خبراء: جسر المساعدات للأشقاء في غزة لم يتوقف.. ومصر قادرة على تحقيق المصالحة

خبراء: جسر المساعدات للأشقاء في غزة لم يتوقف.. ومصر قادرة على تحقيق المصالحة
لا تتوانى أو تتأخر القيادة المصرية، فى بذل كل الجهود الممكنة من أجل توحيد الصف الفلسطينى من الداخل، فكانت وما زالت مصر رمانة الميزان والقادرة على التعامل مع ملف المصالحة الفلسطينية، وكذلك الدفاع عن القضية على المستوى الدولى.
وعملياً، لا أحد يستطيع أن ينسى اتفاقيات القاهرة التى جمعت جميع الفصائل من أجل العمل يداً واحدة، بداية من اتفاق عام 1969، الذى دعا إليه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من أجل تنظيم الوجود الفلسطينى المسلح فى لبنان، وحتى 2014، الذى دعت خلاله مصر حركتى فتح وحماس لإبرام اتفاقية بين إسماعيل هنية والرئيس محمود عباس، التى حدّدت مهام الحكومة ومسئوليتها فى قطاع غزة، والعمل على إعادة تفعيل المجلس التشريعى وتنفيذ وثيقة التوفيق الوطنية لعام 2006 ووثيقة المصالحة الوطنية المؤرّخة 5 أبريل 2011.
وإنسانياً، كانت المساعدات تتدفّق إلى الشعب الفلسطينى، ومن أبرز المساعدات الإنسانية التى دعمت بها مصر أشقاءنا فى غزة، قافلة «صندوق تحيا مصر»، التى جاءت تحت شعار «نتشارك من أجل الإنسانية» فى مايو 2021، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتضمّنت القافلة أكثر من 120 حاوية محمّلة بمساعدات تشمل المواد الغذائية الجافة، وخضراوات، ودواجن مجمّدة، وفاكهة، إضافة إلى «مراتب - سجاد - أغطية - مطهرات - كمامات طبية - ملابس- أدوية».
وأكد السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية، أن اهتمام مصر بالقضية تاريخى، فالقيادة لا تعتبرها دولة شقيقة فقط، وإنما جزء من الأمن القومى منذ ذهب الملك تحتمس ليُحرّر اللاذقية من غزو الهكسوس، وبعدها ذهب صلاح الدين الأيوبى ليُحرر القدس من الغزو الصليبى، لافتاً إلى دفاعها عن فلسطين، التى استُشهد على أراضيها آلاف الشهداء من جنودنا فى حروب مختلفة، وبالتالى تُعد القضية فى مقدمة اهتماماتنا على المستويين الداخلى والدولى.
وأوضح «بيومى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن مصر لديها علاقات قوية ووثيقة بجميع الفصائل، وبالتالى تعد الدولة الوحيدة القادرة على الاتصال المباشر بهم، والعمل على توحيدهم وإرساء مبدأ المصالحة بينهم، فضلاً عن دورها الكبير والمسموع على المستوى الوطنى، مشيراً إلى أن مصر دولة صاحبة مصداقية كبيرة، ولديها مكانة لدى جميع الفصائل، وهو الأمر الذى ساعدها بسهولة فى ملف المصالحة.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، حول الدفاع عن القضية فى المحافل الدولية، أن الأمر يعود إلى أن مصر دولة لها اتصالات على جميع المستويات، سواء مع الجانب الإسرائيلى بحكم اتفاقية السلام الموقّعة معه، أو الجانب الفلسطينى بحكم الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين، وبالتالى تعد دولة نادرة صاحبة كلمة مسموعة، واتصالات مع جميع الأطراف المعنية بالقضية.
«صادق»: دورها كبير فى إعمار غزة.. وإصلاح الأوضاع الداخلية بعد تعرض القطاع للعدوان
واتفق الدكتور محمد صادق، مدير المركز العربى للدراسات السياسية، على أن الدور المصرى مهم ومحورى فى دعم القضية الفلسطينية على جميع المستويات، سواء على مستوى تهدئة الأوضاع بين الجانبين الفلسطينى أو الإسرائيلى أو الدفاع عن القضية على المستوى الدولى، وكذلك ملف المصالحة بين الفصائل، وأخيراً الدعم الإنسانى للأشقاء، وبالتالى فإنها تلعب دوراً رباعياً.
وقال «صادق» إن ما حدث بشأن التهدئة لا يعد جديداً على الدور المصرى فى دعم القضية، وإنما يعد استكمالاً لما قامت به من قبل، فدورها مثمّن ومقدّر، ليس فقط من قِبل الجانب الفلسطينى، وإنما أيضاً من قِبل المجتمع الدولى، لافتاً إلى أن من أهم الأدوار التى تقوم بها أيضاً دعم الجانب الإنسانى، وهو لا يقل أهمية، وكذلك إصرارها على دعم الشعب الفلسطينى، خاصة فى ما يتعلق بإعادة إعمار غزة، وإصلاح الأوضاع الداخلية، بعد تعرّض القطاع للعدوان الإسرائيلى.