طبيب بلطيم فاقد البصر: سأغير تخصصي من الباطنة للطب النفسي

كتب: سمر عبد الرحمن

طبيب بلطيم فاقد البصر: سأغير تخصصي من الباطنة للطب النفسي

طبيب بلطيم فاقد البصر: سأغير تخصصي من الباطنة للطب النفسي

مراحل كثيرة مر بها الدكتور محمود سامي قنيبر، الذي فقد بصره خلال عمله بمستشفى عزل بلطيم في شهر مايو من العام الماضي، والمُلقب بـ«الطبيب فاقد البصر»، فمن رحلة العلاج التي استغرقت لأشهر في المركز الطبي العالمي، بعد استجابة مجلس الوزراء لما نشرته «الوطن» حينها، إلى جلسات العلاج النفسي، التي تخللتها تفكيره بالانتحار، لتنتهي الرحلة حتى الآن بتفكيره في العودة لممارسة مهنة الطب مرة آخرى، من خلال تغيير تخصصه الوظيفي من طبيب باطنة وحميات إلى طبيب أمراض نفسية، حيث يتطلب الطب النفسي الاستماع للمريض أكثر من استخدام «السماعة»، وفقاً له.

الدكتور محمود: «فقدت بصري لكن لم أفقد بصيرتي وأتمنى علاج الناس»

«عاوز أرجع لحياتي اللي افتقدتها تاني، علشان كدا فكرت أرجع أمارس مهنتي مرة تانية، لأن لسه مش قادر أتأقلم على الجلوس في البيت بدون شغل، الموقف كله صعب، وعدم الدعم والتأقلم دفعاني للتفكير في الانتحار بسبب حالة اليأس اللي وصلت ليها»، بهذه العبارة وصف الدكتور قنيبر، الطبيب فاقد البصر خطته المستقبليه في بث مباشر مع «الوطن»، مؤكداً انه سيتواصل مع وزارة الصحة، والبحث عن إمكانية التحويل من تخصص الباطنة إلى التخصص النفسي، بقوله:« هتواصل مع الوزارة، وياريت يوفروا لي منحة ماجستير أدرس فيها الطب النفسي، وأرجع أمارس المهنة مرة أخرى، لأن نفسي أكون دكتور نفسي وأعالج الناس، المواطن لما بيمر بحالة أياً كان نوعها، بيحتاج دعم، ودا دور الطب النفسي».

على الرغم من فقدان الطبيب لبصره، إلا أنه لم يفقد بصيرته، حسب قوله، فالمحنة التي يمر بها الدكتور محمود سامي، جعلته يفكر في أنها «منحة»، ويجب أن يتخذ مساراً عملياً آخر ليستطيع مداواة الناس، وتابع بقوله: «الحالة اللي أنا فيها خلتني إزاي أقدر أفكر أخدم الناس طالما فيا نفس، فلقيت أن كثير مننا محتاج لدكتور نفسي، وإني فعلاً كان نفسي أتخصص في الطب النفسي في كلية الطب لكن كنت خايف، لأن أنا إنسان عاطفي، فخفت دا ينعكس على حياتي في الشغل».

الطبيب يحصل على أغلى نظارة في العالم: «هتساعدني»

نظارة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، أهداها إليه مجموعة من اصدقائه المقيمين في ألمانيا، لتكون عوناً له في حياته المقبلة، إذ يتخطى ثمنها الـ100 ألف جنيه مصري، وقال عن هذه النظارة: «زمايلي في ألمانيا أهدوني نظارة قارئة بـ3 لغات الألماني والإنجليزي وأول نسخة عربي في العالم، النظارة دي هتساعدني، مجرد ما بلبسها، بتتعرف على الكتاب وتقرأه في أذني، وكمان بتتعرف على الوجوه مجرد ما يبقى في ناس قريبين على بعد مني».

انتابت الطبيب فاقد البصر لحظات سعادة، حينما استطاع رؤية ابنه «يحيى»، الذي لم يبلغ عام ونصف، قائلاً: «مبسوط إني قدرت أتعرف على يحيى، علشان كدا عندي أمل إن النظارة تساعدني، أنا راسم ليه صورة في خيالي وباتمنى يكون زيها، ويكون عكازي وقائدي، بأقوله خلاص هقدر أتعرف عليك على بعد 20 إلى 30 متر، النظارة هتقولي يحيى موجود، فدي حاجة خلتني أتبسط».

قنيبر فقد بصره خلال عمله بمستشفى عزل بلطيم

لا يتمنى الطبيب الذي فقد بصره قبل نحو عام و4 أشهر، سوى أن يستطيع تغيير مسار حياته المهنية لتتغير حياته الشخصية أيضاً، كما يتمنى أن يكون سبباً في علاج الكثير من المواطنين، وأعرب عن أمنيته بقوله: «نفسي أغير التخصص علشان أكون سبباً في علاج الناس، جلسات العلاج النفسي علمتني حاجات كتير، علشان كدا فكرت في التغيير، وباتمنى يتحقق».

وفقد الدكتور محمود سامي قنيبر بصره بسبب الإرهاق والإجهاد، خلال عمله في أول مستشفى عزل في كفر الشيخ، وهو مستشفى عزل بلطيم، وجرى علاجه لفترات في المركز الطبي العالمي، كما عينته الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، متحدثاً رسميا باسم صندوق المخاطر الصحية، وذلك بعد تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي، له في أكثر من مناسبة.

 


مواضيع متعلقة