مكاسب تحققها قمة أفريقيا وأمريكا.. مكافحة الإرهاب ومواجهة أزمات الغذاء وتغير المناخ والأوبئة

مكاسب تحققها قمة أفريقيا وأمريكا.. مكافحة الإرهاب ومواجهة أزمات الغذاء وتغير المناخ والأوبئة
أفاد تقرير معلوماتى للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية بأنه على مدى السنوات الماضية ركزت مشاركة الولايات المتحدة فى أفريقيا على الحد من الفقر، ومعالجة الصراع وانعدام الأمن، وهو ما يتواكب مع التغيرات الدراماتيكية بأنحاء المنطقة، فيما تقدم القمة فرصة للولايات المتحدة لإعادة ضبط نهجها مع تلك الديناميكيات سريعة التغير.
وأوضح التقرير أنه هناك أسباب تجعل أفريقيا مهمة لواشنطن، فضلاً عن الفرص الاستراتيجية لها فى التجارة والاستثمار بأفريقيا، إضافة إلى الأمن الغذائى، والصحة العالمية، والتحول الرقمى، والبنية التحتية.
الأمن الغذائي
تأتى القمة فى ظل تداعيات الحرب الأوكرانية، وعرقلة سلسلة التوريد بسبب جائحة كوفيد- 19 واعتماد دول القارة الأفريقية على السلع الغذائية الأساسية من الخارج، والتفاوت فى أسعار الغذاء ومستويات انعدام الأمن الغذائى الأكثر حدة، لا سيما فى المناطق المتضررة من الصراعات المسلحة مثل منطقة الساحل والقرن الأفريقى، وهناك المزيد من الفرص لمشاركة الولايات المتحدة فى الأمن الغذائى لأفريقيا من خلال تعزيز الاستثمارات فى البحوث الزراعية والإرشاد والتنمية للحد من تعرُّض أفريقيا للصدمات العالمية.
التقنيات الناشئة
يمكن تعزيز العلاقات الأمريكية - الأفريقية فى مجال التقنيات الناشئة من خلال تركيز استراتيجية إدارة «بايدن» على الدور المهم للتكنولوجيا، والاقتصاد الرقمى للبلدان الأفريقية بتطوير وتنفيذ التحول الرقمى، والحكومة الرقمية والاستثمارات الواسعة للقطاع الخاص.
تعزيز التجارة والاستثمار
الانتعاش الأخير فى الدبلوماسية الأمريكية تجاه أفريقيا، وإطلاق استراتيجية أمريكية جديدة تجاه القارة الأفريقية وعقد القمة الثانية لقادة أفريقيا، تطورات إيجابية فى العلاقات الأمريكية الأفريقية، فى ظل الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة المتوفرة فى دول القارة، وذلك من خلال تجديد وتوسيع تفضيلات قانون «أجوا» بطريقة تدعم التكامل الاقتصادى الإقليمى الأفريقى بجانب منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية عن طريق تزويد البلدان الأفريقية بإمكانية الوصول إلى الأسواق الأمريكية من خلال أحكام معفاة من الرسوم الجمركية.
المساعدات الصحية
سلطت ضراوة الأوبئة الأخيرة الضوء على مرونة النظم الصحية فى البلدان حول العالم فى مواجهة الأوبئة، لا سيما فى الدول الأفريقية التى تتحمل التكلفة المزدوجة لأعباء الأمراض المرتفعة تاريخياً والاستثمار القليل نسبياً فى البنية التحتية الصحية، وتوجد فرصة للولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز المشاركة مع القطاع الصحى فى أفريقيا بما يتجاوز زيادة المساعدات الصحية والتمويل.
