«أمينة» تواجه «الوحدة والسرطان» بـ«قعدة القطط»

«أمينة» تواجه «الوحدة والسرطان» بـ«قعدة القطط»
مرت السنوات على فراق الزوج ولم يغادر حبه قلب الحاجة «أمينة»، تركها زوجها وحيدة دون ونس، لكنها وجدت فى الحيوانات ملاذاً آمناً، تشغلها يومياً رعايتها وإطعامها وفعل ما يتطلب الأمر كى تكون تلك الحيوانات فى حال جيدة، بينما تتمنى لو عاد زوجها الحنون ليربيا الحيوانات والطيور مثلما كانا يربيانها فى ريعان شبابهما، حيث تعتنى «أمينة» بالقطط الصغيرة وترعى قططاً أخرى مشردة فى الشوارع ويتحسر قلبها الرقيق إذا غابت إحدى قططها أو ماتت، وتظل العجوز التى اقتربت من الـ70 عاماً تبكى طوال الليل، بين الحين والآخر تعذبها الذكريات.
تتمنى أمينة عبدالمنعم إسماعيل، المعلمة السابقة، عودة زوجها ورؤيته مرة أخرى، لكن لأن هذا مستحيل فهى تستأنس فى تلك الوحشة والوحدة بعطفها على الحيوانات، وقررت فعل ذلك حتى نهاية عمرها.
سيدة عابدين: «عارفاهم بالاسم وبأكّلهم في عز مرضي»
5 سنوات مرت على فراق زوجها وكل ليلة تذكّرها حيواناتهم به، من فرط حبها للقطط اشترى لها لوحة بها قطط صغيرة ما زالت محتفظة بها فى بيتها المتواضع فى إحدى حوارى عابدين القديمة: «من صُغرى بحب الحيوانات، ولما اتجوزت كنا بنربيهم سوا أنا وزوجى، والقطط تنام وسطنا، عمره ما اعترض، كان حنين أوى ولما بقعد مع نفسى وافتكره بأبكى».
تربى «أمينة» القطط الصغيرة كأولادها، وعندما تكبر القطط تطلق لهم العنان للعيش فوق السطوح، تعرفهم بالاسم وتتابعهم وتشترى لهم دائماً الطعام ولا تنسى فى عز مرضها أن تحضر لهم الطعام قبل الذهاب إلى المستشفى للعلاج بالكيماوى، بعد اكتشاف الأطباء أنها تعانى من أورام تسببت فى خضوعها لأكثر من 20 جلسة كيماوى، وما زالت العجوز تتمتع بقلبها الرقيق وابتسامتها اللطيفة، وتحنو على الحيوانات.
قالت «أمينة»: «لما بسمع قطة فى الشارع جعانة بنزل أجيب لها أكل، عندى قطط كتير وكلاب، وعارفين ميعاد أكلهم، ولو رُحت مكان دايماً معايا، بزعل أوى وبعيط طول الليل لما واحدة فيهم يجرى لها حاجه وتموت». وبكل حزن قالت إنها أحياناً بعد عمل الأشعة بالصبغة تعود إلى البيت ولا تستطيع عمل أى شىء لذلك تساعدها ابنتها فى تربية ومراعاة الحيوانات الموجودة عندها فى البيت.