«ندى» طالبة «الحقوق» تعمل دليفري لإعالة طفلها الوحيد بعد انفصالها
«ندى» طالبة «الحقوق» تعمل دليفري لإعالة طفلها الوحيد بعد انفصالها
«إيه ده إنتي بنت؟.. عاملة في نفسك كدا ليه يا بنتي».. عبارات اعتادت على سماعها ندى محمود، ذات العشرين ربيعا، طالبة الفرقة الثانية بكلية الحقوق بجامعة حلوان، عندما تسلم طلبا أو تستلم آخر، على دراجتها النارية «موتوسيكل» فهي عامل توصيل «دليفري»، الذي وصلت إليه، بعد عملها مساعدة «ميكب أرتيست»، وخدمة عملاء، وبائعة بمحل ملابس وعاملة بمصنع حلويات، والعديد من المهن التي امتهنتها لرعاية طفلها الوحيد ذو العام والنصف، إذ باتت عائله الوحيد، بعدما انفصلت عن والده، الذي ترك لها مسؤولية طفلهما، وهي لم تكمل عامها التاسع عشر بعد، وما زالت ببداية حياتها الجامعية لتعود للإقامة بمنزل أسرتها بحلوان.
العديد من المهن حتى وصلت للدليفري
خاضت «ندى» عدة تجارب، قادتها للعمل على دراجة نارية، رغم رفض أهلها بالبداية، لكنها وفقا لحديثها لـ«الوطن»، فقد فاجأت والدتها بشرائها للدراجة النارية وبداية العمل، الذي تصفه أنه مواسم، إذ ينشط بالأعياد وشهر رمضان، وبداية العام الدراسي، ولا يوجد به اعتذارات حتى لا تخسر زبائنها، مضيفة أنها تعبت كثيرا حتى يصبح لها وجود، وأصبحت تطلب الآن بالاسم، كما أن الكثير من الفتيات أصبحن يعتمدن عليها لشعورهن بالأمان.
يوسف يرافق والدته بعملها
أصبحت «ندى» تصطحب نجلها «يوسف» معها بالمشاوير القريبة، أو تتركه رفقة والدتها، كلما أمكن ذلك، وتذكر «ندى» أن الكثيرين أصبحوا يدعمونها الآن بعد العمل لتسعة أشهر فتجد عبارات المدح، وإشارات الأطفال والفتيات لها بعلامة النصر، كلمات الدعاء والتشجيع التى تلقى على مسامعها خاصة من الفتيات عند رؤيتها على الطريق، ورغم تشجيع الكثيرين لها على العمل وتحدى ظروفها ، فالبعض يحاول إيذاءها رافضا لها، فتتذكر أحد السائقين الذى قام بصدمها على الطريق الدائرى حيث ظل يطاردها بسيارته حتى سقطت على الطريق، وأصيبت، فقط لأنها فتاة معلنا رفضه لها بالكلمات والفعل.
مخاطر العمل على دراجة نارية
وعلى الرغم من نجاح «ندى» طوال 9 شهور بعملها إلا أنها لا تنصح الفتيات بتقليدها لخطورة العمل قائلة «شغل خطر ومواقفه الخطر كتير روحك بتكون على عجلتين هواء وفى ثوانى ممكن تروح لكن المضطر بيكمل ويراعى الأمان بالشغل ولو فى عمل تانى مناسب يكون أفضل».
