«الإفتاء» تدافع عن «بردة البوصيري» وترد على المشككين: ليس فيها أمورا شركية

«الإفتاء» تدافع عن «بردة البوصيري» وترد على المشككين: ليس فيها أمورا شركية
- الإمام البوصيري
- البردة
- قصيدة البردة
- دار الإفتاء
- بردة البوصيري
- الإمام البوصيري
- البردة
- قصيدة البردة
- دار الإفتاء
- بردة البوصيري
أجابت دار الإفتاء، عن سؤال يخص قصيدة «البردة»، جاء نصه: «بعض الناس يقوم بالإنكار على قول صاحب البردة: وكيف تدعو إلى الدنيا ضَرُورَةُ مَن .. لولاه لم تُخْرَج الدنيا من العَدَم، وقد وصلت المبالغة إلى التعريض بكفر قائله ومن يُردده؛ فما البيان الشرعي في ذلك؟ وكيف نرد على هؤلاء؟»
دفاع الإفتاء عن بردة الإمام البوصيري
ذكرت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، عبر موقعها الرسمي: «انتشر في الآونة الأخيرة القول بأن قصيدة البردة للإمام البوصيري، فيها أمور شركية تخل بالعقيدة، وهذا في حد ذاته خللٌ في العقيدة؛ لأن فيه سلوكًا لمنهج الخوارج، الذي يقوم على أساس حمل الآيات التي نزلت في المشركين على المسلمين».
وأضافت الإفتاء في إجابتها: «قد وضَّح ابن عمر رضي الله عنهما، أن هذا هو مدخل ضلالتهم فقال: (إِنَّهُم انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ) علقه البخاري في صحيحه، ووصله ابن جرير الطبري في (تهذيب الآثار) بسند صحيح، كما أن فيه خللًا في المنهج وفقدانًا للمعايير الإسلامية الصحيحة؛ حيث خلط أصحابه بين دائرة الشرك ودائرة الوسيلة، فحبُّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومدحُه والتوسلُ به مِن الوسائل الشرعية، التي تَعَبَّدَ اللهُ تعالى بها عبادَه المسلمين بنص الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة، فنَقْلُها إلى دائرة الشرك دليلٌ على افتقاد المعيار السليم الذي يُفرَقُ به بين الإيمان والكفر، وقد أنكر الله تعالى على أصحاب هذا المسلك الفاسد بقوله سبحانه: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾»
أقوال الإمام البوصيري حرام أم حلال؟
أوضحت دار الإفتاء: «أن من الأبيات التي يدعي فيها هؤلاء الجهلة أنها مخالفة للشريعة، أو أنها شرك قول الإمام البوصيري: وكيف تدعو إلى الدنيا ضَرُورَةُ مَن .. لولاه لم تُخْرَج الدنيا من العَدَم، وهذا المعنى قد ورد فيه جملة أحاديث، منها: ما رواه الحاكم في (المستدرك) والبيهقي في (دلائل النبوة) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي، فَقَالَ اللهُ: يَا آدَمُ، وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا وَلَمْ أَخْلُقْهُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، فَقَالَ اللهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لَأُحِبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ ادْعُنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ».
واستشهدت الإفتاء بقول الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، وحسنه الإمام التقي السبكي في (شفاء السقام)»، كما روى الدَّيْلَمي في (الفردوس بمأثور الخطاب) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَتانِي جبريلُ فقال: قال الله: يا مُحَمَّدُ، لَولَاكَ مَا خَلَقْتُ الجَنَّةَ، وَلَولَاكَ مَا خَلَقْتُ النَّارَ».
وتابعت: «نصَّ على صحة هذه المقولة كثير من العلماء؛ كالعلامة مُلا علي القاري، والعَجْلُوني وغيرهما من الأئمة، وممَّن ذكر أنها مقبولة إذا فُسِّرَتْ بهذه المعاني الصحيحة في الكتاب والسنة الشيخُ ابن تيمية الحنبلي رحمه الله؛ حيث يقول في (مجموع الفتاوى)».
واستكلمت: «قد ظهر فضلُ نبيِّنا صلى الله عليه وآله وسلم على الملائكة ليلةَ المعراج، لَمَّا صار بمستوى يسمع فيه صريف الأقلام، وعلا على مقامات الملائكة.. ومحمد سيد ولد آدم، وأفضل الخلق وأكرمهم عليه؛ ومن هنا قال مَن قال: إن الله خلق من أجله العالَم أو: إنه لولا هو لَمَا خَلق الله عرشًا ولا كرسيًّا ولا سماءً ولا أرضًا ولا شمسًا ولا قمرًا».