتها خلال تغطيتها للقضايا القبطية؟ يجيب عنها المهندس يوسف سيدهم، رئيس تحرير جريدة وطنى، فى حوار مع «الوطن».

ما رأيك فى احتفالية الكنيسة بتكريم الدوريات القبطية «150 عاماً» رغم أن أقدم صحيفة كانت منذ 75 عاماً؟

- إسهام الأقباط كمصريين فى الصحافة بدأ منذ عهد محمد على، حيث أسهم عدد من الأقباط والشوام فى تأسيس الصحف بمصر، وجاءت «وطنى» استمراراً لهذا، وهى صحيفة تُعنى بالجوانب الإخبارية، والسياسية، والاجتماعية، وهى أول صحيفة أسست باباً للمرأة، ويشهد أرشيفها أنها فى سنواتها الأولى استقطبت كبار الأدباء والكتاب.

إذاً لماذا ارتبطت جريدة وطنى بالكنيسة المصرية؟

- لأن الجريدة اهتمت بجميع الأبواب الصحفية، لكن اهتم أنطون سيدهم بضم بابين كانت الصحف وقتها تعانى من فراغ وقصور فى نشرهما، هما المقال المسيحى، وأخبار الكنيسة، وهذا لم يكن يشغل أكثر من 10% من الصحيفة وبقيت على هذا المنوال حتى عام 1978.

كيف أصبحت جريدة وطنى صحيفة تعبر عن الكنيسة؟

- فى الفترة الأولى من نشأة الجريدة كانت تهتم بنشر ركنين فقط خاصين بالأقباط لتغطية قصور الصحافة وقتها فى نشر المقال المسيحى وأخبار الكنيسة، لذلك قام مؤسسها «أنطون سيدهم» بعمل توازن، وتغير اتجاه الجريدة بشكل عام بداية من عام 1978، حيث قرر أنطون سيدهم، من منطلق مصرى، أنه بجانب التغطية الإخبارية، بدأت الجريدة تتعرض بالتحليل للأحداث التى يتعرض لها الأقباط ويدق ناقوس الخطر وتنبيه السلطات المصرية من خطر الفتنة الطائفية فى ذلك الوقت، كما وثّقت الجريدة تاريخ الأقباط والذى لا يعنى أبداً أنه دينى، بل هو تاريخى، بداية من الفلاح المسيحى البسيط وحتى الوزراء الأقباط مثل مكرم عبيد.

«وطنى» مصرية الهوى وغطت الأحداث بمصداقية ولم تستقوِ بالخارج.. والصحافة الورقية تواجه تحديات كبرى حالياً

وكانت السياسة التحريرية لنا هى الدقة والمصداقية وعدم نشر أى معلومة تحمل دعوة تحريضية أو عنف، لأن «وطنى» جريدة مصرية الهوى ولا تسعى للاستقواء بالخارج.

ما أبرز الصعوبات التى واجهتها جريدة وطنى خلال تاريخها؟

- تعرضت جريدة وطنى لضربة بشكل غير مباشر بسبب قرارات سبتمبر 1981 ومنها تقليص دور الصحافة، حيث توقفت الصحيفة عن الصدور لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، لتعود بعد ذلك فى أبريل 1984 بحكم قضائى وتستمر حتى الآن، وكانت ولا تزال الجريدة تطبع بمطابع الأهرام.

أما المشكلة الثانية فهى كانت قرار إلغاء الامتيازات الشخصية لإنشاء جرائد مصرية، وأطلق أنطون سيدهم، عام 1992، دعوة لوجود مساهمين، وللاكتتاب، وكان الحد الأقصى للمساهم هو 500 جنيه، ونجح بالفعل وتم تجميع 888 مساهماً، وقيمتها 278 ألفاً و800 جنيه، ليتم بعدها إشهار مؤسسة وطنى للطباعة والنشر فى ديسمبر 1994.

هل تواجه الصحافة القبطية الورقية تحديات خلال الفترة الأخيرة؟

- أجل، تواجه الصحافة الورقية بجميع القطاعات وليست القبطية تحديات، ولا نستبعد أنه بحلول عام 2030 يمكن أن تختفى الجريدة الورقية، وهذا الأمر لا يعيب الصحافة، لأنها سنة الحياة المتطورة، التى تخرج علينا يومياً بالجديد فى عالم الطباعة.

وأشعر بالحزن عندما أرى البعض يهاجم الشباب بسبب اهتمامه بالتكنولوجيا والأخبار الموجودة على المواقع الإلكترونية وإهماله للجريدة الورقية، لأن هذا العصر هو للتكنولوجيا، وعلينا إذا أردنا أن نستمر أن نواكب التغيرات الحتمية.

إذاً كيف تواجه جريدة وطنى هذا التحدى ضد الصحافة الرقمية؟

- بدأنا فى مواجهة هذا التحدى منذ مطلع الألفية الثالثة، حيث بدأنا أولاً بإنشاء موقع إلكترونى، يتضمن الكثير من القطاعات والأخبار، وتخصيص جزء كبير منه للقطاع الكنسى، بل ويمكن متابعة المقالات الموجودة على الموقع بعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية، كما تم إنشاء تطبيق مجانى باسم جريدة وطنى على متاجر الهواتف الذكية، ولمحبى الجرائد الورقية، يقوم الموقع بعرض الأعداد الأسبوعية للجريدة بصيغة الـPDF.

رسالة الحزن

نحن ننادى بالمساواة مع أخوتنا المسلمين، فبسبب الأحداث السابقة كان البعض يرى أن وطنية الأقباط منقوصة، وإننا وإن كنا لم نحقق ما نصبو إليه لكننا نتقدم للأمام ونثق فى قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

 


مواضيع متعلقة