رسائل جلال الدين الرومي.. دعوات للخير وقضاء حوائج الناس

تعد رسائل جلال الدين الرومى مثالاً حياً للصوفى الذى ينزل إلى دنيا الناس المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة، فيتعرف على حاجاتهم ومطالبهم ويقدمها لمن بأيديهم الحل والعقد لحل مشاكل الناس، وتُظهر الرسائل مبلغ الاحترام الذى يكنه لكبراء عصره أو من يسمون بـ«السلطة الدنيوية»، وفى الوقت نفسه يبدو عزيز النفس، رفيع القدر، على قدر كبير من العفاف والعدل. تظهر الرسائل البعد الروحى والإيمانى لشخصيته المتأملة.

إلى أحد رجال الحكومة يوصيه بأحد المساكين

يطالع ملاذ الضعفاء فى العالم، مد الله علوه، السلام والتحية، ويعلم أن رافع هذه التحية، وهو ابن عزيز صالح متدين حسن الاعتقاد شرح الله صدره، من المحبين لدولته الداعين لها. وغير خافٍ استحقاقه واضطراره بسبب كثرة حيائه ومروءة نفسه وتعففه وعجزه عن سؤال أى مخلوق، لا صراحة ولا كناية. وهو يقضى وقته فى الصبر والشكر والطاعة والقناعة والدعاء لدولتكم. واليوم إذ وصل سكين الضرورة إلى العظم جاء يطلب الوظيفة المباركة التى تصل إلى العاجزين من جناب الرحمة، وهو ضعيف الجسد. وههنا أولاد ينتظرون زمان المرحمة ووقت العاطفة. لا قطع الله التوفيق إلى الخيرات عن ذلك الخاطر وعن تلك اليد. آمين يا رب العالمين.

إلى إحدى السيدات دعاء بالخير لها

الحرم ذو الحرمة، وقصرُ الدين والدولة، ملكة الآفاق، الرفيعة القدر، الوسيعة الصدر، الحليمة الكريمة، المشتاقة إلى لقاء ربها، العالية الهمة، المفكرة فى العاقبة، المتقية لله، الراعية للدين، فاطمة العصر، خديجة الدوران، مريم الزمان، أدام الله علوها، وزاد سموها، فجعلها للخيرات قبلة، وللطاعات كعبة، لأنها مسجد الروحانيين، وقلعة السماويين، جعلها الله إلى أبد الدهر فى أمان من فتك حوادث الزمان بمحمد وآله.

 إلى علم الدين قيصر.. رسالة مودة وموعظة

أدام الله حياة الابن المخلص المعتقد الحسن السيرة، النقى السريرة، فخر الأولاد، علم الدين - دامت سعادته وأيده الله بروح منه - فى سرور وانشراح صدر وتوفيق إلى الطاعة وإلى الصراط المستقيم، وبسط ظل الفضل الإلهى على أحواله فى الدارين!

يطالع السلام والدعاء من هذا الداعى، ويعلم بالاشتياق.

هيأ البارئ تعالى أسباب الملاقاة وشرائط الموافاة على أحسن الحال وأيمن الفال. علامات قبول الطاعات أن تستتبع الطاعات الأخرى وتجتذب الحرص على الخيرات على التتالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض) آل عمران: 133

قبل أن يأخذ الأجل الموهوب .. لا بد أن تعطى كل عطية جديرة بالعطاء

الدنيا سوق حامية للخيرات (هل أدلكم على تجارة تنجكيم) الصف: 10.

وفى سوق الدنيا، أى تجارة من أجل سوق الآخرة لا ندامة فيها. السوق حامية.

ومن لا يتشرى متاع الخير نادم، ومن يشترى نادم قائلاً لماذا لم أشتر أكثر.

فى الدنيا حسناء فاتنة ونحن متفرغون .. وفى القدح جرعة ونحن صاحون

ومن الآن سنظل ممسكين بالحبيب .. ومن الآن فصاعداً ستظل حلقة الحبيب فى أذننا

هيا انهض لنزيل عنا الحياء والخجل .. فإن ريح هذه الأرض غدارة

نكر ونفر نُغير وننكفئ .. إن للنفس الزنجية المزاج سوقاً

والسلام عليكم.

سلام على أهل ناديكم .. ومن حل يوماً بواديكم.. آمين يا رب العالمين

• رسائل جلال الدين الرومى
• دعواته للخير
• قضاء حوائج الناس
• المودة والموعظة
• رسائل جلال الدين الرومى
• دعواته للخير
• قضاء حوائج الناس
• المودة والموعظة