تقرير بريطاني: الهيدروجين أكثر كلفة وأقل كفاءة من الغاز في التدفئة
مضخة لتدفئة المنازل باستخدام الغاز
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، الضوء على دراسة جديدة ألقت بظلال من الشك على إعلان الحكومة البريطانية، إمكانية استخدام الهيدروجين لتدفئة المنازل وبخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وحلل التقرير، الذي نُشر في مجلة «جول»، أكثر من 30 دراسة تناولت موضوعات الهيدروجين والتدفئة، حيث وجدت أن الهيدروجين كان أقل كفاءة بكثير وأكثر تكلفة من البدائل، وذلك بعد أن قال وزير الأعمال البريطاني، جاكوب ريس موج، أمام مجلس العموم، إن الهيدروجين «رصاصة فضية»، ويمكن استخدامه كوسيلة لتخزين الطاقة المتجددة الزائدة ، مع بعض التعديلات في الأنابيب التي تمر عبر إلى منازل الناس لتدفئتها خلال فصل الشتاء.
الهيدروجين له دور في تخزين الطاقة.. ومستقبل في الصناعات المتخصصة
وتابع التقرير، بأن العديد من علماء الطاقة يتفقون مع تقييم ريس موج، بأن الهيدروجين يمكن أن يلعب دورًا في تخزين الطاقة، كما يرى الكثير أن له مستقبلًا في الصناعات المتخصصة التي من الصعب تزويدها بالكهرباء، مثل الشحن أو إنتاج الصلب أو الطيران.
وأضاف أن الهيدروجين على عكس الوقود الأحفوري، لا ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون عندما يحترق، إذ يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في إزالة استخدام «الكربون» من الأنشطة الاقتصادية في البلاد.
ونقل التقرير عن جان روزنو، مؤلف التقرير ومدير أوروبا في مركز أبحاث الطاقة «مشروع المساعدة التنظيمية»: «قد يبدو استخدام الهيدروجين للتدفئة جذابًا للوهلة الأولى، وتوصلت جميع الأبحاث المستقلة حول هذا الموضوع إلى نفس النتيجة، وهي ان التدفئة بالهيدروجين أقل كفاءة بكثير وأكثر تكلفة من البدائل مثل نظامم التدفئة التقليدي بالغازالطبيعي».
الهيدروجين الرمادي أكثر تلويثًا من استخدام غاز الميثان
وذكر التقرير، أن أهمية الهيدروجين تكمن في أنه لا يطلق ثاني أكسيد الكربون عند الاحتراق، ويمكن تصنيعه من الماء، وهو مورد طاقة لا حدود له تقريبًا، لكنها ليس مصدر طاقة معجزة، مع وجود تحديات كبيرة مرتبطة بكيفية صنع الهيدروجين، حيث يتم تصنيع معظم الهيدروجين في العالم حاليًا باستخدام الوقود الأحفوري، وهو يشار إليه باسم الهيدروجين الرمادي، وهي عملية أكثر تلويثًا من مجرد استخدام غاز الميثان.
توليد الكهرباء من الطاقة وتحويلها إلى هيدروجين عملية «غير فعالة»
وأشار إلى أنه لكي يتم اعتبار الهيدروجين «أخضر» ، يجب استخدام الكهرباء من المصادر المتجددة لتحليل المياه بالكهرباء، لكن المشكلة تكمن في أن العملية غير فعالة، فتوليد الكهرباء من الرياح أو الطاقة الشمسية، وتحويلها إلى هيدروجين ثم حرق الهيدروجين في المنزل يستخدم طاقة أكثر من مجرد استخدام الكهرباء لتدفئة المنزل مباشرة.
تدفئة المنازل بالهيدروجين الأخضر تستهلك 6 أضعاف كهرباء النظام التقليدي
ويقول ديفيد سيبون، من تحالف علوم الهيدروجين، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة كامبريدج: «في المملكة المتحدة، سوف تستخدم تدفئة المنازل باستخدام الهيدروجين الأخضر ما يقرب من ستة أضعاف الكهرباء المتجددة من نظام تدفئة المنازل التقليدي».
وأضاف: «ليس لدينا الوقت أو الموارد لإهدار المزيد من الجهد في البحث عن دور الهيدروجين في التدفئة المنزلية، بخاصة عندما تحدد قوانين الديناميكا الحرارية الإجابة».
وخلص التقرير، إلى أن هناك خطرًا من أن تؤدي مناقشة الهيدروجين للتدفئة في المستقبل، إلى تأخير نشر تقنيات التدفئة النظيفة المتوفرة بالفعل اليوم.