اسمي «مريم» تيمنا بـ«أم النور».. عاشت الأسامي

اسمي «مريم» تيمنا بـ«أم النور».. عاشت الأسامي
تحرص العائلات المصرية منذ القدم على أن يبقى اسم «مريم» تردده الألسنة على الدوام، وتتوارثه الأجيال تبركاً بسيرة صاحبته العطرة السيدة مريم العذراء. واتفق العديد من السيدات، صاحبات اسم «مريم»، على الشعور بالفخر والسعادة منذ طفولتهن حين قصت عليهن أمهاتهن أو أحد أفراد الأسرة فى سن صغيرة قصة السيدة البتول، التى أصبحت تلازمهن كلما مرت إحداهن بمواقف مهمة فى حياتها، لتستدعى فى اللحظة ذاتها ما قاله القرآن الكريم والإنجيل حول صبرها وتحملها الصعاب، حتى حماها الله وأيدها لتصبح فيما بعد نموذجاً وقدوة تتحاكى بمعجزتها الأجيال.
مريم ملاك: أتمنى أن يكون لي نصيب من صبرها
«كل من يسير وراء مريم لا يتيه، ومن يسألها لا يخيب»، بتلك الكلمات عبرت العشرينية مريم ملاك عن تعلقها بالعذراء وحبها لاسمها، فقد ارتبطت بحبها منذ لحظة تسجيل اسمها فى شهادة الميلاد، إذ قرر أبوها منذ بداية تشكيلها فى رحم أمها أن يطلق عليها اسم «مريم» لتعلقه بقصة السيدة مريم البتول ومناجاته لها دائماً كلما اختلى بنفسه كى تشاركه فى تفاصيل حياته، وفقاً لـ«مريم»: «بابا حكالى قصة ستنا العدرا لما كان عندى 7 سنين، حسيت وقتها إنى مختلفة ومميزة، واتمنيت يكون لى نصيب من صبرها وتسليمها بأمر الله».
فترة حمل صعبة مرت بها والدة مريم ناصر قبل أكثر من 30 عاماً، حيث كانت تعانى من أنيميا تركت جسدها هزيلاً غير قادر على تحمل متاعب الحمل، حتى أخافها أحد الأطباء قائلاً إن الحمل لن يكتمل فى الغالب، وعليها أن تُهيئ نفسها لذلك، ما جعل والدتها تنزوى فى أحد أركان الكنيسة مناجية ربها والعذراء حتى يتمم حملها بخير وأن ترى مولودها بكامل الصحة والعافية: «أمى ندرت وقتها إنى لو اتولدت كويسة هتسمينى مريم.. لأنها شافت قصتها قريبة من العدرا وإن ولادتها من غير ضرر ليها وليا معجزة».
«كم هى سعادتنا عندما ننطق باسمها البسيط والمتآلف.. كم نثق فى هذا الاسم»، حسبما عبر الأربعينى عاطف صفوت عن عشقه وتعلقه باسم مريم البتول، الذى يحكى أنه حُرم من الإنجاب لمدة تزيد على 10 سنوات، ناشد خلالها العذراء بدموعه فى جميع الكنائس والأديرة، راوياً لها الألم الذى سكن قلبه، بسبب تأخر إنجابه، ليتفاجأ بعد رحلة طويلة من العناء والذهاب لعشرات الأطباء بحمل زوجته وولادتها بنتاً فى يوم ذكرى ميلاد العذراء ليطلق عليها اسم «مريم» دون تفكير أو تردد: «العذراء كانت معايا دايماً.. فكان لازم اسمها يتردد فى البيت.. ولما أنجبت بنتى التانية سميتها ميرا، وهو من أسماء العذراء فى الإنجيل».
ووالدة مريم محمد: اخترنا اسم بنتنا يوم جمعة
تعود السيدة ليلى محمد بذاكرتها لأكثر من 35 عاماً، عندما كانت فى شهور حملها الأخيرة، ولم تكن مستقرة هى وزوجها «محمد» على اسم تُطلقه على مولودتها، حتى أتاها الله بالإجابة يوم الجمعة الذى سبق ولادتها بعدة أيام: «أنا فاكرة اليوم ده كويس لما زوجى جه من صلاة الجمعة وقال لى هنسميها مريم.. كانت الخطبة عن معجزة ولادتها لعيسى»، وكأنها كانت رسالة أو إشارة أن بنتنا ستسمى «مريم»، واستكملت «ليلى» قائلة إن الاسم نال إعجاب جميع من حولها، حتى تم تسميته لأكثر من بنت فى العائلة، آخرهن حفيدتها ذات الأربع سنوات.
بخمارها الطويل وبراءة ملامحها، عبرت الثلاثينية مريم جمال عن اعتزازها وفخرها بتسميتها «مريم» قائلة: «اسم شريف وعظيم.. أحاول أتحلى بصفات صاحبته السيدة مريم العذراء»، فكلما تعقدت أمور حياتها وصعب عليها الوصول لما تتمناه ذكرت نفسها بقصة صمود مريم العذراء، مضيفة: «كل ما أقرأ سورة مريم بحس بسلام نفسى.. وأكتر شىء عجبنى فى القصة، من الناحية الدينية، هو تحمُّل السيدة مريم لأقوال واتهامات قومها وأهلها وتسليمها لأمر الله وحكمته حتى برأها الله أمام الجميع».
وتروى مريم طارق، صاحبة الـ18 عاماً، قصة تسميتها، قائلة إن قصص الأنبياء والعظماء التى وردت فى القرآن الكريم، منها قصة السيدة مريم، كانت تتردد فى بيت جدها دائماً لأنه كان محفظاً للقرآن الكريم وإمام مسجد، لذا تعلقت أمها منذ طفولتها بمريم العذراء، خاصة بعدما علمت أنها المرأة الوحيدة التى سُميت سورة باسمها فى القرآن الكريم، وقررت منذ ذلك الحين أن تُسمى بنتها الأولى «مريم» بعد زواجها: «ورثت من أمى تعلقها بالسيدة مريم.. ولما بتعرض لأى مشكلة بحب أفتح المصحف وأقرأ قصتها».