روائح «مولانا الرومي» بأرض المحروسة.. «تكية المولوية» شاهدة على محبة المصريين له

كتب: آية المليجى

روائح «مولانا الرومي» بأرض المحروسة.. «تكية المولوية» شاهدة على محبة المصريين له

روائح «مولانا الرومي» بأرض المحروسة.. «تكية المولوية» شاهدة على محبة المصريين له

رغم رحيل مولانا جلال الدين الرومى منذ عقود، لكن أثره ظل باقياً فى قلوب محبيه، يلتمسون أنواره كلما ترددت أقدامهم على آثاره الخالدة، التى كان لمصر نصيبها منها، ففى شارع السيوفية بحى الحلمية، ما زالت تقبع تكية المولوية، الأثر الذى ما زال ينبض بأسرار روحانية عن الطريقة المولوية ومؤسسها مولانا جلال الدين الرومى.

بمجرد مرورك بشارع السيوفية بالحلمية، سرعان ما تقع عيناك على مبنى ضخم يجاور قصر الأمير طاز، للوهلة الأولى تظنه جزءاً ملحقاً بالقصر التاريخى، لكنه الأثر الخالد الذى يحمل اسم تكية المولوية، يتهافت عليها أحباء جلال الدين، يشدّون الرحال من كل مكان لزيارة مسرح الحب الإلهى.

التكية تحتفظ بأسرارها وحكاياتها بين أهالي الحي الهادئ

ورغم مرور ما يزيد على 4 قرون، ما زالت تحتفظ التكية بأسرارها وحكاياتها بين أهالى الحى الهادئ، باب خشبى صغير يكشف لك عن قاعة «سماع خانة» فهنا أقام أتباع مولانا جلال الدين الرومى، مؤسس الطريقة المولوية، وصاحب الرقصة الصوفية، التى تناقلها أتباعه، لتُحلق أرواحهم بين سحاب العشق الإلهى.

مسرح خشبى ضخم مرفوع على 12 عموداً خشبياً تتوسّطه لافتة كبيرة مدون عليها بخط عربى مميّز «يا حضرت مولانا»، لتعتبر قاعة «سماع خانة» الجزء الأهم بالتكية، فهى الشاهدة على الرقصة المولوية، وتروى ما تبقى من تراث المولويين، دقائق قليلة داخل القاعة وتحلق برأسك لتنجذب نحو القبة المزينة برسومات ذات دلالة ما بين زخارف نباتية وبيوت صغيرة وطيور محلقة وثمانية أبواب، ترمز إلى أبواب الجنة، هكذا يخبرك مسئول الزيارة.

من المسرح الخشبى تبدأ الجولة داخل «المولوية»، فهنا يقف مسئول الزيارة، يعرفك بمعالم المكان الروحانى، محراب الصلاة إذ اعتاد الدراويش على بدء مجلسهم بركعتين لله برفقة الشيخ، ويندمجون فى حلقات دائرية يؤدون رقصة المولوية.

باحث تاريخي: كانت مدرسة للفقه ورعاية الأرامل وتحولت إلى تكية للدراويش

وداخل إحدى الغرف تنجذب عيناك إلى فاترينة حملت بداخلها كتاب المثنوى، الذى ألفه الرومى، وتحتفظ التكية بالنسخة المهداة من المركز الثقافى التركى ويضم داخله 25 ألف بيت شعر، وفى الجهة المقابلة فاترينة أخرى تحتفظ داخلها بالزى الصوفى الشهير، المكون من العباءة السوداء التى ترمز إلى ذنوب الإنسان، وعليها عباءة بيضاء، فى إشارة إلى الكفن، والطاقية ذات دلالة على شاهد القبر، ليُعبّر الصوفى بملابسه عن حرمانه من متاع الدنيا، حسب شرح مسئول الزيارة.

فى حديث لـ«الوطن» أعطى محمود نبيل، الباحث بالآثار الإسلامية وعضو اتحاد الأثريين المصريين، يكشف ملامح تاريخية عن التكية، موضحاً أن المكان الأثرى تحول إلى تكية المولوية مع بداية العصر العثمانى ومجىء أتباع «الرومى» من قونية التركية إلى مصر، واتخذوا من المكان مقراً لإقامتهم كأهل الذكر والدراويش.


مواضيع متعلقة