صالح سليم.. «مايسترو» الملاعب والإدارة

صالح سليم.. «مايسترو» الملاعب والإدارة
هناك يقف مشدوها مما يرى، حماسة يلعب بها الأطفال في الشارع، يهتز جسده بغير إرادته يرغب في مشاركتهم، وفور لمسه الكرة وعمره لم يتجاوز 10 أعوام تبدأ الرحلة الطويلة حتى اعتلاء عرش الأهلي.
92 عاما على ميلاد المايسترو، الصادق بلا زيف، الشديد بلا تهور، الحاسم في كل شيء، معشوق كل أهلاوي، محمد صالح محمد سليم، الشهير بـ صالح سليم. عشق الساحرة المستديرة وعشقته، وأعطاها عمره فخلّدته بين أحبائه. تربّع على عرش قلوب جماهير الأهلي منذ اللحظة الأولى التي لمس فيها الكرة، في 5 نوفمبر عام 1948 في مباراة أمام المصري، حتى آخر مباراة له أمام الطيران في 11 نوفمبر 1966.
وبين التاريخين حكايات ومواقف وبطولات مع الأهلي والمنتخب، وحكاية أول لاعب مصري يلعب في الدوري النمساوي عام 1964 حتى حصل على جائزة أفضل محترف في النمسا، وفي ظل تربعه على عرش الدوري النمساوي يتلقى ناديه الجديد خطابا من النادي الأهلي أن أحضر حالا لانتشال الفريق من عثراته، فيعود المايسترو إلى الأهلي تاركا عروض كبار أوروبا.
صالح والأهلي
حصل «سليم» مع الأهلي على 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك بها، وكأس مصر 8 مرات وكأس الجمهورية العربية المتحدة مرة عام 1961، وفاز مع المنتخب ببطولة الأمم الإفريقية عام 1959 والتي أقيمت بالقاهرة.
بعد اعتزاله اللعب عام 1966 عمل مديرا للكرة بالأهلي خلال الفترة من 1971 إلى 1972 ثم خاض انتخابات مجلس إدارة الأهلي لكنه لم يوفق في المرة الأولى، وخاض الانتخابات مرة ثانية عام 1980 ليفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، حتى عام 1988 ليترك الفرصة لغيره، وما لبث أن عاد مرة أخرى عام 1990 بعد سوء النتائج، ليظل على عرش الأهلي حتى وفاته عام 2002.
حصل الأهلي في عهد صالح سليم على 35 لقبا متنوعا، كما حصل على لقب نادي القرن في إفريقيا كأعلى تتويج يحصل عليه فريق بالقارة الإفريقية.
صالح والجماهير
«الأهلي ملك لمن صنعوه ومن صنعوه هم مشجعوه»، وضع المايسترو دستور العمل داخل الأهلي وخارجه، فوضع قواعد حاكمه يتعامل من خلالها الأهلي مع لاعبيه وكذلك جعل اليد العليا للجمهور الذي هو في الأساس صاحب الفضل على النادي، ليظل بقلوبهم بعد رحيله بـ20 عاما، وليظل تمثاله بمقر الأهلي شاهدا على مكانته في قلوب من عاصروه ومن لم يعاصروه.
صالح والفن
رغم وسامته الشديدة إلا أنه أيقن أنه لا يصلح للفن، ورغم رغبة المخرجين الشديدة في العمل معه إلا أنه اكتفى بثلاثة أفلام فقط كان فيها «الجان» محبوب الفتيات، وليحفر بأفلام «السبع بنات، الشموع السوداء، الباب المفتوح»، مكانه ومكانته ولتصبح أيقونة فنية بطلها صالح سليم.
صالح والمرض
أواخر التسعينات بدأ المرض يدق باب صالح سليم، ليسافر إلى لندن ويعرف من متابعته الشهرية أنه مصاب بسرطان الكبد، ليبدأ رحلة علاجية انتهت عام 2002 بإعلان وفاة كبير القلعة الحمراء× ليخرج جثمانه في جنازة مهيبة، حضرها نجوم الفن والرياضة والإعلام، وكثير من رموز الدولة، لتطوى بذلك صفحة المايسترو الكبير صالح سليم، الرئيس التاريخي للأهلي.