7سنوات دبلوماسية..مصر علاقات متوازنة بالقوي الدولية لخدمة العرب وأفريقيا

كتب: محمد حسن عامر

7سنوات دبلوماسية..مصر علاقات متوازنة بالقوي الدولية لخدمة العرب وأفريقيا

7سنوات دبلوماسية..مصر علاقات متوازنة بالقوي الدولية لخدمة العرب وأفريقيا

شهدت الدبلوماسية والسياسة الخارجية المصرية خلال سبع سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى مرحلة جديدة أعادت مصر فيها بناء قدراتها السياسية كقوة إقليمية تستطيع أن تكون رقماً مهماً بين القوى الدولية الكبرى، معتمدة بالأساس على معايير أخلاقية ترتكز على احترام سيادة الدول الأخرى وعدم التدخل فى شئونها، وتعزيز العمل المشترك والتعاون الثنائى والنفع المتبادل.

ولعل واحدة من أهم محطات الدبلوماسية المصرية كانت حصول «القاهرة» على عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن الدولى لعامين، وكانا عامين حافلين بالإنجازات، وعبّرا عن قناعات مصر ومواقف القيادة السياسية المصرية، خصوصاً تجاه القضايا العربية والأفريقية، كنهج دبلوماسى لحفظ السلم والأمن.

«القاهرة» أقنعت دول العالم برؤيتها فى مكافحة الإرهاب وحقنت دماء الشعب السورى.. ورسمت الخط الأحمر فى ليبيا

حرصت مصر على إقامة علاقات متوازنة بين القوى الدولية، فكان ملاحظاً حجم العلاقات بين مصر وروسيا على سبيل المثال، وكان ذلك ظاهراً حتى فى كل لقاء للرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وكذلك الأمر بالنسبة للعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والعلاقة مع الصين التى كانت مثالاً للعلاقات بين الصين ودولة عربية وأفريقية.

تبنت القضية الفلسطينية منذ بداية حكم «السيسى» وأوقفت العدوان الإسرائيلى على غزة.. 

وبدأت عضوية مصر بمجلس الأمن الدولى فى يناير 2016، حيث أكدت منذ اليوم الأول أن يكون لمختلف مؤسسات الأمم المتحدة دور فاعل فى حل النزاعات الدولية بكل الطرق، ومن ذلك الأفراد والقوات، وفى هذه الفترة ارتقى ترتيب مصر من حيث حجم المشاركة بقوات من المركز الـ16 إلى الـ7 عالمياً، وذلك خلال الفترة من سبتمبر 2015 إلى أكتوبر 2017.

وكان الأهم فى عامى عضوية مصر بمجلس الأمن الدولى رؤيتها الواضحة فى محاربة الإرهاب، حيث سعت القاهرة لتقديم تلك الرؤية إلى العالم، حتى يتبناها، ونجحت بالفعل فى إطار مكافحة الإرهاب، فى استصدار قرارات تتعلق بمكافحة الفكر المتطرف، والعمل على منع وصول الأسلحة عبر بعض الدول إلى الجماعات الإرهابية.

كما كانت القضايا الأفريقية حاضرة بقوة لدى مصر، ولم لا والقيادة السياسية آمنت بضرورة إعادة صياغة العلاقات بين مصر ودول القارة السمراء، وربما إن صح القول إعادة تأسيسها، فاستضافت مصر عبر بعثتها فى نيويورك الاجتماع الاستشارى السنوى العاشر بين مجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن الأفريقى، إلى جانب تنظيم زيارات لعدد من أعضاء مجلس الأمن الدولى إلى دول القارة التى يتناول المجلس قضاياها.

وعلى الصعيد العربى، استطاعت مصر فى مايو 2016، ولأول مرة تنظيم اجتماع تشاورى بين مجلس الأمن الدولى ونظيره فى جامعة الدول العربية، وكان ذلك بمقر جامعة الدول العربية فى مصر.

ومن بين ما نجحت فيه مصر استصدار القرار 2286، الخاص بحماية المنشآت الطبية فى النزاعات المسلحة. وقبيل انتهاء عضوية مصر بمجلس الأمن الدولى، نجحت مصر فى اعتماد قرارين مهمين من قِبل مجلس الأمن الدولى على صعيد مكافحة الإرهاب: الأول يتعلق بضرورة التصدى للمقاتلين والإرهابيين الأجانب، والثانى متعلق بمنظومة المديرية التنفيذية التابعة للجنة مكافحة الإرهاب، وهو جهد حُسب لمصر كثيراً على الصعيد الإقليمى والدولى، خصوصاً الإقليمى، الذى يعانى بقوة من ظاهرة المقاتلين الأجانب.

