أبطال يصنعون التاريخ.. بونو وحكيمي وزياش يضعون المغرب وسط الكبار

أبطال يصنعون التاريخ.. بونو وحكيمي وزياش يضعون المغرب وسط الكبار

أبطال يصنعون التاريخ.. بونو وحكيمي وزياش يضعون المغرب وسط الكبار

شهران و20 يوما فقط، كانت كافية لإعداد منتخب يعانق المجد ويكتب تاريخاً لن يُنسى من ذاكرة كرة القدم فى القارة الأفريقية والعالم، وليد الركراكى غيّر بوصلة وخريطة الساحرة المستديرة، استعان به الاتحاد المغربى يوم 31 من شهر أغسطس بعدما أعلن عن توليه القيادة الفنية خلفاً للبوسنى وحيد خليلوزيتش، ليقود الأسود إلى التاريخ وسط الكبار.

لم يكن اختيار «الركراكى» لقيادة منتخب المغرب، فى أهم حدث رياضى وهو كأس العالم 2022، من قبيل الصدفة، فقد كان اختيار ابن «كازبلانكا» مشروعاً وطنياً للاتحاد المغربى، بدأ تجهيزه للمهمة منذ سنوات، وكانت بداية النجاح بتحقيقه لقب دورى أبطال أفريقيا مع فريق الوداد على حساب الأهلى.

صانع السعادة «الركراكى» مدرب وطنى يمشى ملكاً

 

«الركراكى» تم اختياره من قبَل فوزى لقجع، رئيس الاتحاد المغربى لكرة القدم، لقيادة «أسود الأطلس» فى كأس العالم، خلفاً للبوسنى وحيد خليلوزيتش، أول شىء فعله بعد توليه المسئولية الفنية هى المعاملة الرائعة لنجوم المنتخب المغربى فى محاولة لإنهاء الصراعات التى كانت موجودة فى السنوات الماضية. لم يستغرق «الركراكى»، صاحب الـ47 عاماً، وقتاً كثيراً للبدء فى مهمته، وتعامل مع نجوم المنتخب المغربى وكأنه لاعب منهم وليس مدرباً.

الأسد الطائر«بونو» الحارس الإنسان يظهر فى اللقطة الأخيرة

«15 مليون يورو» القيمة السوقية

«رجل المباراة وكل مباراة، بونو بونو»، عملاق حراسة المرمى المغربى ياسين بونو نجح فى الذود عن مرماه طوال منافسات البطولة حتى تمكن من المساهمة فى قيادة المغرب لنصف نهائى كأس العالم 2022 لأول مرة فى تاريخ العرب وأفريقيا.

ياسين بونو، الذى يدين له منتخب المغرب بالفضل فى الفوز فى الدور ربع النهائى على كريستيانو رونالدو ورفاقه فى موقعة استاد الثمامة، بدأ سطوته على مرمى «أسود الأطلس» بعد حجز مكانه أساسياً على حساب منير المحمدى وأحمد رضا التكناوتى، لا سيما أن مدربه السابق فى المنتخب، البوسنى وحيد خليلوزيتش، فضله على زميليه فى حراسة المرمى، نظراً لبراعته التى أثبتها على حساب اللاعبين الآخرين، وأكد «بونو» ثقة مدربه حتى أصبح الحارس الأساسى للمغرب فى كل المنافسات.

«بونو» أنقذ مرماه فى صدام «برازيل أوروبا»، فتصدى لـ3 فرص محققة للبرتغال، كما أبعد كرة بقبضة يده، ونجح فى الإمساك بكرة من عرضية للبرتغال، كما أن الحارس العملاق لمس الكرة 39 مرة خلال الـ90 دقيقة، ومرر 30 تمريرة، الصحيح منها 21، بنسبة دقة بلغت 70%، كما لعب 20 تمريرة طولية، منها 11 كرة صحيحة.

ياسين بونو لم يسرق الأضواء داخل الملعب فحسب، بل امتد الأمر لما بعد المباراة أمام البرتغال، بعدما قام بخطف الأنظار بلفتة طيبة تجاه زميله يوسف النصيرى، الذى سجل هدف الفوز فى الفريق البرتغالى، لا سيما أنه أهداه جائزة رجل المباراة نظير تسجيل هذا الهدف التاريخى.