أهمية استراتيجية
تصاعدت أهمية القارة الأفريقية على الساحة الدولية، وهو ما ظهر جلياً فى تداعيات الحرب الأوكرانية، وأيضاً التنافس الدولى على استقطاب دول القارة الأفريقية، ومع تغير ملامح النظام الدولى وظهور تحديات وأزمات عالمية؛ والاهتمام الدولى المتزايد بثقل وأهمية الدول الأفريقية فى التشابك مع هذه القضايا والتحديات العالمية؛ تتمتع الدول الأفريقية بفرصة لموازنة علاقاتها بين الأقطاب الدولية لما تمتلكه من موارد وثروات اقتصادية، وأهميتها الجغرافية الاستراتيجية، وكتلتها التصويتية فى الأمم المتحدة.
مكافحة الإرهاب
فى إطار تحول السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مكافحة الإرهاب فى أفريقيا بشكل عام وبشكل خاص فى الصومال، تراجع الدور الأمريكى فى عهد الرئيس الأمريكى السابق «دونالد ترامب»، فيما يشهد الدور الأمريكى اهتماماً متزايداً فى عهد الرئيس الأمريكى «جو بايدن» بإقليم القرن الأفريقى بوجه عام والصومال بشكل خاص، وفيما يتعلق بالاهتمام الأمريكى بالصومال، فقد أصدر «بايدن» قراراً فى منتصف شهر مايو 2022 بشأن إعادة مئات القوات الأمريكية إلى الصومال، ونشر أقل من 500 عسكرى أمريكى لمساعدة القوات الصومالية فى تحجيم حركة الشباب.
القمم المتنافسة
فى إطار انتهاج سياسة القمم المتنافسة ومع التمهيد لعقد القمة الروسية - الأفريقية الثانية فى أكتوبر 2023 بغرض تعزيز اتفاقيات التجارة والدفاع بين روسيا والدول الأفريقية وتحقيق السلام والاستقرار فى دول الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون وتشاد، خططت الولايات المتحدة الأمريكية لعقد هذه القمة من خلال أجندة واسعة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وترسيخ الديمقراطية، وتحقيق السلام والأمن، ومعالجة القضايا العالمية وتهديدات الصحة والمناخ والغذاء.
محادثات «أفريكوم» مع تونس
تتفاقم المخاطر الأمنية فى أفريقيا بسبب تأثير تغير المناخ، وحالات الطوارئ الصحية وتراجع الأمن الغذائى، ويوفر هذا الوضع أرضاً خصبة لانتشار الجماعات الإرهابية. وفى هذا السياق أجرت القيادة الأمريكية فى أفريقيا (أفريكوم) محادثات مع تونس لتعزيز العلاقات وفرص التدريب بين البلدين ومواجهة تحركات روسيا فى المنطقة، مع اختتام مناورات «الأسد الأفريقى» فى المغرب وغانا والسنغال وتونس، كما تُعتبر ليبيا جسراً لوجيستياً مهماً إلى أفريقيا جنوب الصحراء.
الجنوب العالمى
بعد قمة مدريد لحلف الناتو فى يونيو 2022 أدرك الحلف مخاطر وتهديدات النفوذ الروسى المتنامى لروسيا فى أفريقيا، والتحديات الأمنية فى الجنوب العالمى على أجندته الأمنية، وتحديداً منطقة الساحل الأفريقى، والدخول الروسى لهذه المنطقة فتح جبهتين لحلف الناتو من ناحيتى الشرق والجنوب. ولذا يوجد الحلف فى شمال أفريقيا، وتحديداً دولة موريتانيا، كنقطة تمركز لعملياته.
قاعدة عسكرية في النيجر
من المرشح أن تكون دولة النيجر أيضاً فى مقدمة الاهتمامات لإطلاق قاعدة عسكرية أمريكية لطائرات بدون طيار. ولأول مرة اتفق حلف الناتو على تقديم حزمة بناء القدرات الدفاعية لموريتانيا، كما تم الاتفاق على تقديم دعم إضافى لبناء القدرات لدولة تونس، فى إطار المفهوم الاستراتيجى الجديد والمصلحة الاستراتيجية فى هذه المنطقة بالنظر إلى المخاطر الأمنية التى يشكلها الإرهاب والهجرة غير النظامية فى منطقة الساحل والصحراء.