مخلفات الهدم والبناء.. العلم يحول تلال الركام إلى «طرق خضراء» صديقة للبيئة

كتب: خالد عبدالرسول

مخلفات الهدم والبناء.. العلم يحول تلال الركام إلى «طرق خضراء» صديقة للبيئة

مخلفات الهدم والبناء.. العلم يحول تلال الركام إلى «طرق خضراء» صديقة للبيئة

فى الوقت الذى تشير فيه آخر إحصاءات متوافرة، فى تقرير حالة البيئة لعام 2019، إلى أن نسبة مخلفات الهدم والبناء تبلغ نحو 5.3% من إجمالى المخلفات الصلبة المقدّرة نسبتها الآن بنحو 90 مليون طن، يؤكد الخبراء على الخطورة المتزايدة التى تمثلها هذه المخلفات وإمكانية تلويثها للتربة والمجارى المائية، بما يمثله ذلك من أضرار صحية، وذلك ما لم تتم إعادة تدويرها بشكل علمى والاستفادة بها، وهى الجهود التى يقوم بها منذ سنوات المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء التابع لوزارة الإسكان.

وتشير الدكتورة زينب حسين، الأستاذ بمركز بحوث الإسكان والبناء، ونائب رئيس لجنة إعداد كود الطرق الخضراء، إلى أن مخلفات الهدم والبناء يمكن الاستفادة بها وتوظيفها فى بناء ما يُعرف بـ«الطرق الخضراء» التى تعتمد على مبدأ «إعادة التدوير» لمخلفات الهدم والبناء بجانب المخلفات الصناعية.

أستاذ في «بحوث الإسكان»: استخدامها في البناء والرصف يقلل التكلفة 30%

وتوضح نائب رئيس لجنة إعداد كود الطرق الخضراء أنه يمكن استخدام هذه المخلفات فى رصف الطرق، سواء فى الرصف بالأسفلت أو من خلال إمكانية الرصف بالخرسانة أيضاً، وذلك فى الطرق ذات الكثافات المرورية القليلة والمتوسطة، وهو الأمر الذى من شأنه توفير ميزانية الدولة بنحو 20 إلى 30% من تكلفة الإنشاء والرصف الحالية، حيث إنه بدلاً من استخدام مواد جديدة من المحاجر أو مواد مستوردة، مثل البتومين الذى يُستخدم فى رصف الطرق الأسفلتية، يتم إعادة استخدام المخلفات المحلية.

وتلفت الأستاذ بمركز بحوث الإسكان النظر هنا إلى أن مشروعات توسعة ورفع كفاءة طرق، بالنسبة للطرق التى حدث بها تكسير وتحتاج لصيانة أو توسعة، تُكلف الدولة تكاليف باهظة أكبر حتى من تكلفة الطرق الجديدة، وهنا يمكن استخدام أساليب الطرق الخضراء وإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء أيضاً فى مشاريع توسعة وإعادة تأهيل الطرق.

وتوضح الأستاذ بمركز بحوث الإسكان أنه بالنسبة لمخلفات الهدم فإنه «يتم أخذ خراسانات المبنى المهدوم وتكسيرها بمقاسات معينة واستخدامها فى طبقة الأساس فى الطريق بدلاً من الحجر الجيرى، وذلك بنسب معينة حسب نوع كسر الخرسانة».

وتشير «حسين» إلى أنه بالإضافة للفوائد المادية تأتى الفوائد البيئية، حيث إن عدم التخلص من مخلفات الهدم والبناء بطريقة آمنة «يمكن أن ينتج عنه تلوث ومخاطر بيئية وصحية، تشمل تلوث التربة، وتأثر صحة الإنسان سلباً، وبالتالى فإن إعادة استخدام المخلفات بطريقة آمنة فى الطرق الخضراء يوفر أيضاً تكاليف الصرف على الأمراض والعلاج».

خبير مواد البناء: توجد أكواد رسمية للاستفادة من مخلفات الهدم تنتظر تطبيقها

وفى السياق نفسه، تشير الدكتورة حنان النوحى، الأستاذ بمعهد بحوث المواد وضبط الجودة بمركز بحوث الإسكان والبناء، إلى إمكانية استخدام مخلفات الهدم والبناء والمخلفات الصناعية، ليس فقط فى رصف الطريق ذاته، وإنما فى عمل ما يسمى بـ«الكماليات» الخاصة بهذا الطريق، حيث يمكن استخدام هذه المخلفات فى عمل «بوردرات للأرصفة أو بلاطات إنترلوك»، فضلاً عن الحواجز وحدود الطريق، والمعروفة باسم «نيوجرسى».

وكشفت «النوحى» عن مساعٍ للتعاون بين مركز بحوث الإسكان وعدد من المدن الجديدة، من بينها السادات، لتوقيع برتوكولات تعاون لإعادة استخدام مخلفات الهدم والبناء بها لعمل «إنترلوك وبوردرات». وتشير «النوحى» إلى أنه فى عام 2018 صدر كود رسمى من مركز بحوث الإسكان والبناء يخص مخلفات الهدم والبناء، يتكون من 4 أجزاء، وكل جزء فيه جزءان، جزء يتعلق بإدارة المخلفات، وجزء يتعلق بالناحية الفنية، والكود هنا هو بمثابة قانون، ولا بد لمن يستخدم مخلفات الهدم أو البناء أن يشترى هذا الكود ويتعامل حسب الاشتراطات التى ينص عليها.

وفى هذا السياق، تكشف كذلك عن أنه صدرت مواصفة «الركام» من الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة المنوط بها إصدار المواصفات المصرية القياسية.


مواضيع متعلقة