«بخيت» كفيف يعزف علي الأورج منذ 20 عاما: «بشوف بالموسيقى»

كتب: كيرلس مجدى

«بخيت» كفيف يعزف علي الأورج منذ 20 عاما: «بشوف بالموسيقى»

«بخيت» كفيف يعزف علي الأورج منذ 20 عاما: «بشوف بالموسيقى»

يحتضن شنطة آلته الموسيقية بشدة، يضعها بهدوء، يتحسس العمود الخاص بها ويضعه في مكانه الصحيح دون رؤيته، وعلى مدار 20 عامًا أصبحت هذه الطريقة نشاط يومي لبخيت طاهر الذي كف بصره فأصبح «الأورج» جزء لا يتجزأ منه، يعزف عليها أجمل النغمات بسهولة ويسر، بل وأصبحت مصدر دخل له وإن كان طفيف إلا أنه قد وصل إلى أول سلم المجد الذي يحلم به.

يعاني، بخيت طاهر، البالغ من العمر 30 عام، فقدان الصبر منذ صغره، لكنه عاش يرى الحياة بإحساسه ووجدانه، فارتبط الوجدان بالآلات الموسيقية خلال مرحلته الابتدائية؛ قبل أن تنمو الموهبة معه حتى أصبح موسيقي ماهر وأطلق قناة له على «اليوتيوب» لتوزيع الألحان والترانيم والأغاني التراثية.

سبب اختيار «بخيت» العزف على الأورج 

اختار «بخيت» خريج كلية الآداب؛ تعلم العزف علي الأورج لسهولتها بالنسبة للكفيف: «أقدر احفظ أماكن النغمات والزراير»، أما الآلات الأخرى مثل الإكسليفون يصعب عليه تحديد موضع أصابعه فيها: «الآله دي صعبة بالنسبة لي لأن ايدي بعيد عنه»، وهذا سبب ارتباطه وحبه للأورج.

تعلم «بخيت»، العزف على الأورج برفقة 25 شخص آخر من فئة المكفوفين، ولم يكمل أحد منهم في ذلك المجال غيره، ليس لكونه الأكثر موهبة بل الأكثر مثابرة وتعلق بالموسيقى، فقد كان يرغب في الالتحاق بإحدى كليات الموسيقى إلا أن تأخره عن موعد الاختبارات حال دون ذلك.

إبداع إلكتروني بمقابل مادي بسيط 

سنوات الإبداع الموسيقي تكللت بإطلاقه قناة على موقع «يوتيوب» حيث يوزع بعض الترانيم المسيحية وأغاني الزمن الجميل، الأمر الذي جعل من تلك القناة فرصة شغل له حيث يطلب منه البعض توزيع بعض الترانيم والأغاني وإرسال المقاطع الموسيقية لهم نظير مبالغ مالية: «الحمد لله بقى فيه ناس تطلب مني أوزع لها ترانيم وبمقابل مادي، وإن كان ضعيف إلا أنه أمر كويس واشكر عليه ربنا».

يعمل «بخيت» في وظيفة إدارية بإحدى المستشفيات الكنسية بالإسكندرية ضمن فئة الـ5%، إلا أنه يأمل أن يجد وظيفة ثابتة في مجال الموسيقى في حال توفر ذلك، نظراً لأن عمله المستشفى يشغل الجزء الأكبر من وقته ولا يمكنه المشاركة في كورال أو فرق موسيقية في الوقت الراهن لاستكمال مسيرته الفنية.


مواضيع متعلقة