«معلومات الوزراء» يتناول في تقرير جديد مدن المستقبل ويطرح مفهوم المدن المرنة

كتب: محمد مجدي

«معلومات الوزراء» يتناول في تقرير جديد مدن المستقبل ويطرح مفهوم المدن المرنة

«معلومات الوزراء» يتناول في تقرير جديد مدن المستقبل ويطرح مفهوم المدن المرنة

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقرير بعنوان «مدن المستقبل الإطار والممارسات العالمية»، والذي يسلط الضوء على مفهوم المدن المرنة والأدوات المستخدمة من جانب المؤسسات الدولية لتقييم مستوى مرونة المدينة، وذلك بالتطبيق على مدينة «إنتشون» الكورية الجنوبية في مجال الحد من مخاطر الكوارث.

وأصبحت مدينة إنتشون الكورية أول مدينة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يتم الاعتراف بها كمركز مرونة من خلال خبرات متراكمة في بناء حوكمة شاملة للمخاطر على المستوى المحلي، كما تلعب المدينة دوراً عالمياً من خلال الأنشطة المتواصلة للمدينة في مشاركة خبراتها حول استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث مع المدن حول العالم، كما تقوم المدينة بدور دولي في العمل كمركز فكر للمرونة الحضرية وتسهيل التنمية المستدامة والنمو الأخضر باستضافتها لصندوق المناخ الأخضر داخل مدينة سانجدو الكورية.

مرونة المدن

وأوضح التقرير أنّ مرونة المدن تعرف بقدرتها على الاستجابة للصدمات والتعافي منها بسرعة، والتكيف في وجه الكوارث والضغوط اعتمادًا على الابتكار، ويتطلب تطوير المرونة تقييم مستوى تعرض المدينة للأخطار الطبيعية والبشرية، يليه الحد من أي نقاط ضعف بنيوية قد تفاقم تأثير الكوارث، وذلك عن طريق تطوير جميع الإمكانات المؤسسية اللازمة للاستجابة والتعافي والتحول في مواجهة الكوارث، وأضاف التقرير أن المدن المرنة تتميز بسبع خصائص هي «الاستباقية - الاستعداد للمستقبل- سهولة التكيف - المشاركة - التركيز على المواطنين - الابتكار - الشمولية».

وأشار التقرير إلى أنّ السنوات الخمسون الماضية شهدت زيادة ملحوظة وسريعة في معدلات التحضر في جميع أنحاء العالم، وأصبح يعيش الآن أكثر من 4.3 مليارات شخص في المدن، أي أكثر من نصف سكان العالم (55%) ومن المتوقع أن تستمر هذه النسبة في الزيادة مستقبلاً حتى عام 2050.

جعل المدن مرنة 2030

وتفرض هذه الزيادة المتصاعدة في معدلات سكان المدن حول العالم تحديات عدة أمام صانع السياسات العامة في كافة الدول، فالنمو العمراني السريع والعشوائي للمدن يؤدى إلى تعريض السكان وبالأخص الفقراء للمزيد من المخاطر، ومن المتوقع أن يضطر أكثر من 1.6 مليار من سكان المناطق الحضرية إلى العيش في متوسط درجات حرارة مرتفعة تبلغ 35 درجة مئوية خلال فصل الصيف، ومن المتوقع أيضاً أن يتعرض أكثر من 800 مليون شخص لمخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر، وهو ما يفرض على صانع السياسات ضرورة التركيز على التنمية المستدامة للمدن وقدرة المجتمعات المحلية على الاستعداد للكوارث أو الأزمات والتصدي لها.

ويشير التقرير إلى برنامج «جعل المدن مرنة 2030»، والذي يعتمد على منهج التوجيه والدعم الفني وتبادل الخبرات بين المدن حول العالم باستخدام اللوحة المعلوماتية Dashboard، بحيث تسهم المنصة في تقريب فجوة الخبرة بين مدن العالم في مجال المرونة الحضرية، بل تمكنها من أن تتحول إلى مراكز للمرونة الحضرية Resilience HUB.

وتضمن التقرير مؤشر مرونة المدينة (CRI)، والذي يعد الأداة الأكثر شهرة على مستوى العالم في قياس وتقييم مستوى المرونة والصمود للمدن، ويعتمد على أربعة أبعاد رئيسية وهي، الصحة والرفاه، والاقتصاد والمجتمع، والبنية التحتية والنظم البيئية، والقيادة الاستراتيجية، وينقسم كل بعد إلى 12 هدفًا فرعيًا مقسمًا إلى ما مجموعه 52 مؤشرا.

وسلط التقرير الضوء على خطوات مدينة «إنتشون» الكورية الجنوبية للحد من مخاطر التغييرات المناخية والكوارث الطبيعية وجاء من أهمها، دمج الحد من مخاطر الكوارث عبر قطاعاتها الحيوية؛ مما يدعم جهود الوقاية من الكوارث والتأهب والاستجابة والتعافي بشكل سريع، وإدراج سياسة جديدة بالمدينة لاستخدام الأراضي في التخطيط الحضري، وتعزيز استخدام البنية التحتية الخضراء كجزء من الجهود المبذولة للحفاظ على الحواجز الطبيعية، وقيام المدينة بمراجعة قوانينها ولوائحها البيئية للتخفيف من المخاطر المستقبلية، كما تناول التقرير استعراض تجربة المدينة في مجال نظام إدارة الكوارث، وإدارة الفيضانات في المناطق السياحية، ونظام خطط إدارة السلامة المدنية، والاستجابة المرنة للكوارث لدى مواطني المدينة.


مواضيع متعلقة