«العريان»: واقع الاقتصاد العالمي «مؤلم».. وانهيار الدول الكبرى يفاقم الأزمة
الدكتور محمد العريان
أكد الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادى العالمى، فى كلمة مسجلة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أننا نعاصر اقتصاداً عالمياً تكتنفه حالة من عدم اليقين غير المعتاد، وأن واقعنا المؤلم فرض علينا العيش فى جو محفوف بالتحديات، ألا وهو الاقتصاد العالمى والنظام المالى العالمى، لافتاً إلى أن التحديات الحالية وُلدت من رحم الدول المتقدمة واقتصادات مجموعة الدول السبع الكبار على وجه الخصوص، وكلما زاد عدم الاستقرار فى الدول المتقدمة تفاقمت هشاشة الاقتصاد العالمى، ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة للدول الأخرى.
الخبير الاقتصادي العالمي: اقتصادات السبع الكبار شهدت انهيارا فوضويا في العملة
وأشار «العريان» إلى أن الاقتصادات المتقدمة، وخاصة اقتصاد مجموعة السبع، شهدت خلال الأسابيع الماضية انهياراً فوضوياً فى العملة، وزيادة غير منضبطة فى العائدات، وتوبيخاً علنياً من صندوق النقد الدولى، وتحذيرات وكالات التصنيف، وتدخلات طارئة من البنوك المركزية، وسياسات حكومية متعددة معاكسة انتهت باستقالة رؤساء وزراء، وهو ما يوضح حالة عدم الاستقرار الكامن وغير المتصوَّر الذى نعاصره والذى تأسس فى الدول المتقدمة، وتُعد المملكة المتحدة مثالاً واضحاً جداً لذلك، فكان سبب عدم الاستقرار بها هو أخطاء فى السياسات المالية، مثل محاولة خفض الضرائب دون وجود تدابير تعويضية للإيرادات.
البنك الفيدرالي الأمريكي في تبني التدابير اللازمة لكبح جماح التضخم
وأوضح الخبير الاقتصادى العالمى أن هناك أسباباً متعددة أخرى لعدم الاستقرار فى جميع الاقتصادات المتقدمة، ففى الولايات المتحدة يحاول البنك الفيدرالى الأمريكى -الذى يُعد أقوى البنوك المركزية فى العالم- كبح جماح التضخم، إلا أنه وقع فى خطأ تصنيف التضخم بوصفه تضخماً مؤقتاً، وبالتالى فشل فى تبنى التدابير اللازمة، ويعمل حالياً على رفع سعر الفائدة بمعدلات تُعد هى الأسرع فى التاريخ، متابعاً: «بنك اليابان يعانى كذلك من مشكلات فى عالم تسوده أسعار فائدة مرتفعة، وينطبق الأمر ذاته على البنك المركزى الأوروبى».