معاون وزيرة البيئة: لا إصلاح لـ«البيئة» دون مشاركة المواطنين.. والبداية بـ«اتحضر للأخضر» (حوار)

معاون وزيرة البيئة: لا إصلاح لـ«البيئة» دون مشاركة المواطنين.. والبداية بـ«اتحضر للأخضر» (حوار)
أكد محمد معتمد، معاون وزيرة البيئة، أن مبادرة «اتحضّر للأخضر» تُعد واحدة من أهم المبادرات للحد من تداعيات تغيرات المناخ، وأول حملة لنشر الوعى البيئى تحت رعاية رئيس الجمهورية، مشيراً إلى ارتفاع استجابة المواطنين وتفاعلهم معها، لا سيما مع الاستمرارية والأنشطة التى يتم تنفيذها.
وأضاف «معتمد»، فى حوار لـ«الوطن»، أن المبادرة تشتمل على 3 مراحل أساسية، تتعلق بعملية نشر الوعى بالمفاهيم البيئية البسيطة والمرتبطة بسلوك الإنسان، وأيضاً تعريف المواطنين بالمحميات الطبيعية وطريقة الوصول إليها وكيفية زيارتها والاستمتاع بها، إضافة إلى تعريف المواطنين بمعنى التغيرات المناخية، خاصة بالتزامن مع استضافة مصر لقمة «COP27»، الأحد المقبل فى مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء.. وإلى نص الحوار:
بداية.. حدثنا عن حملة «اتحضر للأخضر» وآخر التطورات فيها حتى الآن؟
- هى أول حملة لنشر الوعى البيئى تحت رعاية رئيس الجمهورية، وأُطلقت فى نهاية 2019، وتم تخطيطها منذ البداية على عدد من المراحل، الأولى منها كانت تستهدف عملية نشر الوعى بالمفاهيم البيئية البسيطة والمرتبطة بسلوك الإنسان، والتى يمكن من خلال توعية المواطن بها إحداث تأثير قوى من خلال التعديل السلوكى الذى يطرأ على التصرفات والسلوكيات اليومية للمواطنين، على سبيل المثال تحدثنا مع المواطنين عن الفائدة التى ستعود عليهم من ترشيد استهلاك المياه أو تقليل هدر الطعام، إضافة إلى توضيح التأثير الذى سيحدث من هذا السلوك على البيئة بشكل عام، والذى سيعود بنتائجه علينا فى النهاية أيضاً، وهذا كان هو الهدف من المرحلة الأولى للحملة.
ارتفاع استجابة المواطنين للمبادرة والتفاعل معها وأنشطتها تتميز بالاستمرارية
ماذا عن المرحلة الثانية للحملة؟
- فى المرحلة الثانية بدأنا نتجه إلى أمور أكثر تخصصاً، وعمل الحملات الفرعية مثل حملة «إيكو إيجيبت»، وهى كانت حملة للترويج للسياحة البيئية وسياحة المحميات الطبيعية، وكانت تستهدف تعريف المواطنين بهذه المحميات الطبيعية وطريقة الوصول إليها وكيفية زيارتها والاستمتاع بها.
حدثنا أيضاً عن المرحلة الثالثة من المبادرة؟
- المرحلة الثالثة، وهى التى نعمل عليها حالياً، قائمة على تعريف المواطنين بمعنى التغيرات المناخية، بمناسبة استضافة مصر لمؤتمر المناخ، وهى تحت عنوان «رجّع الطبيعة لطبيعتها»، ومن خلالها يتم التعريف بمفهوم تغير المناخ والآثار السلبية له، وما الذى يمكن أن يحدث إن لم تتصدَّ الدولة له، وإن لم نتعامل نحن كأفراد بصورة صحيحة، وما هى الجهود التى تبذلها الدولة من أجل مجابهة هذه الظاهرة، وما هو دورنا كأفراد وكمجتمع فى مجابهتها.
ما ردود الفعل تجاه المبادرة من المواطنين؟
- الأمر يأتى بالتدريج، ففى بداية المبادرة لم تكن معدلات الاستجابة مرتفعة، ولكن مع الاستمرارية ومع الأنشطة التى يتم تنفيذها اختلف الأمر، خاصة أننا استخدمنا أكثر من أسلوب للتوعية فى الحملة، كان منها البث التليفزيونى والإذاعى، والإعلانات، ورسائل التوعية، والمقابلات التليفزيونية والأحاديث الصحفية، إضافة إلى صفحات مواقع التواصل المختلفة، إلى جانب الأنشطة الميدانية التى كانت تتم على الأرض، والتى تم توجيهها لجميع الفئات فى المجتمع، فضلاً عن حملات التشجير والنظافة.
ما الفئات الأكثر استجابة للمبادرة؟
- دعنا نقُل إن الأمر الطبيعى أن أصحاب السن الأصغر يستجيبون بشكل أسرع، فكلما كانت السن صغيرة يكون من السهل زرع فكرة الحفاظ على البيئة، بخلاف لو كان الشخص متقدماً فى السن، ومن ثم لديه العادات والسلوكيات التى يتبعها من سنين طويلة، ولكن بصفة عامة مستوى الاستجابة شهد ارتفاعاً كبيراً، ففى آخر عام أطلقنا «الحوار الوطنى» بالتعاون مع جميع مؤسسات المجتمع المدنى وغيرها، ووجدنا معدلات استجابة عالية، إضافة لمعدلات وعى عالية.
مصير المبادرة ما بعد COP27
المبادرة بدأت قبل التفكير فى استضافة المؤتمر، وهى مستمرة لما بعد ذلك، فنحن نتحدث عن مبادرة تنتهجها وزارة البيئة، لأن أى عمل بيئى يتكون من عدة مكونات، أهمها هو الوعى والسلوك الإنسانى، فلن يتم إصلاح البيئة دون المشاركة المجتمعية، وبناء عليه فنحن ننتهج هذه المبادرة كأحد المحاور الرئيسية للعمل فى وزارة البيئة، والتى ستظل مستمرة لما بعد المؤتمر، من خلال تناول موضوعات بيئية مختلفة حتى نصل إلى مستوى الوعى فى الشارع ومستوى المشاركة المجتمعية والإدراك والإيمان بالقضايا المجتمعية بالشكل الذى يناسب دولة بحجم مصر.