خبراء: تغليب الأسماء المحسوبة على المعارضة في الحوار الوطني نقلة سياسية غير مسبوقة

كتب:  حسام حربى

خبراء: تغليب الأسماء المحسوبة على المعارضة في الحوار الوطني نقلة سياسية غير مسبوقة

خبراء: تغليب الأسماء المحسوبة على المعارضة في الحوار الوطني نقلة سياسية غير مسبوقة

شهد تشكيل اللجان الفرعية بمحاورها الأساسية فى الحوار الوطنى تغليباً للأسماء المحسوبة على المعارضة، واتضح ذلك منذ البداية بإعلان تشكيل مجلس الأمناء، وهو ما يؤكد أن مصر تتسع للجميع، وما يتسق مع دعوة الرئيس للقوى والرموز السياسية خلال حفل إفطار الأسرة المصرية بإطلاقه لرسم الطريق للمستقبل نحو الجمهورية الجديدة.

ويعد التوافق شرطاً أساسياً من أساسيات الحوار الوطنى، حيث يصدر مجلس الأمناء قراراته فى المسائل الموضوعية المتعلقة بالتوافق، وهذا ما نصت عليه اللائحة المنظمة لعمله، فى المادة «6»، التى تقول: «يصح انعقاد مجلس الأمناء بحضور الأغلبية المطلقة لعدد أعضائه، ويصدر قراراته فى المسائل الإجرائية بأغلبية الحاضرين الذين لهم حق التصويت، وفى المسائل الموضوعية المتعلقة بالحوار الوطنى بالتوافق، وفى حالة الخلاف يتم رفع المسألة مع مخرجات الحوار، بحد أقصى 3 آراء لكل مسألة، مصحوبة بالمناقشات التى أثيرت فى شأنها، وأنه لا يطرح أى اقتراح فى المسائل الإجرائية لأخذ الرأى عليه، إلا من خلال المنسق العام أو رئيس الجلسة».

ولاقت الأسماء التى تم اختيارها فى تشكيلات المحاور واللجان الفرعية استحساناً فى الوسط السياسى، وهو ما أكد عليه سياسيون وأحزاب ونواب من مختلف الانتماءات السياسية، وأبرزوا تصدر الأسماء المحسوبة على المعارضة فى الكثير من اللجان، وهو ما يتسق مع هدف الحوار الوطنى.

وأكد الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، والمقرر العام المساعد للمحور السياسى بالحوار الوطنى، أن ما جاء من أسماء محسوبة على رموز المعارضة فى تشكيل اللجان الفرعية التابعة للمحاور الثلاثة، يعد تطوراً إيجابياً لأن الأحزاب التى تنتمى إليها هذه الأسماء كانت موضعاً للتهميش من قبل، وكانت تجد صعوبة فى ممارسة أنشطتها.

وأضاف «السيد»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنّ الاعتراف بأحزاب المعارضة أمر جيد، وأنها تتمتع بشرعية، موضحاً أنّ مشاركة أحزاب المعارضة فى الحوار الوطنى يعد نقلة غير مسبوقة فى الحياة السياسية.

«السيد»: الاعتراف بأحزاب المعارضة أمر جيد.. ووجودها في تشكيل اللجان تطور إيجابي

وأشار المقرر العام المساعد للمحور السياسى بالحوار الوطنى إلى أنّ الاستجابة لمطالب القوى السياسية المعارضة، وإطلاق سراح عدد من سجناء الرأى بكل تأكيد هو أمر إيجابى بالتزامن مع الحوار الوطنى، مؤكداً أنه يأمل فى استمرار التعاون بين جميع الأطراف المشاركة بالحوار.

من جانبها، قالت جميلة إسماعيل، رئيس حزب الدستور، إن الحزب استجاب لطلب مجلس الأمناء، واللجنة الخماسية بالحركة المدنية فى الجولة الثانية التى دارت لترشيح مقررين ومساعدين للمقررين للجان الحوار الوطنى.

«إسماعيل»: «الدستور» تقدم بقائمة كفاءات شابة ومتنوعة

وأضافت «جميلة» أنّ الحزب تقدم بقائمة أسماء كفاءات شابة ومتنوعة ومهمة كل فى مجاله، من بين مجموعة طاقات تستطيع المساهمة فى أى نقاش لقضايا المجتمع ومشكلاته الراهنة، واختار مجلس الأمناء من بين القائمة المرشحة الزميل خالد داوود، الرئيس الأسبق لحزب الدستور، فى موقع مقرر مساعد لجنة الأحزاب بالمحور السياسى، حيث تأتى هذه الاختبارات ضمن مجموعات يحفل حزب الدستور بهم ممن سيشاركون قريباً فى عضوية اللجان.

