جائزة مليون روبل لمن تنجب 10 أطفال.. إجراءات استثنائية في روسيا بسبب الحرب

10:19 ص | الخميس 22 سبتمبر 2022

استقطب قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعلان التعبئة الجزئية في البلاد، اهتمامات الصحف والمجلات الدولية الصادرة صباح اليوم، إذ ذهب كثير من محلليها إلى رسم سيناريوهات للمرحلة المقبلة من الحرب وتحليل أبعادها، وبعضها سلط الضوء بشكل أساسي على عدد الجنود الذين يمكن أن «تضحي» بهم موسكو في حرب أوكرانيا، المندلعة منذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي، بخلاف تحليل قرار تشجيع السيدات على كثرة الإنجاب.

وتؤكد التحليلات المختلفة، أن لجوء الرئيس الروسي إلى إعلان التعبئة ولو جزئيا، يعني أن الأمور في المعركة لم تكن تسير على ما يرام، جراء الهجوم المضاد الذي تنفذه كييف، بدعم غربي واسع النطاق.

بوليتيكو: النصر لدى روسيا أهم من الجنود

تحدثت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، عن أن روسيا تفقد عددا كبيرا من جنودها في ميدان المعركة، وتزعم أن الروس تفاجأوا بالمقاومة الشرسة من قبل الأوكرانيين، لافتة إلى إن الأمر يرتبط بقناعة القوات الأوكرانية أنهم في حرب وجودية، ومن ثم فإن التضحية بعدد كبير من الجنود الروس تحد كبير، خصوصا الاقتناع بهذا الأمر داخل روسيا.

وذكرت المجلة الأمريكية، أن القيادة الروسية والرئيس الروسي يبدو مقتنعين بأن العدد في المعركة غير مهم، من أجل تحقيق النصر، مشيرة إلى أن الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين، كان يقتنع بنفس الأمر، وفقًا للأسطورة التي تؤكد أنه عند مواجهة مشهد الهزيمة الكارثية على يد السويديين في معركة نارفا عام 1700، في حرب الشمال الكبرى، جرت طمأنة القيصر بطرس الأكبر من قبل أحد مساعديه، الذي قال إن «الأمهات الروسيات سينتجن مزيدا من الأبناء»، وهذه قناعة ستالين من قبل.

وتضيف «بوليتيكو»: «يبدو أن بوتين ربما تبنى هذا النهج، حيث أعاد الشهر الماضي جائزة الأم البطلة البالغة مليون روبل، التي وضعها ستالين في عام 1944 للنساء اللواتي ينجبن ويربين 10 أطفال أو أكثر».

وتستدرك المجلة: «لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، حتى يصل هؤلاء الأطفال إلى سن الخدمة العسكرية»، وتسأل: «فماذا كان على بوتين أن يفعل في هذه الأثناء، لتجديد قوته؟».

دعوات داخل روسيا لإعلان تعبئة عامة

أوضحت «بوليتكيو»، أنه في الفترة التي سبقت إعلان التعبئة أمس، دعا النقاد والشخصيات السياسية بوتين بشكل متزايد للإعلان عن تعبئة عامة، والتي من شأنها أن تسمح لروسيا باستدعاء جميع جنود الاحتياط، وإدخال التجنيد الإجباري، وإعلان اقتصاد الحرب، الذي قد يعني إجبار الشركات على تصنيع بعض الاحتياجات العسكرية، وإجبار الناس على العمل لوقت إضافي، من أجل المجهود الحربي.

تعبئة الجيش مؤشر لاهتزاز موقف روسيا

ترى المجلة الأمريكية، أن قرار الرئيس الروسي، أمس، يأتي في سعي منه لمواجهة احتمال حدوث تراجع مذل، ومن ثم سعي إلى تصعيد الحرب بالإعلان عن تعبئة جزئية لجنود الاحتياط الروس، وتهدد أوكرانيا وحلفائها بالإبادة النووية، لافتة إلى أن الإعلان يعني أن الأمور لم تكن تسير بشكل جيد مع موسكو خلال الأيام الأخيرة.