«دم بابا أهو».. تفاصيل مصرع شاب صدمته سيارة نقل في شبين القناطر

كتب: إبراهيم ناصر

«دم بابا أهو»..  تفاصيل مصرع شاب صدمته سيارة نقل في شبين القناطر

«دم بابا أهو».. تفاصيل مصرع شاب صدمته سيارة نقل في شبين القناطر

«دم بابا أهو»، كلمات قاسية قالها طفل لم يُكمل عامه الرابع بعد تعرضه ووالده لحادث أليم تسبب في حرمانه من والده إلى الأبد، ليصبح الطفل «يوسف محمود» بعد الحادث فاقدًا للنطق من هول المشهد الذي لا يحتمله طفل في مثل عمره، ويشهد شارع الضرائب العقارية بميدان سيدي سعيد الكائنة بمنطقة شبين القناطر واقعة من الصعب تحملها.

والد المجني عليه يروي تفاصيل الحادث 

وروى والد المجني عليه في مكالمة هاتفية لـ«الوطن» تفاصيل تلك الواقعة التي بدأت يوم الخميس الموافق 1 من شهر يوليو الجاري الموافق والذي وافق أيضًا أول ثاني أيام ذي الحجة، حيث خرج الشاب محمود أحمد حنفي ليجلب سحورًا لأسرته لصيام يوم اليوم التالي، ولكنه لم يكن يعلم أو يجول بخاطره أنه لن يعود، وحال خروجه من المنزل رغب طفله في الخروج برفقته لشراء الحلوى، فاستجاب الأب لرغبة نجله، ووافق على الخروج برفقته، لتقف تلك الأم في شرفة المنزل تطل على زوجها الذي لم يتجاوز الـ33 عامًا ونجله، تنتظر عودتهما لترى على بعد ما يقارب الـ50 مترًا زحامًا شديدًا، ظنت في بادئ الأمر أنه شجار، فخافت على زوجها أن يكون مر بجواره وذهب ليفضه، فطلبت من والد المجني عليه أن يذهب ليستطلع الأمر خوفاً من أن يصيب زوجها ونجلها مكروه.

أحد الحاضرين: «عربية ماشيه داست على واحد»

وأكمل والد المجني عليه قائلا: «كنت ماشي وأنا قلبي مضطرب معرفش ليه، وعندما اقتربت تجمع الناس وسألت أحد الحاضرين عن سبب أجابني نصًا: (ياعم الحج ده عربية ماشيه داست على واحد صاحي) لأجد سيارة نصف نقل حمراء مصطدمة بالرصيف فسألت عن الضحية الذي صدمته السيارة، ولم أتخيل للحظة واحدة أنه نجلي الذي كان يجلس إلى جواري منذ دقائق قليلة يمازحني بكلامه، فقلت لهم دون معرفة هوية المصاب، هو فين؟ أخبروني أنه أسفل السيارة لأجد نفسي أقول (يلا يا جدعان طيب نخرجه ونوديه المستشفى) دون أن يخطر ببالي للحظة واحدة أنه قد يكون نجلي»، ليقف الزمن وقتها دون أن أشعر به عند اللحظة التي أدرت فيها وجه الشاب لأجد أنه نجلي «محمود» الذي خرج منذ دقائق لجلب طعام السحور والحلوى لطفله الصغير.

الناس يبحثون عن أهل الشاب

وأكمل والد المجني عليه: «تعالت صرخات الحاضرين حد يشوف أهله فين، وأنا ممسك برأس نجلي الذي ينازع الموت، ولا أستطيع الرد أو أخبارهم أنني والد هذا الشاب لحظات قاسية لم أتعرض لها من قبل ولا أعرف كيف توصفها الكلمات ولكني لم أشعر بأصعب منها مرت علي لأجد نفسي أصرخ في وجه الحاضرين ربما لدقيقة أو أثنين أنا والد هذا الشاب (ده أبني محمود) وأسرعت دون وعي أبحث عن سيارة تقلني وولدي الذي ينارع الموت لأقرب مستشفى ولكن الزحام من الحاضرين كان يقف حائلاً بين دخول أي سيارة للشارع مكان الحادث، لأنتفض مرة أخرى عندما تذكرت أن محمود كان برفقة نجله يوسف صاحب الأربعة أعوام، لأعثر عليه برفقة أحد الجيران ووجهه وجسده يسيل منه الدماء، ولكني ضممته لصدري وحمدت الله تعالى- أنه لا يزال على قيد الحياة، وأسرعت بنجلي لأحد المستشفيات الخاصة التي رفضت استقبال الحالة».

والد المجني عليه: «ابني مات أربع مرات»

ويتابع والد الشاب: «ذهبنا إلى المستشفى الشاملة بشبين القناطر محل إقامتنا، لأنتظر دقائق لم تمر على أصعب منها وأنا أعلم أن نجلي ممكن الممكن أن يفارق الحياة جراء هذا الحادث الأليم، وتطلب الطبيبة منا الانصراف عن الغرفة، وقتها أحسست بانقضاء الأجل فقلت لها: «أنا أبوه.. أنا أبو محمود» لتطلب مني بنظرات تملؤها الشفقة مغادرة الغرفة وأنا أرى الدم يسيل من فم نجلي ورأسه، وانتفاه بطنه بصورة غير عادية نتيجة النزيف الداخلي، وأسمع بعدها نبأ وفاته، وأعود بعد الحادث وأرى في كاميرات المراقبة التي وثقت الحادث أن نجلي قد مات أربع مرات أولها حين صدمة قائد السيارة ليطير في الهواء ويسقط على بعد 6 أمتار، وأخرى حينما سقط على الأرض وعينه يملؤها الأمل بأن يفادية قائد السيارة، ولكنه يكمل ويسير على جسده لمسافة وأخرى حين يصطدم بالرصيف وتكون حموله الجزء الأمامي من السيارة على جسد نجلي، والأخيرة عند عدم محاولته لإنقاذ حياته ومد له يد العون أو طلب الإسعاف»، وتحرر عن ذلك المحضر الذي حمل رقم 15713 لسنة 2022 بتاريخ 1/7/2022 ولا تزال التحقيقات مستمره في الواقعة.


مواضيع متعلقة