أخيراً، عبر الحارس المخضرم عن فخره لما وصل إليه وبصناعة التاريخ رفقة هذا الجيل، قائلاً: «سعيد بما تحقق من إنجاز وأهديه إلى الشعب المغربى وعائلتى ومدربى وليد الركراكى الذى منحنى فرصة المشاركة، نمتلك العقلية التى تساعدنا على المنافسة والقتال حتى النهاية، وصلنا لنصف النهائى وكل الأمور متاحة أمامنا».

الهداف «النصيرى».. رونالدو من المعجبين

"12 مليون يورو" القيمة السوقية

على ارتفاع 2.78 متر، قفز يوسف النصيرى ليلتقط أحلام العرب ويصل بها لعنان السماء مستقراً بها فى شباك دييجو كوستا، واضعاً نقطة البداية لمراسم تشييع البرتغال إلى محطتها الأخيرة بالمونديال، تحت أنظار ملك الارتقاءات كريستيانو رونالدو.

«كريستيانو رونالدو أصبح من المعجبين».. هكذا تغنت جماهير المغرب بـ«دون» الأسود الجديد، صاحب الـ24 عاماً، الذى سجل هدف المغرب الأول على طريقة أفضل لاعب فى العالم 5 مرات وفى وجوده، الأمر لم يكن جديداً على مهاجم إشبيلية، الذى توقع له البعض أن يسير على خطى النجوم أمثال ليونيل ميسى وإيدسون كافانى.

«لا تترك شيئاً ولا أحداً يحبط عزيمتك.. العمل الجاد والاستمرار».. كلمات كتبها يوسف النصيرى منذ أشهر قليلة، وكأنه يرددها ويضعها صوب عينيه من أجل السير عليها وتنفيذها، ما ظهر فى إصراره الشديد فى التسجيل وعدم التخلى عن الحلم العربى الذى انتظرناه لسنوات، إلى جانب مسيرته التى ازدحمت بالعديد من المحطات الصعبة، بداية من الفقر والتنمر، نهاية إلى المجد ومقارعة النجوم فى المونديال.

يوسف النصيرى، خريج أكاديمية محمد السادس، المتخصصة فى اكتشاف المواهب بالمغرب، ومنذ ذلك الحين بات هدفاً لجميع أندية أوروبا، لينتقل إلى مالقا فى الدورى الإسبانى عام 2015، لمدة عامين، واستمر فى التوهج لينتقل إلى نادى ليجانيس، مسجلاً 13 هدفاً خلال موسمين.

بـ3 رئات «أمرابط».. حب الوطن فى القلب

«10 ملايين يورو» القيمة السوقية

«أسد بـ3 رئات».. هكذا يوصف اللاعب المغربى ونجم فريق فيورنتينا الإيطالى، سفيان أمرابط، الذى اختار علم بلاده عن اللعب لمنتخب هولندا، قاوم مغريات المال، واختار حب الوطن، كان قاب قوسين أو أدنى من تمثيل هولندا فى فترة سابقة، ففى 2017 تلقى اتصالاً هاتفياً من أدفوكات، مدرب المنتخب الهولندى الأول سابقاً من أجل إقناعه بتمثيل المنتخب الأول للطواحين، لكنه طلب مهلة للتفكير، وفى الوقت ذاته تلقى اللاعب اتصالاً من فوزى لقجع، رئيس الاتحاد المغربى لكرة القدم، الذى طلب الاجتماع به وبأسرته فى المغرب.

اللاعب ذهب رفقة أسرته لمدة 3 أيام فى المغرب، وهناك اجتمع بـ«لقجع» وغيّر فكرته تماماً عن الكرة المغربية، وطلب منه اللعب للأسود، ومع مشاهدة مباراة للمنتخب المغربى فى تصفيات المونديال، ومع حضور أعداد الجماهير المغربية فى ملعب اللقاء، خلقوا أجواء رائعة خرج ليقول: «لم أكن لأتخيل أن ألعب لمنتخب آخر بخلاف المغرب»، ومعها قراره النهائى بتمثيل المغرب.

