قبطي يساعد صديقه الكفيف على الذهاب للمسجد: أعرفه من 6 سنين بس حاسس إنه صاحب عمري

كتب: رفيق محمد ناصف وعاصم هشام

قبطي يساعد صديقه الكفيف على الذهاب للمسجد: أعرفه من 6 سنين بس حاسس إنه صاحب عمري

قبطي يساعد صديقه الكفيف على الذهاب للمسجد: أعرفه من 6 سنين بس حاسس إنه صاحب عمري

«لَيْسَ الصدِيقُ الذي تَعلُو مَنَاسِبه، بلِ الصديق الذي تزكو شمائله، إن رابكَ الدهرُ لم تفشل عزائمهُ، أَو نَابَكَ الهَمُّ لَمْ تَفْتُر وَسائِلُهُ، يَرعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ، وَلاَ تغبكَ من خيرٍ فواضلهُ، لا كالذي يدَّعى وُداً وباطنهُ»

لم يكن يعلم الشاعر محمود سامي البارودي أن تلك الأبيات التي كتبها منذ سنوات طويلة تعيش معنا في الحقيقة حتى يومنا هذا وخير دليل على ذلك الصديقان الشيخ كمال ونمير، فهما ليسا كباقي الأصدقاء، فهي صداقة نشأت بين إمام مسجد كفيف ومخرج مسرحي مسيحي، يصطحب صديقه إلى المسجد وينتظره حتى يؤدي الصلاة ليعود معه مرة أخرى إلى منزله.

صديقان منذ 6 سنوات 

الشيخ كمال ونمير من مدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، صديقان منذ 6 سنوات ويقضيان معظم وقتهما سويا لم يمل الشخص المسيحي من صديقه المسلم الكفيف بل يساعده على الذهاب إلى المسجد معظم الوقت لقضاء فرض لله.

يقول نمير عدلي، في حديثه لـ«الوطن»، إنه يعمل مدربا بمكتب ذوي الهمم التابع لوزارة الشباب والرياضة، بجانب أنه مخرج مسرحي وتعرف على الشيخ كمال مطر خلال دورة تدريبية بمحافظة الإسكندرية منذ 6 سنوات، حينما كان يريد الشيخ كمال صلاة الجمعة واصطحبه إلى المسجد ووجهه للقبلة لإقامة الصلاة ومنذ ذلك الوقت وأصبح الشيخ صديقه وخصوصا أنه من نفس مدينته.

المشاركة في الإنشاد 

وأضاف نمير أن الصداقة بينهما تطورت بعد ذلك أثناء اشتراكهما في العديد من المسابقات والمناسبات والتدريبات الخاصة بذوي الهمم وأصبحا يتقابلان بشكل يومي، بالإضافة إلى اصطحابه الشيخ كمال في الكثير من الاحتفالات والمناسبات للإنشاد الديني لأنه يتميز بصوت نقي وجميل وأحياناً يشاركه الإنشاد أيضا.

صديق مخلص ومحب للخير 

يقول الشيخ كمال مطر في حديث لـ«الوطن»، إنه لم يجد رفيقا وصديقا مثل نمير من قبل يحمل مشاعر الإخلاص والوفاء وحب الخير والمساعدة، حيث إنه تعرف عليه منذ 6 سنوات ولكن بالنسبة له فهي صداقة العمر.

وأشار الشيخ كمال بسبب أنه من ذوي الهمم وأن عمل نمير في نفس المجال يعرف جيداً طريقة التعامل معاه ويقوم بمساعدته كثيراً، ويذهب معه للمسجد والاحتفالات وحلقات الإنشاد الديني وفي بعض الأحيان يلجأ له ليكون دليله في أي مشوار في صعوبة عليه، مضيفا أنه لا يخبره بكل مواعيده حتى لا يثقل عليه، وخصوصاً أثناء ذهابه إلى أحد الأماكن البعيدة خارج المحافظة.

وأختتم أن اختلاف الأديان لا يمثل عائق أبدا فالدين، وحب الأصدقاء في القلب والإخلاص وحب الخير والمساعدة مشاعر وأخلاق لا يختلف عليها أي دين.


مواضيع متعلقة