عيسى الزرعونى يكتب: مشاريع إماراتية بمصر.. بلاد النيل مبروكة
عيسى الزرعونى
«أنتم اشتريتم أراضى مصر بالمشاريع الإماراتية، والحكومة بتدّيكم كده!».
المتحدث هناك لا يعلم مدى ارتباطنا ببعض، فقبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، كان قلب أبوظبى مع مصر، ودون أن يطلب الرئيس جمال عبدالناصر قدّم الشيخ زايد، رحمه الله، دعماً سخياً لمصر عام 1970 لتنهض بقوتها مجدّداً بعد عدوان 1967.
كان الشيخ زايد فى هذه الأوقات يقود اجتماعات مع باقى حكام الإمارات المتصالحة لإعلان دولة الإمارات، إلا أن وجدانه فى الوقت نفسه لم ينفصل عن القاهرة.
وفى المقابل، بادرت مصر بإرسال دفعة من الأطباء والمعلمين والمهندسين بعد قيام الدولة الفتية عام 1971 ليؤدّوا واجبهم تجاه إخوانهم، ولعل معزوفة النشيد الوطنى الإماراتى شاهدة حتى الآن على إبداع الموسيقار المصرى سعد عبدالوهاب.
الأدوار متبادلة ومتصلة فى السلم والحرب، منذ قطع الإمارات والسعودية البترول عام 1973 عن الدول المعادية لمصر، وأن «البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى»، إلى وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أقل من 48 ساعة فى أبوظبى بعد الضربات الفاشلة التى نفّذتها عصابة «الحوثى» فى يناير العام الماضى 2021، وتأكيد الرئيس المصرى للشيخ محمد بن زايد أن أمن مصر والإمارات واحد لا يتجزأ.
ما تقوم به الدولتان تجاه بعضهما البعض ليس «سداد فواتير خدمات»، بل من مبدأ الآية القرآنية: «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ»، وما المانع من استفادة مصر بالاستثمارات الإماراتية فيها، فعند إعلان الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، خلال زيارة الرئيس السيسى إلى أبوظبى نوفمبر 2019 عن إطلاق منصة استثمارية استراتيجية مع مصر بقيمة 20 مليار دولار، كان الهدف تنفيذ مشاريع حيوية مشتركة فى مجالات لها جدواها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة على الشعبين الشقيقين، إضافة إلى إطلاق صندوق استثمارى اقتصادى فى مايو 2022 بقيمة 10 مليارات دولار ضمن صندوق يضم مصر والإمارات والأردن، أليست هذه ثقة فى مناخ مصر الاستثمارى وشعبها؟
فأكرم وأنعم بعلاقات أخوية تنتج علاقات تجارية تصب فى ازدهار شعوبنا.. المصريون قاموا بتدريسنا وتطبيبنا منذ الأيام الأولى لقيام دولة الإمارات، ونحن الآن نقدم نجاحاتنا وابتكاراتنا لها من باب رد المعروف إلى أهله.
لن تمانع مصر بأن تكون الإمارات فيها «زرياب» تتفوق على أقرانها بحسن إدارتها للمشروعات وتضيف إلى إنجازها المزيد، مما يؤدى إلى رفد عوائد هائلة لكلا الطرفين، فبلاد النيل مبروكة، والسياحة فيها لا تتوقف بعجائب الدنيا المبهرة.. سنظل نُحب مصر ما دام هناك ماء فى نيلها، والنيل مصرى إلى قيام الساعة.