المثير فى الأمر أن البعض كان يعتقد أن «أمرابط» كان شرطياً سابقاً، عندما انتشرت له مقاطع فيديو أثناء وجوده فى هولندا وهو يرتدى زى شرطة، إلا أن الفيديوهات المنتشرة وثّقت فقط حملة إنسانية قادها ناديه السابق أوتريخت فى أيامه الأولى، وفى الحملة لعب دور البطولة، دور شرطى.

الإخوة الأعداء ..«حكيمى ومبابى» وجهاً لوجه

"65 مليون يورو" القيمة السوقية

«يا بخت من زار وخفف»، يبدو أن هذا المثل الشعبى المصرى الشهير سيصبح شعار الـ48 ساعة المقبلة عند الجانبين الفرنسى والمغربى، وتحديداً بين الصديقين المقربين كيليان مبابى وأشرف حكيمى، اللذين يستعدان لمواجهة تاريخية بين منتخبى بلديهما فى نصف نهائى كأس العالم «قطر 2022».

الأخير الذى قام بزيارة مفاجئة لمقر إقامة منتخب المغرب، والتى كانت حديث صحف العالم، وذلك بعد إقصاء الماتادور الإسبانى من ثمن نهائى المونديال، لينشر صورته رفقة «حكيمى» مكتفياً بالتعليق بعلم المغرب وصورة «تاج»، لن يستطيع تكرارهما مجدداً، خاصة أن التاج الذى أهداه لصديقه المقرب أصبح الآن حلمه الأول لارتدائه على منصة تتويج المونديال.

مباراة تاريخية جديدة قدمها رفقاء «حكيمى»، بعد إقصاء المنتخب البرتغالى من ربع النهائى بالفوز عليه بهدف نظيف، ليتحول الحلم إلى واقع، بعدما ضربت المغرب موعداً نارياً مع فرنسا فى نصف النهائى، ويجد الصديقان المقربان نفسيهما وجهاً لوجه، كل منهما يحمل آمال الملايين بالوصول للمباراة النهائية.

«أراك قريباً يا صديقى»، جملة قصيرة اكتفى بها أشرف حكيمى، ليوجه رسالته الأخيرة لرفيق الدرب، داخل الملعب وخارجه، قبل المواجهة المرتقبة بينهما المقرر لها بعد غد الأربعاء، ليرد «مبابى» بـ«القلوب»، عبر حسابهما على «إنستجرام».

الحريف «أوناحى» من «رديف» فرنسا إلى المجد

"3.5 مليون يورو" القيمة السوقية

رسم طريقاً لنفسه رغم صغر سنه، وتألق رفقة أسود الأطلس، تغلب على بعض الظروف الصعبة، وصنع لنفسه مجداً خاصاً ليُردد الجميع اسم عز الدين أوناحى، ذاك الموهبة الشابة فى المونديال رفقة المغرب.

«أوناحى»، المولود فى 19 أبريل 2000، أصبح الآن له درع وسيف داخل المنتخب المغربى بعدما كتب له التاريخ رفقة الأسود فى النسخة الـ22 من كأس العالم، ليحفر اسمه فى بوابة النجومية بعالم الكرة المغربية. انطلاقة «أوناحى» فى عالم كرة القدم بدأت فى أكاديمية الرجاء البيضاوى، التى فتحت له باب الاحتراف الأوروبى عندما انضم فى 2018 لستراسبورج الفرنسى، وبعدها بعامين انضم إلى فريق أفرونش الفرنسى، الذى لعب معه موسماً أول مع الفريق الرديف وثانياً مع الفريق الأول، ليظهر بمستويات رائعة دفعت إدارة إنجى الفرنسى للتعاقد معه، وبعدها ظهر معهم فى 47 مباراة وأحرز هدفين.

البوسنى وحيد خليلوزيتش، مدرب منتخب المغرب السابق، هو مكتشف عز الدين أوناحى، ومن لحظة ظهوره مع الأسود خلال نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، قرر أن يكون عضواً دائماً بالفريق.

