بمشاركة الأطفال.. «إبراهيم» يصمم مجسما من المخلفات للحفاظ على بحيرة قارون

02:50 م | الأحد 18 ديسمبر 2022

على الرمال الممتدة أمام بحيرة قارون في قرية تونس بالفيوم، صمم الفنان إبراهيم صلاح مجسم من الخردة لطائر الفلامنجو الذي هاجر من أوروبا في موسم هجرته واستقر بالبحيرة، وشاركه أطفال القرية في جمع المواد البلاستكية الضارة والمخلفات الملقاة على الشاطئ، لملء المجسم بها مُشكلين منظرا مبهجا يساهم في الاهتمام والحفاظ على البحيرة واستغلال المخلفات بشكل فني يحافظ على البيئة من التلوث.

رسم إبراهيم صلاح الخط الخارجي لطائر الفلامنجو الضخم «مجسم D2» فارغ ليجمع فيه الأطفال المخلفات والمواد البلاستيكية على شاطئ البحيرة، واختار كل طفل نوع معين من المخلفات يجمعها لملء المجسم بها، وهو مجسم مختلف عن المجسمات التي صممها من الخردة في وقت سابق، قائلاً: «عملنا مجسم بسيط عشان خاطر الأطفال يعرفوا يشاركوا فيه بسهولة.. هما اللي ركبوا كل المخلفات بالمجسم»، وكانت المخلفات «علب عصير وزجاجات مياه و أكياس شيبسي».

إبراهيم صلاح وأطفال قرية تونس يشكلون لوحة فنية

شكّل إبراهيم وأطفال قرية تونس لوحة فنية تشع بالبهجة والحيوية امتزجت فيها ألوان الطبيعة من حيث تدرج ألوان السماء ومياه البحيرة والرمال المحيطة والطائر الذي مزج بداخله عدة ألوان من المخلفات وعبوات البلاستيك، وسط فرحة الأطفال الذين يحرصون على المشاركة في مبادرة أنشطة «التوعية بالبيئة والمجتمع» التي تستمر لمدة 3 أشهر، بشكل أسبوعي عقب انتهاء اليوم الدراسي، يقول إبراهيم، «الأطفال شاركوا بشكل متميز واتبسطوا، وكان عندهم حماس يشاركو ويفكروا معنا ويرسموا ويلونوا».

مبادرة للحفاظ على البيئة من التغيرات المناخية

وتأتي هذه الأنشطة ضمن مبادرة الإقامة الفنية لمؤسسة ساويرس للتنمية والحفاظ على المجتمع، انطلاقًا من دور الفن في المجتمع، والمكونة من 4 فنانين في مجال الرسم والنحت للتوعية بالبيئة بمشاركة الأطفال وتحفيزهم وتغيير طريقة تفكيرهم، والتي أقيمت للمرة الأولى هذا العام، ويقوم كل فنان بعمل أنشطة للحفاظ على البيئة بمشاركة 15 طفلاً، وتعمل المؤسسة على توفير الجو المناسب للفنان خلال 3 أشهر يدم خلالها أنشطة وورش فنية للتوعية بالبيئة والحد من آثار التغيرات المناخية.

ويمارس إبراهيم صلاح الفن التشكيلي، وتصميم مجسمات من الخردة وتكوين أشكال ورموز مهمة، كان من أبرزها تمثال شيخ البلد، والعديد من التماثيل الفرعونية، والمجسمات الأخرى التي وضعت في الميادين وأمام كبرى المولات التجارية، وتعتمد كليا على الخردة.