ويجز.. الراب بيتكلم عربي (بروفايل)

كتب: نورهان نصرالله

ويجز.. الراب بيتكلم عربي (بروفايل)

ويجز.. الراب بيتكلم عربي (بروفايل)

بطموحاتٍ تصل إلى عنان السماء، وأحلامٍ تناطح السحاب، وقلبٍ يملؤه الإيمان بحلمه وموهبته وقدراته على الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة، انطلق ذلك الفتي الصغير النحيف، يغني ذلك اللون الجديد على المجتمع، لم يهمه أن ما يتلفظ به يبدو غريبا عمن حوله ولا يفهمه الكثيرون، أقسم لنفسه ان يحول الغريب إلى شائع، والمجهول إلى مستساغ، والراب إلى لغة يفهمها الجميع، وبعد سنواتٍ قليلةٍ من انطلاقه نحو الحلم، وجد نفسه يغني بتلك الطريقة إحدى أغنيات كأس العالم الأولى التي تستضيفها دولة عربية.

«ناس عليا باصة ومش عاجبها المنظر».. صورة بالأبيض والأسود ضعيفة الجودة يعود تاريخها إلى صيف 2017، يعلن خلالها الشاب السكندري عن نفسه: «اسمي ويجز بعمل راب من 4 شهور بس وهنزل أغنية تكسر الدنيا خلال يومين»، مطلقًا التحدي الأكبر بعد أشهر قليلةٍ من انطلاقه في ذلك المجال، مؤكدًا بكل إيمانٍ بقدرته: «هكسر الدنيا».

«في السما بلمع ومش مستني الشكر»، صورةٌ مضيئةٌ بالألوان في شتاء 2022 للشاب ذاته تتصدر لوحة إعلانات مضيئة في ميدان التايمز بمدينة نيويورك الأمريكية، لتعلن وصوله للقمة التي آمن أنه سيصل إليها يوما ما، بعد أن أصبح أحد الوجوه الدعائية لكأس العالم في قطر.

رحلة 5 سنوات تحول فيها أحمد علي إلى ويجز

5 سنوات تحول خلالها أحمد علي لـ«ويجز»، رحلة نجاح ليست طويلة، ولكنها مليئة بتفاصيل جعلت الشاب الذي لم يتجاوز عمره الـ25 عاما واحدا من أبرز الفنانين على الساحة الغنائية في الشرق الأوسط، ولا يعرف أحد السبب الحقيقي حتى الآن هل هي الموهبة الخام التي استطاع ثقلها يوما بعد يوم، أم سحر المدينة الزرقاء الذي تفيض به على أبنائها وتمنحهم سرها للنجاح، أم إيمانه الراسخ بنفسه في الوقت الذي كفر به الجميع، ولكنه أجاب على كل الأسئلة: «الموج عالي بس سباح وهعوم.. من صغري عارف أنا مين وفخور».

قبل الأغاني التي حققت ملايين المشاهدات وتصدرت قوائم الاستماع على المنصات الإلكترونية، وقبل الحفلات الغنائية التي حضرها الآلاف في مدن العالم شرقا وغربا، والحملات الدعائية التي اعتمدت في تسويق منتجتها على اسمه، حين لم يكن شيئا مميزا حدث بعد.. كان «أحمد» المولود في 1998 الابن الأوسط لعائلة تعيش في حي من أحياء الإسكندرية، قبل أن ينفصل والداه ويترك الأب المنزل، وتُلقى مسؤولية أبناء الثلاث على الأم التي تعمل في أحد المستشفيات، وكانت طفولته صعبة، حيث تنقل بين عدد من المدارس خلال مراحل الدراسة المختلفة، ومع بداية المرحلة الثانوية وجد «أحمد» ضلته في الراب، هذا النوع من الموسيقى الذي استطاع من خلاله ترجمة مشاعره إلى كلمات وإيقاع، وواجه فشله في الدراسة بالسعي ومحاولات النجاح في الموسيقى «سلكنا من ناب القرش مسلكناش في العلام».

«هولي هود» و«ميكروسوب» شهدا انطلاقة ويجز 

في 2016، خطا «ويجز» أولى خطواته بعد ما أصبح يحمل الاسم رسميا، عندما انضم إلى فريق غنائي مع عدد من أصدقائه باسم «هولي هود»، ولكنه لم يستمر معهم طويلا حتى التحق مع فريق آخر باسم «ميكروسوب» والتي أسسها فنان يدعى «دينيو»، كلها خطوات ساعدت على ثقل موهبته، ولكن البداية الحقيقة كانت عندما انتقل إلى القاهرة للعمل مع مؤدي المهرجانات سادات العالمي، وتعاون خلال تلك الفترة مع عدد من الفنانين في تلك المنطقة من بينهم «مولتوف»، أحمد الفيشاوي و«الفايف».

سطرت أغنية «دورك جاي» في 2020 مرحلة جديدة في حياة «ويجز» الفنية حيث تجاوزت مشاهداتها الـ 24 مليون مشاهدة خلال شهرين فقط من إصدارها، «احسبلي دول كام عين بقلق من المشاهدات»، وقدم بعدها مجموعة كبيرة من الأغاني التي رسخت أقدامه حتى أصبح ظاهرة موسيقية على الساحة الفنية في مصر والعربية، حيث أصبح الأكثر استماعا في الوطن العربي.

 


مواضيع متعلقة