موثق شهادة ميلاد الجمهورية الأولى.. عاش بـ3 تواريخ محيرة ليوم مولده

01:34 م | الأحد 28 أغسطس 2022

شخصية استثنائية كتب عليها أن تعيش الكثير من الأحداث الفارقة، ولد محبا للمغامرة وعاش بها ولها حتى نهايته، لازم الغموض حياته وما زال يحيط به بعد 38 عاما على مماته، هو الرئيس محمد نجيب الذي رحل عن عالمنا في 28 أغسطس 1984، عاش من المفارقات الكثير حتى أن أول يوم في حياته وهو يوم مولده ظل حائرا حول تاريخه الحقيقي، فكان له عدة تواريخ ميلاد في موقف غريب على الكثيرين، رواه بنفسه.

في كتابه «كنت رئيسا لمصر» الذي صدر عام 1984، ذكر محمد نجيب سرا عن حياته، وهو أنه لديه 3 تواريخ ميلاد، وحكى قصتها في كتابه قائلا: «أنا لا أعرف بدقة تاريخ ميلادي.. أعرف ثلاثة تواريخ لميلادي ولا أعرف أيهما أصح»، لسنوات ظن أنه يعرف تاريخ ميلاده ويثق فيه حتى حدث ما لم يتخيله أبدا.

تاريخ الميلاد الأول اكتشفه بالصدفة

كانت البداية حين عثر محمد نجيب على مفكرة والده الخاصة، وكانت الصدمة الأولى حين اكتشف أنه ليس الابن الأول لوالده، وعلم أن والده كان متزوجا من أخرى قبل والدته، وأنجب منها ولدا لكنه توفي مبكرا، وفي تلك المفكرة كان تاريخ ميلاد محمد نجيب مسجلا فيها بـ28 يونيو 1899».

والد محمد نجيب كان دائمًا يسجل بيانات أبنائه بالأرقام حسب ترتيبهم، «كنت أعتقد أنني أكبر إخوتي، فإنني تصورت أنني المقصود بنمرة واحد، وتصورت أن هذا التاريخ يصبح تاريخ ميلادي، لكنني اكتشفت فيما بعد أن أبي كان متزوجا من أخرى قبل أمي، وأنه أنجب منها أخي الأكبر عباس الذي توفى مبكرا.. لذا أشك في هذا التاريخ».

تاريخ الميلاد الثاني أقره القسم الطبي

تاريخ الميلاد الثاني الذي علمه الرئيس الراحل محمد نجيب عن نفسه، ذلك الذي أقره القسم الطبي بالجيش، والذي كان 19 فبراير 1901، وذلك التاريخ يخضع لمعايير طبية، «هذا التاريخ يخضع لتقديرات الآخرين، والذي يسمونه عملية التسنين»، وهي طريقة كانت متعارف عليها في تلك الفترة؛ لتحديد الأعمار السنية للأشخاص للأغراض المختلفة.

أما تاريخ الميلاد الثالث لـ«محمد نجيب»، هو الذي اطمأن إليه أكثر من أي شيء آخر، والذي عرفه من تاريخ ميلاد أحد أقاربه، «أكد لي كبار العائلة أنه أصغر مني بأربعين يوما، وبالحساب يصبح تاريخ ميلادي 7 يوليو 1902، وإذ كنت لا أعرف بالضبط تاريخ ميلادي، فأنا أعرف جيدا أنني ولدت».