الطبيب فاقد البصر: «مش فاكر شكل ابني.. وبسأل مراتي هو وسيم زيي»

الطبيب فاقد البصر: «مش فاكر شكل ابني.. وبسأل مراتي هو وسيم زيي»
قال الدكتور محمود سامي قنيبر، طبيب كفر الشيخ الذي فقد بصرة أثناء أداء عمله في مستشفى بلطيم للعزل، إنه كان ضمن المستبعدين في الفرق التي استعانت بها وزارة الصحة للمكوث في مستشفيات العزل، بسبب مرضه بمرض مناعي، ولكنه طلب من الوزارة الذهاب لمستشفى بلطيم للعزل للعمل، وكان يعمل طيلة فترة الصيام، في إنقاذ الحالات من فترة الفجر حتى العصر، حتى سقط مغشيا عليه، ليستيقظ بعدها لا يرى: «الأطباء افتكروا أنها صدمة تعرض ليها، ولكن طلعت دمور في العصب البصري».
وأضاف «قنيبر»، خلال استضافته ببرنامج «الحياة اليوم» والذي يقدمه الإعلامي محمد مصطفى شردي والمذاع على فضائية «الحياة»، أنه قد ارتبط نفسيا بالمصابيين من مختلف مناطق المحافظة وسعي إلى علاجهم ورفض أن يأخذ أجازة بعد فترة من العمل، حتى إنه وفي أحدى المرات انتهي فترة نوبته وذهب إلى مسكنه لينام واستيقظ لم يري شيئا: فكرت في الإنتحار ولكن قولت لا لا الكلام ده مش هعملة.
وأوضح أنه تزوج منذ 11 عام ولم يرزق بالأبناء، ولكنه وبعد مرور كل تلك الفترة رزقهم الله بـ«يحيى» ومكث معه أسبوعين فقط قبل ذهابه لمسشتفيات العزل: «أنا فاكر شكل مراتي وأهلي، ولكن أبني مش فاكر شكله، وبقول لمراتي هو أبني شكله وسيم زيي ولا لأ».
وأوضح أنه وقبل التكريم شعر بالإهمال والخزلان وكان يقوم بمهاتفه أشخاص لم يردوا عليه، حتى هاتفته الشؤون المعنوية وقالوا له أن الرئيس طلبه بالأسم في يوم الشهيد: كنت في منتهي السعادة، وقمت وفوقت تاني ورجعت للحياة، ولما روحت وقابلت الرئيس قالي أنا فخور بيك وأنتوا كنتوا رجالة في وقت ما الناس كانت مرعوبة، وكلامه خلاني في غاية السعادة»
وأكد أنه لم يطلب شئ من الرئيس سوى شقة ووظيفة إدارية حتى يتثني له العودة للحياة، لأفتا إلى أن الشقة التي جرى الحديث حولها حتى يقطنها هو وزوجته تحتاج إلى تجهيزات وتشتطيبات حيث أنها غير مجهزه..
زوجة الطبيب: طلبت منه تقديم استقالته أثناء الجائحة ورفض
فيما أشارت مروة ممدوح، زوجته، إلى أنها وفي بداية الجائحة طلبت من زوجها المكوث معها وعدم الذهاب للعمل والاستقاله بعد تفاقم أمر الإصابات: «قالي بالنص اللي هيمشي دلوقتي زي الجندي اللي بيسيب أرض المعركة في وقت الحرب».
وأضافت «ممدوح»، خلال استضافتها بالبرنامج، أنها وعندما كانت تهاتف زوجها كان يبكي في التليفون رغبته منه في رؤية ابنه ولكن هو الأمر الذي لم يحدث، كما أنها كانت تسير في حياتها بصحبه ابنها الرضيع وحدها : «زوجي مكنش بيلمسي ولا يلمس أبنه».
وأوضحت أنها لا تريد أن يتحدث أي شخص بأن زوجها هو شخص خاطئ وقام بضياع نظره بنفسه، ولكنه كان شخصا مخلصا يسعي إلى أنقاذ أكبر عدد ممكن من المرضي.