أسوان.. معاناة عند «سفح» الجبال
![أسوان.. معاناة عند «سفح» الجبال](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/301543_Large_20150108073654_15.jpg)
«عايشين فى زمن النسيان، رضينا بالهم والهم مارضيش بينا»، هذا هو لسان حال مئات الأسر التى تُعد تحت خط الفقر وتسكن على بُعد نحو 17 كيلومتراً شمال مدينة أسوان فى قرى أبوالريش قبلى، والأعقاب، التابعة لمركز أسوان، فى منازل مفتوحة بلا أسقف وبمساحات مختلفة، تحت سفح الجبال، فى انتظار سقوط صخور جبلية تزن مئات الأطنان، مما قد يؤدى إلى كارثة حقيقية كما حدث فى «الدويقة» منذ أعوام.
«الوطن» التقت الأهالى بقرى أبوالريش الذين يبلغ عددهم 23839 فرداً ضمن 5298 أسرة، كما يبلغ أعداد سكان الأعقاب 2013 أسرة، بإجمالى عدد سكان يصل إلى 9060 نسمة، وتضم مناطق ونجوع هى «الأعقاب قبلى، والمغارة، والشيمة والديسة والفوز والأعقاب بحرى والمرداب».
«إحنا منسيين وعايزين حد يفتكرنا، بس ياريت مايبقاش بعد حدوث كارثة على أبنائنا»، كلمات قالها طارق على مكى، أمين عام جمعية العباس بن عبدالمطلب بأبوالريش، بدأ بها لشرح وضعهم الحالى، وقال: «على الرغم من معاناتنا، وأننا نسكن تحت سفح الجبال، وسط المخاطر التى تحيط بنا يومياً، ولم نجد أياً من الأماكن والأراضى التى تصلح للسكن فى أسوان، رضينا بالهم وسكنّا فى الجبال، بل تحت الجبال كمان، ولاقينا أن الدولة بتغلّى لنا سعر الأرض، ووصل سعر المتر فى الأرض المسكونة تحت الجبل أو فوق الجبل إلى 100 جنيه للمتر، يعنى كده إحنا أغلى من القرى والمدن الجديدة، وعلشان نقدر نملك بيوتنا اللى هى تحت الجبل لازم نرفع مساحة القرى من خلال الهيئة المصرية العامة للمساحة، وعلشان نرفع المساحة، عايزة مصاريف ورسوم كبيرة مننا، واحنا يعنى لو معانا فلوس هنسكن فى الأماكن دى؟!».
وأضاف «مكى»: «نظمنا وقفات احتجاجية قبل أعوام أمام مبنى ديوان عام المحافظة، من أجل إدخال الصرف الصحى للمنازل وتمليك منازلنا بأسعار تتناسب مع دخلنا، خصوصاً أن أغلبنا من المزارعين والأجرية الذين يعملون باليومية، فنحن نطالب الحكومة الحالية بالنظر إلى مشكلاتنا، لأن الصبر عندنا خلص ومش قادرين نستحمل تانى، ولم يبق فى قوس الصبر منزع، وبلغت القلوب الحناجر».
وقال جمال نور الدين صديق، أحد أهالى قرية الشديدة بأبوالريش: «مش معقولة نسيب بيوتنا، اللى هى ممكن تكون تحت الجبل وخطر علينا، لأننا نعمل فى الزراعة، وبيوتنا وأراضينا وزرعنا ومواشينا هنوديها فين، لأن قرية الهلال الأحمر اللى الدولة وفّرت فيها بيوت، تبعد عنا 3 كيلومترات عن المنطقة السكنية بالأعقاب، وكده لازم يكون معانا عربيات، ونعيد كلامنا تانى، لو كنا نقدر نجيب عربيات هنسكن فى الأماكن الخطرة دى ليه؟ على الدولة أنها ترفع الأحجار وتقطعها، وإبعاد الخطر منها، ونبقى إحنا فى أمان، ونعيش وسط أهلنا وناسنا وزرعنا».
من جانبه أكد اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، أن حماية أرواح وممتلكات المواطنين تأخذ أسبقية أولى فى اهتمامات المحافظة. وأضاف: «لذا بادرت بإخلاء كامل للمنازل الواقعة أسفل الصخور الجبلية فى 4 قطاعات، هى نجوع الخلاصاب والشديدة والعجباب والنجع الجديد الواقعة أسفل الصخور الجبلية بطول نحو 5 كم والذى وصلت تكلفته إلى 4 ملايين جنيه، وتم الإعداد له بعد حادث الدويقة من خلال دراسات علمية من قِبل متخصصين وأساتذة بكليتى العلوم والهندسة بأسوان، وأخلينا 250 منزلاً تقيم بها 327 أسرة، بامتداد بعض المناطق، وكسّرنا 25 ألف متر مربع من الصخور شديدة الصلابة، حيث تم استخدام وسائل متقدمة وحديثة فى تفتيت هذه الصخور الخطرة التى تعتبر مصدر تهديد للمنازل الواقعة أسفل منها، فى حالة حدوث سيول أو زلازل فى المستقبل، لذلك فإن مشروع (تفتيت الصخور) الذى كان نموذجاً لقدرة الإنسان على تحدى الطبيعة بتكلفة لا تتعدى 4 ملايين جنيه تم به تأمين حياة وممتلكات هذه الأسر». وأشار إلى أن هناك مناطق أخرى معرّضة للخطورة الداهمة أيضاً، سيُنفذ بها هذا المشروع، كمرحلة ثانية من ضمن الإجراءات الاحترازية التى تنفّذها المحافظة من أجل الحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين، وتابع: بالتوازى مع ذلك، فقد تم الانتهاء من 90% من المرحلة الأولى لقرية الهلال الأحمر بالأعقاب، بإجمالى 200 مسكن من ضمن 400 مسكن، شاملة المرافق الأساسية والخدمات، علاوة على بناء 50 منزلاً قامت بإنشائها مؤسسة «مصر الخير» منها 13 منزلاً بقرية الأعقاب، كدفعة أولى قام بتوزيعها فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق فى مايو 2010 على المتضررين، ثم 24 منزلاً، تم توزيع عقودها فى أغسطس من العام الماضى، مضيفاً أنه تم توفير كل الخدمات الأمنية والصحية والتعليمية والتموينية بقرية الهلال الأحمر بالأعقاب، بالتعاون مع الوزارة على الرغم من أن نسبة الإشغال بها لا تزيد على 25%، وذلك بعد توزيع 200 بيت من البيوت الريفية التى تم إنشاؤها بالقرية، عقب كارثة السيول فى عام 2010 على المتضررين من أهالى قرى أبوالريش والأعقاب من خلال ضوابط محكمة.
ملف خاص:
الغردقة.. «دويقة جديدة»
«سيناء».. السيول تهدد «العريش».. و«سانت كاترين» تواجه خطر «العزلة»
سوهاج.. سيول وانهيارات صخرية وكوارث لا تنتهى
القليوبية.. منازل وآلاف البشر يعيشون تحت «خطوط الضغط العالى»
الفيوم.. انتظار «الغرق» على ضفاف بحيرة «قارون»
الأقصر.. «الطود» مأساة متكررة مع انهيار المنازل
قنا.. «غلابة» تهاجمهم الذئاب ويحاصرهم الفقر