فيما أوضح الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أنّ نجاح الحوار يكون بالموضوعات التى تم اقتراحها ضمن أجندة ومحاور الحوار وليس بالأشخاص الذين يتم اختيارهم، مؤكداً أنّ مشاركة هذا العدد من القوى السياسية المعارضة والرموز المحسوبة على المعارضة أمر جيد بكل تأكيد.

«فهمى»: وجود المعارضة يحيى النشاط الحزبى

وقال «فهمى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، إنّ وجود المعارضة الحزبية على أجندة نقاش الحوار الوطنى يساعد على إحياء النشاط الحزبى والسياسى فى مصر مرة أخرى، وهذه مقدمة جيدة لما قبل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنّ المشهد السياسى الحالى يعكس شكل الدولة العصرية الجديدة فى الخارج، وأن الدولة ليس هناك ما تخاف منه، فهى تدعو لحوار وطنى لكافة الرموز السياسية والمعارضة بهدف رسم مستقبل مصر، وهو ما يغلق الباب أمام المنظمات المشبوهة التى تحاول النيل من البلد، لافتاً إلى أنّ هناك معارضة وطنية تعمل فى إطار شراكة كاملة من أجل تحقيق أهداف الوطن والمواطن، فى المقابل هناك من يطلقون على أنفسهم معارضة خارجية، والتى تسعى دائماً إلى تشويه الحوار الوطنى بإطلاق الأكاذيب حوله ومحاولة إجراء حوار خارجى موازٍ.

«سعيد»: الحالة الصحية للشعوب تتطلب حواراً مستمراً

فيما قال الدكتور المفكر السياسى عبدالمنعم سعيد إن اللجان والقضايا فى الحوار الوطنى أمر جيد، ومشاركة الشباب مُبشرة، حيث إن الحالة الصحية للشعوب تتطلب أن تكون فى حالة حوار مستمر حول الأمور الاقتصادية ومختلف الأمور الأخرى.

وأضاف «سعيد»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن خطوات الحوار مبشرة، فضلاً عن أن تقسيم القضايا التى تؤثر على المجتمع بشكل واضح، فى هيئة محاور ولجان مؤشر جيد، مضيفاً: «تقسيم العمل وتنظيمه يؤدى إلى العديد من النتائج الإيجابية، وهو ما يجرى الآن على طاولة الحوار، والمحاور تضم القضايا التى تؤدى إلى إعادة بناء المجتمع وسد الفجوات، فضلاً عن أن الحوار يعمل على زيادة إمكانيات مصر فى السياحة والاستيراد والعملة الصعبة وغيرها».

وأشار المفكر السياسى إلى أن الحوار الوطنى التفت للقضايا الكبرى فى المجتمع، والتى تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، مثل السياسة الخارجية والأمن القومى، موضحاً: «أتمنى أن يتم تسليط الضوء والالتفات بشكل أكبر إلى السياسة الخارجية والأمن القومى».

من جانبه، قال اللواء رؤوف السيد، رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، إن انتهاء مجلس الأمناء من وضع المحاور واختيار مقررى اللجان يعد نقطة البداية الحقيقية لانطلاقة قوية للحوار الذى ينتظره المصريون، لمناقشة العديد من القضايا والملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتى تشغل بال الرأى العام.

وأضاف «السيد» أن الانتهاء من المحاور واختيار المقررين فى اللجان المختلفة يعد مؤشراً للبدء فى الجلسات الفعلية للحوار بهدف الوصول إلى مخرجات تعود بالنفع على المواطن، مشيراً إلى أنّ إضافة لجان جديدة لمحاور الحوار قرار صائب يعكس أهمية دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى خلال المرحلة المقبلة فى المشهد العام، الأمر الذى يقتضى معه طرح رؤى جديدة من المعنيين بالأمر للنهوض بالحياة الحزبية التى يمكن أن ترسم مساراً إيجابياً يدعم الدولة وخطوات القيادة السياسية ويبرز جهودها فى كل ما تقوم به من إنجازات ومشروعات قومية.

واستكمل أن مجلس الأمناء أصاب فى تقسيم اللجان بشكل يغطى كافة الجوانب التى ينتظرها المصريون، إضافة إلى اختيار شخصيات وطنية وقيادات مخلصة لها باع كبير فى الحياة السياسية على رأس اللجان، وكذلك امتلاكهم مهارات إدارة الحوار الذى يجمع أطياف الشعب ممن يشاركون فيه من أجل مستقبل أفضل لمصر والمصريين.


مواضيع متعلقة