السلطان «بانون» من رحلة مرض خطير إلى سد منيع أمام «رونالدو»

" 1 مليون يورو" القيمة السوقية

لا يكاد أحد يؤمن بقدرته على تضميد جراح «قلب دفاع» الأهلى، الذى كان ينزف لسنوات، بعد رحيل عمالقة هذا المركز، ملامح جسدية هزيلة، فخلف تعبيرات هادئة وصوت خافت، كان يخبئ بدر بانون قوة ومهارة وذكاء «الأسود» الذى افتقدته الملاعب المصرية لعقود.

بدر بانون جاء من المغرب لإجراء عملية جراحية ناجحة فى قلب دفاع الأهلى، وفى نهاية المطاف انتقلت العدوى له ورحل عن القلعة الحمراء، بسبب مضاعفات بأزمة فى قلبه، أنهت مسيرته مع الفريق الأحمر، لكنها كتبت بداية تاريخ جديد لأسد الأطلس، الذى لامس المجد رفقة المغرب، بوصوله إلى نصف نهائى كأس العالم للمرة الأولى فى تاريخ المنتخب.

الحلم الجميل مع الأهلى لم يكتمل، بعد إصابته بفيروس كورونا مرة تلو الأخرى، ليتأثر قلبه بشكل كبير، ويبتعد عن الملاعب فترة طويلة، ورغم الدعم الكامل الذى حصل عليه من قبَل المارد الأحمر، فإنه لم يتحمل ضغوطات الجماهير.

لم يستسلم «بانون» رغم معاندة القدر له، وقرر مواصلة المحاولات من أجل المشاركة مع قطر القطرى، وبالفعل شارك فى 6 مباريات رفقة الفريق القطرى، ولم يسجل سوى هدف وحيد، ورغم ضياع جميع آمال حصوله على فرصة للمشاركة فى كأس العالم، بعد ابتعاده عن المشهد بشكل شبه كامل خلال التصفيات المؤهلة إلى المونديال، تحت قيادة وحيد خليلوزيتش، فإن وليد الركراكى قرر استدعاءه فى القائمة النهائية المشاركة بكأس العالم «قطر 2022»، رغم قلة مشاركاته وظهوره فى الفترة الماضية، ومنذ ذلك الحين كتب تاريخاً جديداً فى سجله الدولى بالوصول إلى نصف النهائى، بعدما كان خارج المشهد بالكامل.

 الساحر «زياش».. الأب هولندى والأم مغربية الحياة متاعب

17 مليون يورو القيمة السوقية

«وراء كل لاعب عظيم قصة ملهمة»، هكذا كانت القصص الشهيرة لنجوم الساحرة المستديرة خلال رحلة صعودهم إلى قمة المجد، إلا أن قصة قيادة أمة بأكملها لإنجاز غير مسبوق، يجب أن تكون أكثر إلهاماً، وأكثر معاناة.

لم يكن حكيم زياش، الذى وُلد عام 1993 بمدينة درونتن الهولندية، يعلم أنه سيكون بطلاً فى يوم من الأيام لواحدة من تلك القصص، بعد رحلة كفاح ذاق خلالها كل أنواع المعاناة، والتى بدأت مبكراً، وتحديداً بعد وفاة والده.

فاجعة مؤلمة لم تمر مرور الكرام لدى اللاعب الذى لم يكن بلغ حينها عامه العاشر، ليجد نفسه عائلاً لوالدته وأشقائه السبعة، ليضطر لترك الدراسة والتفرغ لكرة القدم من أجل توفير أقل نفقات المعيشة لأسرته. «كان على أعتاب الإدمان»، هكذا أنقذت كرة القدم مسيرة زياش الذى وُلد لأب هولندى وأم مغربية، والذى بدأ مشواره بارتداء قميص فريق مدينته ريال درونتن، ومنه إلى نادى هيرنفين، ثم تفينتى، ليجد نفسه واحداً من نجوم الصف الأول بانتقاله إلى تشيلسى الإنجليزى.


مواضيع متعلقة