قيادي بحركة «فتح»: مصر نجحت في التهدئة بقطاع غزة وحقنت دماء شعبنا الفلسطيني «حوار»

كتب: محمد الليثي

قيادي بحركة «فتح»: مصر نجحت في التهدئة بقطاع غزة وحقنت دماء شعبنا الفلسطيني «حوار»

قيادي بحركة «فتح»: مصر نجحت في التهدئة بقطاع غزة وحقنت دماء شعبنا الفلسطيني «حوار»

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادى بحركة فتح، أن مصر دائماً كانت فى المقدمة فى ما يتعلق بأى تصعيد يحدث فى الأراضى الفلسطينية، ليس فقط فى قطاع غزة الذى يشهد بين آن وآخر عملية عسكرية من قِبل الاحتلال الإسرائيلى يسقط فيها كثير من الشهداء، ولكن الجهود موجودة ومستمرة فى كل توترات الضفة الغربية والقدس.

«القاهرة» تنظر إلى القضية باعتبارها «أمناً قومياً».. وقدرها أن تكون كبيرة المنطقة

وأضاف «الرقب»، فى حوار لـ«الوطن»، أن مصر تحرّكت سريعاً للتهدئة فى غزة حتى قبل انطلاق العملية العسكرية، لافتاً إلى أن دورها «تاريخى» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل الفصائل الفلسطينية تعلم ذلك ولا تتحرك إلا برأيها، مؤكداً أن قدر مصر أن تكون كبيرة فى المنطقة وتتحمل تبعات دورها التاريخى والريادى فى حل كثير من الأزمات.. وإلى نص الحوار: كيف ترى ما حققته مصر من نجاح فى الوصول إلى تهدئة بقطاع غزة؟

- نرى بوضوح النتائج التى تمكنت مصر من الوصول إليها، والتى تمثلت بالتهدئة فى «غزة» بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى، وهذا الاتفاق الذى دخل حيز التنفيذ مساء أمس الأول، حيث بذلت القاهرة فيه جهداً كبيراً متواصلاً فى جولات كثيرة للوفد المصرى بين القطاع وتل أبيب، فشكراً لمصر التى سعت إلى حقن دماء شعبنا الفلسطينى.

ماذا عن سرعة التحرك المصرى من أجل حقن الدماء؟

- مصر تحركت منذ الأول من أغسطس قبل حدوث الاعتداء الإسرائيلى على قطاع غزة، وهذا التحرك جاء لمنع التصعيد الذى شهدناه الأيام الأخيرة، إلا أن الاحتلال أصر على تلك العملية ونفّذ هجماته على القطاع بشكل مباشر، ونقول إن مصر لها كل تقدير وكل حب من الشعب الفلسطينى، وهذا الدور الذى تلعبه قدرها، وقدرها أن تكون كبيرة فى المنطقة وتتحمّل تبعات دورها التاريخى والريادى فى حل كثير من الأزمات.

لماذا التحرك يأتى أولاً من مصر، ليس فقط بشأن القضية الفلسطينية، ولكن فى الكثير من قضايا المنطقة؟

- الجغرافيا السياسية تفرض دوراً كبيراً جداً لمصر، فهى الدولة الكبيرة فى المنطقة، فلا حرب أو سلام بدونها، والفصائل الفلسطينية جميعها، تختلف أو تتفق مع مصر، تدرك هذا الدور، والبعض يصنّف أنها تنتمى إلى هنا وهناك، ولكنها لا تستطيع أن تتجاوز مصر فى أى قرار، ومن حاول سابقاً فشل فى ذلك وعاد إليها مرة أخرى.

ما السر فى استماع الفصائل الفلسطينية دائماً إلى مصر؟

- مصر بالتأكيد كما يقال لها دلال على كل الفصائل الفلسطينية، ودور كبير جداً، ونحن نتمنى أن تتطور العلاقة بشكل أكبر بين القاهرة وقطاع غزة وفلسطين بشكل عام، وأن تصبح الأمور أكثر أريحية فى كل تحرك، ويكون هناك انفتاح أكبر تجاه القطاع من قِبل الجانب المصرى، وكما تابعنا هناك تحسّن فى الوضع الاقتصادى بغزة بمساعدتها، وإدخال المواد الغذائية والوقود أيضاً، فضلاً عن أن هناك خطة لزيادة نسبة الكهرباء، التى تصل إلى هناك بشكل ضئيل جداً، وإنارة 6 ساعات، ثم قطع 12 ساعة وهكذا.

ماذا عن الدور التاريخى لمصر فى القضية الفلسطينية؟

- الدور التاريخى واضح، فهى التى خاضت كل هذه الحروب، وكانت تدرك أن جبهة خط المواجهة الأول فى فلسطين، فالعلاقة مع فلسطين تاريخية، وهى تنظر إلى القضية على أنها أمن قومى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وعقيدتها راسخة فى هذا الأمر، وتوارثت عبر الأجيال، ولا تزال تتوارث حتى الآن، والعلاقة التاريخية بُنيت بالدماء والتضحية، وهى راسخة وقوية لا تتأثر بأىٍّ من المتغيرات هنا وهناك، فالشعب الفلسطينى يعشق مصر أرضاً وشعباً وتراباً، والشعب المصرى يعشق فلسطين أرضاً وشعباً وتراباً، فهى ممتدة وتعمقت بالدماء، وهناك أمر وعامل مهم جداً، فقرابة نسبة الـ30% من سكان القطاع أصلهم من جذور مصرية، لذلك هذه العلاقة التى تجمع المصريين بالفلسطينيين علاقة تاريخية ممتدة لسنوات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

شكراً يا مصر

«مصر كتب عليها أن تتحمل هم المنطقة وهم الشعب الفلسطينى بصفة خاصة، ونحن كشعب فلسطينى نحمد الله أن لدينا دولة مثل مصر تهتم بشأننا، نقدم كل الشكر لمصر وجهودها للتوصل إلى اتفاق تهدئة يحقن دماء الشعب الفلسطينى، جرت اتصالات مكثفة، وفى النهاية كللت هذه الجهود بالاتفاق».


مواضيع متعلقة