وتتويجاً لذلك الجهد، اختيرت مصر لرئاسة اللجنة المعنية بمكافحة الإرهاب فى مجلس الأمن الدولى، وكان القرار بأغلبية جميع أعضاء المجلس، وكان ذلك بداية من عضوية القاهرة فى يناير من عام 2016، لتكون مصر على رأس واحدة من أهم اللجان داخل الأمم المتحدة، حرصت مصر خلالها على أن تكون لدى العالم رؤية شاملة وواضحة حيال الجماعات الإرهابية. كما نجحت مصر فى استصدار قرار يرحّب بالإطار الدولى الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابى ووضعه موضع التنفيذ، وذلك فى مايو من عام 2017، مما يعنى نجاحاً مصرياً فى وضع الإرهاب على أجندة أولويات مجلس الأمن الدولى.

كما كانت القضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية موضع اهتمام كبير من مصر طوال حكم الرئيس «السيسى»، وخاضت عدة معارك دبلوماسية لأجلها فى مجلس الأمن الدولى، من ذلك أن مصر كانت محركاً رئيسياً فى رفض أعضاء مجلس الأمن قرار الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مما يعنى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان ذلك برفض من 14 عضواً، لكن الفيتو الأمريكى حال دون استصدار القرار. وكان آخرها جهودها لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.

ومنذ اليوم الأول لتنصيب السيسى رئيساً لمصر، فى 8 يونيو 2014، كان للقضية السورية أولوية بالنسبة لمصر، خصوصاً الجوانب الإنسانية، حيث نجحت فى استصدار قرار يمدّد العمل بالقرار 2165 الخاص بإيصال المساعدات إلى الشعب السورى العابر للحدود، وأكدت دائماً ضرورة أن يتحرّك المجتمع الدولى لوقف معاناة الشعب السورى.

وبعيداً عن أروقة مجلس الأمن الدولى، رعت مصر عدداً من الاتفاقيات للتهدئة وتجنّب التصعيد فى سوريا بين الحكومة السورية والقوات المناوئة لها أو الفصائل التى تصنّف كمعارضة للحكومة السورية، وكان الهدف الدائم لمصر من تلك الاتفاقيات هو حقن دماء الشعب السورى، وكانت تلك الاتفاقات تتم بالتعاون بين مصر وروسيا. كما استقبلت مصر كثيراً من قيادات المعارضة السورية، وأقامت على سبيل المثال مؤتمر المعارضة السورية فى 2015، والذى كان الهدف منه أن تكون هناك رؤية شاملة للمعارضة حيال الأزمة السورية.

وكانت الأزمة الليبية خير مثال على نجاح الدبلوماسية المصرية والسياسة الخارجية لمصر، إذ تصدت «القاهرة» بقوة لكل محاولات التدخل فى الشأن الداخلى الليبى، وفضلاً عن ذلك رعت مصر -ولا تزال ترعى- مسار توحيد المؤسسات العسكرية الليبية، كما رعت مختلف جلسات الحوار السياسى التى وصلت فى النهاية إلى توقيع اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحالية، تمهيداً للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

كما تصدّت مصر بقوة لمحاولات تقسيم ليبيا وسيطرة التنظيمات الإرهابية على الدولة مدعومة بقوات خارجية، ولا ينسى أحد عندما رسم الرئيس عبدالفتاح السيسى الخط الأحمر فى منطقة سرت، وهو خط كان له مفعول السحر فى تغيير مسار الأحداث فى ليبيا.

وعلى صعيد دعم قضايا القارة الأفريقية، قدّمت مصر خلال رئاسة الاتحاد الأفريقى، مبادرات عدة تتعلق بإسكات صوت البنادق وحل نزاعات القارة السمراء على نحو يسهم فى حل مشكلاتها والقضاء على النزاعات الداخلية. كما حرصت مصر على دعم العلاقات التجارية بين دول قارة أفريقيا. كما استضافت مصر على سبيل المثال فعاليات منتدى أفريقيا 2019 بالعاصمة الإدارية الجديدة، وشارك بالمؤتمر عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، فضلاً عن 200 شخص من رجال الأعمال والمستثمرين الأفارقة ومن جميع أنحاء العالم، حيث ركز على دور القطاع الخاص فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتعزيز الفرص الاستثمارية. كما عملت مصر على دعم عدد من اتفاقات السلام فى دول القارة السمراء.

مصر وأفريقيا

10 قمم عالمية شارك فيها الرئيس السيسى من أجل أفريقيا

عقد قمتين بشأن السودان وليبيا

أبريل 2019: قيام الرئيس السيسى بجولة تاريخية لغرب أفريقيا

8 زيارات أفريقية لرئيس مجلس النواب المصرى

13 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة استثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار

61% النسبة التى تضاعفت إليها أعداد المستفيدين من الكوادر الأفريقية بالدورات المصرية

113% ارتفاعاً فى قيمة المنح والمساعدات المصرية لأفريقيا

8 مزارع نموذجية أنشأتها مصر فى أفريقيا

110 فعاليات ثقافية نظمتها مصر

واقرأ أيضا:

مساعد وزير الخارجية الأسبق: دور «القاهرة» ريادى فى عمليات السلام داخل المنطقة

نائب رئيس «المصرى للشئون الأفريقية»: «القاهرة» شريك استراتيجى مع كل القارة السمراء


مواضيع متعلقة