3 لاءات لـ«السيسي» تحدد ملامح سياسة مصر الخارجية

3 لاءات لـ«السيسي» تحدد ملامح سياسة مصر الخارجية
- 3 لاءات تحدد ملامح سياسة مصر
- لا لتهديد الدول العربية
- لا لإراقة الدماء
- لا للتدخل فى شئون الدول
- 3 لاءات تحدد ملامح سياسة مصر
- لا لتهديد الدول العربية
- لا لإراقة الدماء
- لا للتدخل فى شئون الدول
يكمن نجاح الدبلوماسية المصرية خلال الفترة الأخيرة فى «لاءات ثلاث» تمثل عناوين عريضة لتحركات السياسة الخارجية والدبلوماسية المصرية، وهى رفض التدخّل فى شئون الدول العربية، ورفض محاولات التقسيم والتفتيت لبعض دول المنطقة، ورفض استمرار نزيف الدماء، خصوصاً فى الجوار العربى. هذه هى الملامح التى هندست التحركات الخارجية المصرية، وبفضل تلك اللاءات اكتسبت القاهرة مكانة متميزة لدى الدول العربية أو الأفريقية، فى وقت كانت فيه هناك قوى إقليمية تنظر إلى المنطقة كفريسة ضعيفة يتدافع الأكلة إليها
لا لتهديد الدول الوطنية العربية
هناك مجموعة من المبادئ فى العلاقات الدولية، على رأسها مبدأ عدم التدخّل فى شئون الدول الأخرى وحسن الجوار، والدولة المصرية طبقت المبدأين، فى إطار سياسة من الرشادة والعقلنة فى التعاطى مع أزمات الإقليم.
ونستطيع القول إنه من اللحظة الأولى لبداية فترة الرئاسة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى تم وضع استراتيجية طويلة المدى لتفاعلات السياسة الخارجية المصرية وابتكار مجموعة من الدوائر الجديدة، وكان المبدأ الرئيسى فيها الحفاظ على الدولة الوطنية العربية، ورفض التهديدات التى تطالها وعدم السماح بتدخل أى نوع من التدخّلات أو التقاطعات فى الدولة الوطنية، بهدف الحفاظ على مقومات هذه الدولة، ومؤسساتها وحق شعوبها فى تقرير مصيرها، وأيضاً الحفاظ على الجيوش الوطنية.
ومن ثم فإن الدولة المصرية تعاطت مع كل هذه الإشكاليات بصورة منضبطة، وبمبدأ أنها لا تتدخّل، ولكن هى تحمى حقوق هذه الدول فى البقاء وتحمى حقوق هذه الشعوب فى البقاء. الدولة المصرية فى مختلف الأزمات لها موقف واضح فى توضيح صورة ومسار الأحداث بداية من عام 2011، ومن ثم فإن مصر عملت على زاوية مهمة جداً، وهى إعادة ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية، وبدأت هذه الصورة تتضح للدول العربية، ومن ثم تم ابتكار دوائر جديدة للتفاعل فى العلاقات الخارجية، ومنها دائرة المشرق الجديد، والدائرة الخليجية، إذ تهدف الدولة المصرية من خلالها إلى ربط مجموعة من المصالح العربية معاً بصورة تسمح بدمج الدولة الوطنية.
أحمد قمحة - رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية
لا لإراقة الدماء
مصر كانت دائماً تتحرك لوقف إراقة الدماء فى أى منطقة ساخنة، خصوصاً فى الشرق الأوسط، فعلى المستوى الأفريقى مصر صاحبة مبادرة إسكات البنادق، التى كانت تدعو لوقف إراقة الدماء، سواء بين الفرقاء داخل الدولة الأفريقية الواحدة أو على مستوى العلاقات بين الدول الأفريقية.
كما أن مصر دائماً كانت تطرح الحلول السياسية والحلول السلمية بعيداً عن لغة البندقية والرصاص، كما أن القاهرة دائماً ما كانت تقول إن طاولة المفاوضات كفيلة بحل أى خلاف بين دولتين، مهما كان هذا الخلاف عميقاً. وقد تجلت هذه الرؤية المصرية للحل فى ليبيا، وحتى لحل القضية السورية. وعلى سبيل المثال، مصر فى القضية السورية لم تنحز لأى طرف عسكرياً، لكنها كانت دائماً تشجّع الطرفين فى سوريا للجلوس على طاولة المفاوضات.
أيضاً مصر عندما كانت فى مجلس الأمن عامى 2016 و2017 لعبت دوراً كبيراً للغاية، ليس فقط فى مبادرات السلام، لكن مصر كانت الدولة الأولى فى آخر عشرين سنة تقدم رؤية متكاملة لما يسمى بناء قدرات السلام، بمعنى أن مصر وضعت خطة مع الأمم المتحدة لما يمكن وصفه بقرون استشعار للحروب التى يمكن أن تندلع ووقفها أو منعها قبل أن تندلع، كان التصور استباقياً، ليس فقط فى دعم السلام أو جهود السلام، لكن أيضاً لبناء قدرات الدول نفسها والجماعات والتنظيمات والأحزاب فى مختلف دول العالم عبر التعاون مع الأمم المتحدة.
كما أن مصر تحرص دائما على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أى مظاهر لأسلحة الدمار الشامل.
د. أيمن سمير - الخبير فى العلاقات الدولية
3 لا للتدخل فى شئون الدول
التدخل فى شئون الدول الأخرى أحد المبادئ الحاكمة للعلاقات الدولية، وأحد مبادئ القانون الدولى، إذ إن على كل دولة أن تحترم سيادة باقى الدول، وألا تسمح بالتدخل فى شئونها بأى شكل من الأشكال، ومصر من الدول المؤسسة للقانون الدولى ولمبادئ العلاقات الدولية وللأمم المتحدة، وبالتالى هى من أكثر الدول التزاماً بهذا المبدأ، وتتخذ منه مرجعية لسياستها الخارجية مع كل الدول، وبالتالى طالما أنها تحترم سيادة الدول ولا تتدخّل فى شئونها فهى فى الوقت ذاته ترفض أن تتدخّل أى دولة أخرى فى الشأن الداخلى المصرى طالما أن مصر تلتزم وتحترم هذا المبدأ مع الآخرين، وهذا أمر معروف عن سياسة مصر الخارجية منذ استقبالها، وهذا مبدأ حاكم وأساسى ورئيسى فى السياسة الخارجية المصرية فى كل العصور رغم تبدّل الحكومات وتغيّر الأنظمة السياسية. وخلال الفترة الماضية أكدت القاهرة رفضها جميع أشكال التدخل العسكرى فى دول الجوار العربى، سواء فى العراق أو سوريا أو ليبيا، كما رفضت دعم بعض الدول للميليشيات التى تعبث بالمنطقة. وإذا كانت مصر ترفض التدخّل فى شئون الدول العربية، فإنها رفضت تماماً كل محاولات التدخل فى شئونها، فنحن نرفض أى محاولات من قِبل بعض الدول التدخل فى الشأن المصرى بطريقة أو بأخرى كما حاولت بعض الدول دعم جماعة الإخوان الإرهابية بما يتعارض مع المصالح الوطنية المصرية، أو محاولة بعض الدول التدخّل عبر انتقادات حقوق الإنسان أو الحريات.
د. بشير عبدالفتاح - الكاتب والباحث بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية