مؤسس فرقة المولوية المصرية: جلال الدين الرومي زعيم دولة المحبة.. وسموه الروحي سر خلوده

كتب:  أحمد ماهر أبوالنصر

مؤسس فرقة المولوية المصرية: جلال الدين الرومي زعيم دولة المحبة.. وسموه الروحي سر خلوده

مؤسس فرقة المولوية المصرية: جلال الدين الرومي زعيم دولة المحبة.. وسموه الروحي سر خلوده

 وصف الدكتور عامر التونى، مؤسس فرقة المولوية المصرية، مولانا جلال الدين الرومى بمؤسس وزعيم دولة العشق والمحبة، وأكد أن انتشاره عالمياً مرتبط بسمو فكره الروحى، كذلك هو الأب الروحى للطريقة المولوية ورقصة الدوران المرتبطة بها قبل 800 عام، وما زالت باقية حتى اليوم. وأكد «التونى»، خلال حواره لـ«الوطن»، أن «المولوية» طريقة صوفية تُعد بمثابة رحلة روحية بين الأرض والسماء، تسمو فيها النفس لترتقى إلى درجة الصفاء، وتهدف بشكل عام إلى المحبة والسلام، وهى المعانى التى استلهمها أثناء تأسيسه فرقة المولوية المصرية للإنشاد الصوفى.. وإلى نص الحوار:

حدثنا عن مولانا جلال الدين وأثره الصوفى والروحى فى الأجيال الحالية؟

- مولانا جلال الدين الرومى شاعر وحكيم صوفى له فلسفته الروحية والفكرية، وهى مزيج ما بين حياته الفكرية والعملية، وسبب أساسى فى جعل تصوفه مزيجاً بين الفلسفة والحكمة، فهو أفصح الألسنة فى التعبير، كذلك مزج مولانا الرومى حديثه الروحى بالموسيقى، موقناً بأن الروح تحيا بالموسيقى، ومولانا جلال الدين هو الأب الروحى للمولوية فى مصر والعالم، ونعتبره رئيس جمهورية العشق والمحبة، فهو لم يفرّق بين الناس بالجنس والدين، بل فلسفته قائمة على الوصول للقلوب عن طريق الحب.

نقدم حفلات فى الهند وأوروبا وأمريكا ويحضرها جمهور محب للرومى من مختلف الدول

لماذا يعيش الرومى بين محبيه حتى الآن رغم مرور أكثر من 7 قرون على وفاته؟

- محبو جلال الدين الرومى ليسوا مقتصرين على المسلمين فقط أو من عاصروه فقط، بل له محبون فى كل بقاع العالم، ومريدو الدول الأجنبية لا يتقنون اللغة العربية ومع ذلك تجدهم يتفاعلون معنا بشكل كبير، لأن الأمر يعتمد على طاقة الأغانى ومحاولة التأثير فى الحالة الروحية من خلالها، وفى كل حفلات «المولوية» نحاول تطبيق ذلك، وهذا الفن يُعرض على جميع البشر باختلاف الديانات، فلنا فعاليات فى الهند ودول أوروبية وأمريكا، فالمولوية فن يتضمن أغانى إسلامية ولكنهم يأتون بروحهم وليس أجسادهم ويحضرون لبحثهم عن الشىء المختلف، فى الغرب حتى الآن يعيش مولانا جلال الدين الرومى بروحه بينهم، لأن الكثيرين منهم يقدرونه ويتذكرونه ويحبونه، وهذا وجدناه فى كثير من السفريات.

وماذا عن فرقة المولوية للإنشاد الصوفى ونشاطها فى مصر؟

- المولوية رقصة صوفية أسسها مولانا جلال الدين الرومى، تعتمد على الدوران حول النفس والتأمل بهدف الوصول إلى الكمال المنشود، وكبح النفس ورغباتها، والرقصة بشكل عام يقال إنها مأخوذة من فكرة دوران الكواكب حول الشمس، وخلال المولوية ينظم المتصوفون رقصات معينة يلبسون فيها تنانير واسعة لها ألوان متعددة، ويتحركون بشكل دائرى، حيث يقوم الشخص برفع يده اليمنى وخفض اليسرى إلى الأسفل بهدف مناجاة الخالق وتعبيراً عن الحالة المعنوية، وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية، ونحن فى مصر أسسنا الفرقة المولوية للإنشاد الصوفى، وأنا أقوم بالإنشاد فيها من أشعار الرومى وابن الفارض وابن عربى ومن التراث الصوفى عموماً، ومعى بعض الراقصين الذين يقومون بالدوران على الطريقة المولوية، وقد لاقت الفرقة قبولاً كبيراً منذ تأسيسها وحتى اليوم وجمهورنا بالآلاف فى كل حفلاتنا.

 «التوني»: «المولوية» رحلة روحية بين الأرض والسماء ترقى فيها النفس لدرجة الصفاء 

ما رؤيتكم حول ارتداء راقصى المولوية ملابس تشبه الكفن؟

- تعدد الألوان دلالة على الطبيعة، فالملابس البيضاء دليل على نقل الإنسان لمثواه الأخير، وفى كثير من الأوقات نستعين بالعباءات السوداء للدلالة على القبر والتراب الذى يغطى الجسد، وسر «الطاقية» أنها تعبّر بوضوح عن شاهد القبر باعتبار أن الجسد هو مكان دفن الروح، ومن هنا لا بد من شاهد يكون ممثلاً فيها.

كيف كانت بدايتك مع فن المولوية؟

- فى فترة طفولتى كنت أتابع كل أشكال الاحتفالات والفنون، حلقات ذكر وإنشاد وحضرات، كانت بمثابة المصدر الأول الذى حببنى فى الفن الصوفى، ثم التحقت بكلية التربية قسم اللغة العربية جامعة المنيا، ومن هنا كانت بداية تعلقى بالشعر الصوفى، وبعد التخرج قررت العمل فى مجال الفن وأسست شركة إنتاج لكن للأسف فشلت وأغلقتها، وخلال رحلة البحث عن الذات قررت تكوين فرقة تكون امتداداً لمولانا لكن بشكل متطور ومختلف.

منهج المولوية

لم يتغير منهج المولوية المصرية عن تلك التى أسسها مولانا جلال الدين الرومى، لكن حاولنا التطوير بشكل يناسب روح العصر، والإبقاء على الثوابت، فالموسيقى متغيرة، ولا بد من التجديد لمواكبة العصر واستقطاب كثيريين، لأن العرض على المسرح يختلف عن العرض فى التكية، وبشكل عام نستخدم الشعر والأغانى التراثية القديمة كما هى، لكن كل فترة نحاول تطويرها لتتواكب مع تطلعات العصر.

 


مواضيع متعلقة